أعلن الرئيسان الأميركي جو بايدن والمصري عبد الفتاح السيسي الجمعة، الاتفاق على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة من مصر عبر معبر كرم أبو سالم مؤقتاً، لحين التوصل إلى آلية قانونية لإعادة تشغيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني، والذي سيطرت عليه إسرائيل مطلع مايو الجاري، في خطوة أثارت التوتر بين تل أبيب والقاهرة.
وقال البيت الأبيض في بيان عقب مكالمة بين بايدن والسيسي الجمعة، إن الرئيس الأميركي رحب بـ"التزام القاهرة بالسماح بتدفق المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة من مصر عبر معبر كرم أبو سالم، بصفة مؤقتة لتوزيعها في قطاع غزة"، فيما أعلنت مصر اتفاق بايدن والسيسي على "دفع كميات من المساعدات الإنسانية والوقود، لتسليمها إلى الأمم المتحدة في المعبر، بصورة مؤقتة، لحين التوصل إلى آلية قانونية لتشغيل معبر رفح".
بدورها، أعلنت الرئاسة الفلسطينية الاتفاق مع مصر بعد اتصالات رسمية، على إدخال المساعدات لغزة من معبر كرم أبو سالم مؤقتاً لحين التوصل لاتفاق لإعادة فتح معبر رفح.
وفي السياق، قال مصدر مصري رفيع المستوى إن معبر رفح "معبر مصري فلسطيني، ومصر ستعيد إدخال المساعدات من خلال آلية يتم الاتفاق عليها بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية"، وذكر أن إدخال المساعدات عبر كرم أبو سالم جاء "انطلاقاً من حرص مصر على التخفيف من وطأة نقص المساعدات".
وسيطرت إسرائيل في 7 مايو، على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، في خطوة أثارت التوتر بين البلدين، ما أدى إلى توقف دخول المساعدات عبر المعبر الحدودي بين مصر والقطاع.
واشترطت مصر وجود طرف فلسطيني لتسلم المساعدات في الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ورفضت التنسيق مع إسرائيل في دخول المساعدات من المعبر، بسبب "التصعيد الإسرائيلي غير المقبول، وحملتها مسؤولية تدهور الأوضاع بقطاع غزة أمام كافة الأطراف".
"ترتيبات مقبولة لمصر وإسرائيل"
وقال بايدن إن إدخال المساعدات من كرم أبو سالم، "سيساعد على إنقاذ الأرواح"، معرباً عن التزامه الكامل بدعم جهود إعادة فتح معبر رفح وفق ترتيبات "مقبولة لمصر وإسرائيل".
وذكر البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي وافق على إرسال فريق رفيع المستوى إلى القاهرة الأسبوع المقبل، لعقد مناقشات إضافية، وقال إن بايدن "شكر الرئيس المصري مجدداً على جهوده منذ بدء الأزمة لضمان التدفق المستمر للمساعدات من مصر إلى غزة".
ولفت البيان إلى أن بايدن والسيسي تشاورا بشأن "مبادرة جديدة لتأمين إطلاق سراح المحتجزين (الإسرائيليين) في قطاع غزة، بالتزامن مع وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في القطاع".
وشدد الزعيمان وفق البيان على التزامهما بـ"العمل سوياً لتهيئة الظروف لسلام مستدام ومتين في الشرق الأوسط"، واتفقا على البقاء على اتصال منتظم ومباشر عبر فرق الأمن القومي للبلدين.
مسار تفاوضي بشأن غزة
بدورها، ذكرت الرئاسة المصرية، أن بايدن اتفق مع السيسي، على "ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإنجاح مسار التفاوض بشأن غزة، وتحقيق انفراجة تنهي المأساة الإنسانية الممتدة التي يعيشها الشعب الفلسطيني".
وقالت الرئاسة المصرية في بيان، إن المكالمة تناولت تطورات الأوضاع في غزة، حيث أعرب بايدن عن بالغ تقديره للجهود والوساطة المصرية المكثفة والدؤوبة والمستمرة للتوصل إلى وقف إطلاق للنار واتفاق للهدنة في القطاع.
وبحث الرئيسان "الموقف الإنساني الصعب للفلسطينيين في غزة، وانعدام سبل الحياة بالقطاع، وعدم توافر الوقود اللازم للمستشفيات والمخابز"، مضيفة أن الرئيسين اتفقا في هذا الصدد على "دفع كميات من المساعدات الإنسانية والوقود، لتسليمها إلى الأمم المتحدة في معبر كرم أبو سالم، وذلك بصورة مؤقتة، لحين التوصل إلى آلية قانونية لإعادة تشغيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني".
وقالت الرئاسة المصرية إن بايدن والسيسي أكدا "ضرورة تضافر المساعي المختلفة لإنفاذ حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، فضلاً عن تأكيد الرئيسين على رفضهما كافة محاولات تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، ودعمهما لكل السبل الهادفة لمنع تفاقم وتوسع الصراع".