قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة، إن القوات الروسية التي تتقدم في منطقة خاركيف الأوكرانية تقيم "منطقة عازلة"، بهدف حماية المناطق الحدودية الروسية، مشدداً على أن السيطرة على مدينة خاركيف ليس جزءاً من خطة روسيا في الوقت الراهن.
وقال خلال مؤتمر صحافي في مدينة هاربين بشمال شرق الصين التي يزورها منذ الخميس، إن الهجوم البري الذي بدأته قواته في شمال شرق أوكرانيا هو "رد على هجمات تطال الأراضي الروسية"، مؤكداً أن جيشه لا يعتزم "في الوقت الحالي" غزو مدينة خاركيف.
وأضاف: "لقد قلت علناً إنه في حال استمرار ذلك (الهجمات الأوكرانية)، سنضطر لإقامة منطقة أمنية، منطقة عازلة. هذا هو ما نقوم به".
وتابع: "ما يحصل في اتجاه خاركيف يتحملون هم (الأوكرانيون) أيضاً مسؤوليته، لأنهم قصفوا ويواصلون قصف المناطق السكنية في المناطق الحدودية (الروسية) بما فيها بيلجورود".
وتتعرض هذه المنطقة الروسية، ومركزها المدينة التي تحمل الاسم ذاته، لضربات أوكرانية شبه يومية باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة. وتؤكد كييف أن هذه الهجمات تأتي ردّاً على القصف الذي تتعرض له أراضيها منذ بدء الغزو الروسي في مطلع العام 2022.
وأردف بوتين: "المدنيون يموتون هناك. ومن الواضح أنهم يقصفون وسط المدينة بشكل مباشر فضلاً عن المناطق السكنية".
تقدم روسي في الجبهة
وأظهر تحليل جديد أن روسيا سيطرت على 278 كيلومتراً مربعاً شرق أوكرانيا في غضون أسبوع، ولا سيما في منطقة خاركيف، في أكبر تقدم لها منذ أكثر من عام ونصف العام، وذلك استناداً إلى بيانات المعهد الأميركي لدراسة الحرب ISW.
وأظهر التحليل الذي أجرته "فرانس برس"، إنه بين 9 و15 مايو الجاري، سيطرت روسيا على 257 كيلومتراً مربعاً في منطقة خاركيف وحدها، شمال شرقي أوكرانيا، مركز الهجوم الروسي الجديد، حيث أعلنت موسكو الاستيلاء على بلدات عدة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية الجمعة، إن المجموعة العسكرية "الشمالية" التابعة لها سيطرت على 12 تجمعاً سكنياً في منطقة خاركيف الأسبوع الماضي.
وذكر قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي الجمعة، إن القوات الروسية وسعت منطقة القتال المحتدم بنحو 70 كيلومتراً حين شنت هجوماً على خاركيف.
وذكر أن روسيا شنت الهجوم لإجبار أوكرانيا على إرسال كتائب إضافية من جنود الاحتياط إلى القتال.
وأضاف أنه يتوقع احتدام القتال في الوقت الذي تستعد فيه القوات الأوكرانية أيضاً للدفاع عن منطقة سومي بشمال البلاد.
أما البقية وهي 21 كيلومتراً مربعاً، فقد سيطر عليها الجيش الروسي في مواقع مختلفة على خط الجبهة، بينها بلدة روبوتينه الاستراتيجية، جنوب البلاد.
ولم تحرز القوات الروسية مثل هذا التقدم السريع في الأراضي الأوكرانية، منذ منتصف ديسمبر 2022، ففي الفترة الممتدة من 7 إلى 13 ديسمبر 2022، عندما كانت الجبهة تشهد تبدلات أكبر، تقدّم الروس أكثر من 350 كيلومتراً مربعاً في منطقة لوغانسك (شمال شرق)، لكنهم تراجعوا في الأشهر التي سبقت في منطقتَي خاركيف وخيرسون في مواجهة الهجمات الأوكرانية.
ومنذ بداية عام 2024، احتلّت روسيا 800 كيلومتر مربع، وهي مساحة أكبر من تلك التي استولت عليها في العام 2023 بأكمله (600 كيلومتر مربع).
غير أن هذا التقدّم يبقى ضئيلاً، إذ يطال أقلّ من 1% من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها موسكو حالياً، لذلك فإن المساحات التي استولت عليها روسيا في الفترة الأخيرة محدودة جداً بالمقارنة مع تلك التي احتلتها في بداية غزوها لأوكرانيا في فبراير 2022.
ومنذ بدء الغزو الروسي وحتى 15 مايو الجاري، استولت روسيا على 65 ألفاً و336 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الأوكرانية، ما يمثل نحو 12% من أوكرانيا من دون احتساب الأراضي التي ضمتها روسيا في السابق مثل شبه جزيرة القرم.