استغلت حملة الرئيس جو بايدن إعادة منصة Truth Social المملوكة لدونالد ترمب نشر فيديو للرئيس السابق حول "ما سيحدث"، حال فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر، حيث تمت الإشارة فيه إلى "الرايخ الموحد" التي تولى فيها الزعيم النازي أدولف هتلر السلطة في ألمانيا.
ورغم أن حملة ترمب أكدت أن هذا الفيديو "لا يتبع الحملة"، وأوضحت أن أحد الموظفين أعاد نشره "عن غير قصد من دون أن يرى كلماته"، إلا أن حملة بايدن "استغلت هذا المقطع" عبر منشور على منصة "إكس".
وقالت فيه إن "ترمب نشر إعلاناً جديداً يُنبئ بولاية ثانية له، ويذكر أن ترمب سيؤسس لرايخ موحد، ما يعيد أصداء ألمانيا النازية"، وفق ما أورده موقع "أكسيوس".
وتشير كلمة "الرايخ" إلى الإمبراطوريات الألمانية بوجه عام، رغم أنها ترتبط الآن بدرجة كبيرة بحقبة الرايخ الثالث التي تولى فيها أدولف هتلر السلطة في ألمانيا النازية.
وفي مقطع الفيديو، الذي تبلغ مدته 30 ثانية وتم نشره على حساب ترمب في فترة استراحة الغذاء التي تخللت محاكمة الرئيس السابق في نيويورك على خلفية دفع أموال مقابل قضية "شراء الصمت"، يناقش الراوي "المرحلة التالية في أميركا" حال فوز ترمب، حيث تم عرض عناوين ونصوص على الشاشة، بينها "إنشاء الرايخ الموحد".
وكانت وكالة "أسوشيتد برس" أول من أشار إلى أن نص أحد العناوين مأخوذ على ما يبدو من مدخل ويكيبيديا عن الحرب العالمية الأولى، والذي يذكر أن "القوة الصناعية والإنتاج في ألمانيا ازدادا بدرجة كبيرة بعد عام 1871، مدفوعين بإنشاء الرايخ الموحد".
وتضمنت عناوين أخرى في الفيديو، "انتصار ساحق! ترمب يفوز!!". وتعكس العناوين في بعض الأحيان تعليقات الراوي، بما في ذلك عندما يقول"الاقتصاد يزدهر".
ومع تكرار تعليقات "الحدود مغلقة"، يظهر نص أسفل العنوان الرئيسي: "ترحيل 15 مليون أجنبي غير شرعي"، في إشارة واضحة إلى خطة ترمب لترحيل المهاجرين غير الشرعيين، حال انتخابه رئيساً للولايات المتحدة.
بايدن "متطرف حقيقي"
في المقابل، قالت الناطقة باسم حملة ترمب، كارولين ليفيت، في بيان لوسائل الإعلام، إن "هذا الفيديو لا يمت إلى الحملة بصلة، وإنما تم إنشاؤه بواسطة حساب عشوائي على الإنترنت، وأُعيد نشره من قبل موظف من الواضح أنه لم ير الكلمات، عندما كان الرئيس في المحكمة"، مضيفة أن "المتطرف الحقيقي هو جو بايدن".
بدوره، قال الناطق باسم حملة بايدن 2024، جيمس سينجر، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، إلى "أكسيوس" إن "دونالد ترمب لا يعبث. إنه يخبر أميركا بدقة بما ينوي عمله حال استعادته للسلطة، والذي يتمثل في الحكم كديكتاتور على خلفية الرايخ الموحد".
وأضاف سينجر: "إن ترديد عبارة كفاحي، وأنت تحذر من حمام دم إذا خسرت، يمثل نوعاً من السلوك المضطرب الذي تراه من شخص يعرف أن الديمقراطية تواصل نبذ رؤيته المتطرفة للفوضى والانقسام والعنف".
وركزت حملة بايدن على خطاب ترمب التحريضي، حيث تسعى الحملة إلى "دمغ" فوز المرشح الجمهوري المفترض بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر باعتباره "تهديداً وجودياً للديمقراطية"، وفق "أكسيوس".
ويشمل ذلك إدانة ترمب بترديده عبارات هتلر في ادعاءاته بأن المهاجرين غير الشرعيين "يسممون دماء بلادنا"، وإدانته لوصفه معارضيه بأنهم "حشرات".
والشهر الماضي، انتقد البيت الأبيض ومجموعات يهودية ترمب على خلفية تقارير أفادت بأنه قارن إدارة بايدن بـ"الجيستابو"، وهي قوة الشرطة السرية في الحقبة النازية في ألمانيا.