رومانيا مثالاً.. اليمين المتشدد يراهن على الرعاية الصحية لحسم انتخابات أوروبا

تدهور الخدمات الطبية يحرك شعبية الأحزاب القومية في الاتحاد الأوروبي

time reading iconدقائق القراءة - 5
متطوعو تحالف من أجل اتحاد الرومانيين يساعدون مسنة قروية لتلقي خدمات طبية في شاحنة مزودة بمعدات طبية في لوديستي برومانيا. 10 أبريل 2024 - reuters
متطوعو تحالف من أجل اتحاد الرومانيين يساعدون مسنة قروية لتلقي خدمات طبية في شاحنة مزودة بمعدات طبية في لوديستي برومانيا. 10 أبريل 2024 - reuters
لوديستي (رومانيا) -رويترز

في مسعى لأن يصبح ثاني أكبر حزب سياسي في رومانيا، وبعد خمس سنوات فقط من تأسيسه، وضع التحالف من أجل اتحاد الرومانيين AUR أنظاره على الناخبين الذين يعيشون في قرى متخلفة، ويواجهون صعوبة الوصول إلى الخدمات العامة، بما في ذلك الرعاية الصحية.

وأظهرت استطلاعات للرأي في جميع أنحاء أوروبا، أن تدهور الوصول إلى الخدمات الطبية هو المحرك الرئيسي لشعبية الأحزاب القومية المتطرفة والمتشككة في الاتحاد الأوروبي، والتي من المتوقع أن تفوز بعدد قياسي من الأصوات في الانتخابات البرلمانية الأوروبية المقررة في 9 يونيو المقبل.

وفي رومانيا، حيث تبلغ الاحتياجات الطبية التي لا يتم تلبيتها، ضعف المتوسط في الاتحاد الأوروبي، قام التحالف بتزويد عدة شاحنات كبيرة بالمعدات الطبية، على أن تجوب رومانيا، حيث يقدم الأطباء والممرضات المتطوعين خدمات اختبارات الدم والمسح الضوئي وخدمات طب العيون والأسنان.

"لسنا وحدنا"

وقال نائب رئيس الحزب ومرشح البرلمان الأوروبي، كلاوديو تارزيو، إن الحزب "يهدف إلى الفوز بـ 10مقاعد من أصل 33 مقعداً لرومانيا في البرلمان الأوروبي، إضافة إلى العمل مع التجمعات الأخرى ذات التفكير المماثل، لتغيير سياسات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين"، التي وصفها بـ "المدمرة" بشأن أوروبا، خصوصاً فيما يتعلق بالهجرة والطاقة الخضراء.

وأضاف: "يأمل الحزب في الانضمام إلى حزب المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين ECR في البرلمان الأوروبي، موطن حزب إخوة إيطاليا بزعامة جورجيا ميلوني وحزب القانون والعدالة المعارض في بولندا، رغم أن التحالف كان على اتصال بحزب الهوية اليميني المتطرف والتجمع الديمقراطي".

وتابع: "نحن لسنا وحدنا إطلاقاً"، مشبهاً التحالف بأحزاب "القانون والعدالة"، و"فوكس" الإسباني، و"تشيجا" البرتغالي.

وتظهر استطلاعات الرأي، أن التحالف، الذي اشتبك أعضاؤه مع الأقلية العرقية المجرية في البلاد والتي عارض قادتها إدخال المحرقة والتاريخ اليهودي في المناهج المدرسية، يمكن أن تفوز بما يتراوح بين 16و20% من الأصوات في الانتخابات الأوروبية، ارتفاعاً من 9% في الانتخابات الأوروبية التي فاز بها في 2020.

ويعارض التحالف حصص الهجرة والمساعدات العسكرية المقدمة إلى أوكرانيا، إضافة إلى معارضة "استعمار أوروبا بالسكان الأجانب"، على حد وصفه، فيما يؤيد إعادة رومانيا إلى حدودها التي كانت عليها عام 1940 والتي تشمل الآن أراضي في بلغاريا ومولدوفا وأوكرانيا.

وقال تارزيو بهذا الصدد: "لسنا راضين عن الطريقة التي يجبر بها الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء على المشاركة في المجهود الحربي لأوكرانيا رغم أننا نتفهم وضع أوكرانيا وقدمنا كل الدعم كدولة، لكن لا يمكننا رهن مستقبل مواطنينا من أجل جيراننا".

رعاية صحية متدنية

والحملة التي يقوم بها التحالف من أموال الحزب والتبرعات الخاصة، زارت أكثر من 110 قرى عبر 37 مقاطعة، وعالجت أكثر من 20 ألف مريض خلال الأشهر الـ 10 الماضية. 

وبلغت كلفة الشاحنات مليون يورو، بما في ذلك تجهيزها بالمعدات الطبية، كما تبلغ كلفة اختبارات الدم، التي تظهر نتائجها على الفور، 120 ليو (26 دولاراً) لكل مريض.

وقال الأطباء، وهم جزء من منظمة غير حكومية أسسها أحد المشرعين في التحالف، إن بعض المرضى "لم يجرُ اختبارات طبية منذ عقود، إذ اكتشف البعض إصابته بالأورام، والبعض الآخر تم تثبيت عظامهم المكسورة غير المعالجة. وقد خضع 50 مريضاً من كبار السن لجراحة إعتام عدسة العين".

وتمتلك رومانيا واحدة من أقل البنى التحتية للرعاية الصحية تطوراً في الاتحاد الأوروبي، وتظهر بيانات مؤسسة "يوروستات" الإحصائية التابعة للاتحاد الأوروبي،  أن لديها أعلى معدل وفيات في الكتلة بسبب الأمراض التي يمكن الوقاية منها وعلاجها. وبعد أن قامت ببناء مستشفى واحد فقط خلال العقود الثلاثة الماضية، وقعت الحكومة الائتلافية عقوداً لبناء وحدتين إقليميتين بتمويل من الاتحاد الأوروبي هذا العام.

تصنيفات

قصص قد تهمك