وقعت الحكومة الكولومبية ومتمردو "جيش التحرير الوطني"، السبت، في كراكاس اتفاقاً أولياً في إطار مفاوضات السلام الجديدة بينهما، ينص على مشاركة المجتمع المدني في هذه العملية.
واعتبر المشاركون أن هذا الاتفاق الأول يشكل تقدماً ملحوظاً في عملية تفاوض طويلة بدأت في نوفمبر 2022.
وقال ممثلو الحكومة الكولومبية والمتمردين في بيان مشترك: "نعلم أن السلام لا يبنى على النسيان والإفلات من العقاب، وأن أصوات الضحايا أساسية بالنسبة إلى هذه العملية ومشروعية الاتفاقات"، في إشارة إلى مشاركة المجتمع المدني.
وأضاف الجانبان: "نتعهد التحضير، وعقد اجتماع يعرض فيه ضحايا النزاع المسلح وأعمال العنف وممثلون آخرون محليون اقتراحات"، لإثراء عملية السلام.
وأوضح بابلو بيلتران رئيس وفد المتمردين أن هذا الجهد يهدف للتوصل إلى "اتفاق وطني كبير".
ويشكل توقيع البند الأول من 6 بنود يتم التفاوض في شأنها تقدماً أساسياً في جولة التفاوض التي استؤنفت بداية أبريل في فنزويلا.
وكان "جيش التحرير الوطني" علق مفاوضات السلام في فبراير، رداً على إجراء الحكومة مفاوضات مع فصيل منشق عنه.
عمليات الخطف
ومنتصف أبريل، استأنف الطرفان العملية، لكن "جيش التحرير الوطني" أعلن أنه سيعاود القيام بعمليات خطف، مؤكداً أن حكومة الرئيس جوستافو بيترو اليسارية لم تف بالتزامها أن تؤمن له هبات يقدمها المجتمع الدولي.
وتبقى معاودة عمليات الخطف نقطة حساسة بالنسبة إلى عملية السلام بين الجانبين، اللذين واصلا في المقابل التزامهما وقفاً ثنائياً لإطلاق النار.
ويضم "جيش التحرير الوطني" نحو 5 آلاف و800 عنصر بحسب الاستخبارات العسكرية. ورغم أن لديه قيادة مركزية، فإن الجبهات التي ينتشر فيها مقاتلوه تتمتع بنوع من الاستقلال الذاتي، الأمر الذي يعقد المفاوضات بحسب الخبراء.
انتخب جوستافو بيترو في 2022، وهو أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا. وقد بدأ محادثات مع أبرز المجموعات المسلحة الناشطة في هذا البلد، ومنها "جيش التحرير الوطني" والمنشقون عن حركة "فارك" المتمردة، والذين يرفضون اتفاق السلام التاريخي الذي وقع مع الحركة في 2016، إضافة إلى مجموعات أخرى شبه عسكرية وتجار مخدرات.