هل حانت لحظة وقف الحرب في غزة؟

نصيحة واشنطن لتل أبيب بـ"إعلان النصر والانسحاب".. وأطراف إسرائيلية تدعم وقف النار

time reading iconدقائق القراءة - 6
فلسطينيون يغادرون مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة بعد عودتهم لفترة وجيزة لتفقد منازلهم. 31 مايو 2024 - AFP
فلسطينيون يغادرون مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة بعد عودتهم لفترة وجيزة لتفقد منازلهم. 31 مايو 2024 - AFP
رام الله-محمد دراغمة

أثار خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي عرض فيه تفاصيل خطة قال إنها إسرائيلية، لوقف الحرب وتبادل الأسرى، والانسحاب الإسرائيلي من غزة، وإعادة إعمار القطاع، وما تلاه من ردود فعل إسرائيلية وفلسطينية وعربية ودولية، توقعات متباينة بشأن فُرص إنهاء الحرب، التي مضى عليها نحو 8 شهور.

وتتضمن الخطة التي أعلنها بايدن 3 مراحل، إحداها تشمل "وقفاً كاملاً لإطلاق النار"، وهي نقطة خلافية جوهرية بين تل أبيب وحركة "حماس".

إشارات من إسرائيل

في إسرائيل ظهرت إشارات إيجابية وأخرى سلبية بشأن الخطة التي عرضها الرئيس الأميركي.

ومن الإشارات السلبية، موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال في تدوينة على منصة "إكس"، السبت، إن خطاب بايدن "لا يشكل بداية جيدة" لعملية تفاوضية توصل إلى اتفاق.

وجدّد تأكيده على "مواصلة الحرب حتى تحقيق أهدافها"، وفي مقدمتها "القضاء على القدرات العسكرية لحركة حماس".

لكن من الإشارات الإيجابية، أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لم ينف أن ما جاء في خطاب بايدن يعكس جوهر الورقة الإسرائيلية التي قُدمت للوسطاء.

ويرى مراقبون في إسرائيل، أن السبب الحقيقي وراء التشدد الذي يظهره نتنياهو، قد يكون سعيه للحفاظ على استقرار حكومته، التي تضم اثنين من أحزاب الصهيونية الدينية المتشددة.

وكشفت مصادر إعلامية إسرائيلية قريبة من صناع القرار، أن الوفد الإسرائيلي المفاوض أعدّ المقترح الإسرائيلي الأخير، وعرضه على مجلس الحرب، لكن رئيس الوزراء نتنياهو عارضه بشدة، بخلاف باقي أعضاء المجلس الذين رحبوا به.

وقالت المصادر إن قادة المؤسستين العسكرية والأمنية الإسرائيلية، التي تضم أجهزة الأمن الداخلية والخارجية والجيش، مارسوا في الأسبوعين الأخيرين ضغوطاً شديدة على نتنياهو، من أجل قبول المقترح، باعتباره المخرج الوحيد من الأزمة.

بدوره، قال زعيم المعارضة يائير لبيد، السبت، إنه "لا يمكن للحكومة الإسرائيلية تجاهل الخطاب الهام لبايدن"، مشدداً على أن "هناك صفقة على الطاولة، ويجب تنفيذها".

حماس تُرحب.. وشكوك بشأن نوايا نتنياهو

ورحّبت حركة "حماس" بخريطة الطريق التي أعلنها بايدن، لكنها لا تخفي شكوكاً عميقة بشأن نوايا رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وقال 3 مسؤولين في "حماس" لـ"الشرق"، إن الورقة تستجيب إلى حد بعيد لمطالب الحركة، لكنها عبارة عن اتفاق إطاري يتطلب المزيد من المفاوضات، ما يفتح الفرص أمام أطراف إسرائيلية لإفشالها.

وقال أحد المسؤولين في الحركة: "إسرائيل قد تضع تحفظات على بعض الأسرى الفلسطينيين الذين نطالب بإطلاق سراحهم مقابل أسرى ومحتجزين إسرائيليين أثناء المفاوضات، وهذا قد يعيق التوصل إلى اتفاق".

وقال مسؤول آخر، إن "الحركة ستطالب في المفاوضات بضمانات أن لا تعود إسرائيل لعمليات القصف والاغتيالات بعد إتمام الصفقة، وأن لا تعود إلى القطاع بأي شكل من الأشكال بعد الانسحاب منه".

وأضاف: "التأكيدات الأميركية مهمة، لكن في إسرائيل هناك أطراف ما زالت تقرع طبول حرب لا تنتهي في غزة".

نصيحة أميركا لإسرائيل

وقالت مصادر دبلوماسية غربية لـ"الشرق"، إن الرئيس الأميركي قرّر مساعدة إسرائيل على اتخاذ قرار وقف الحرب، بعد أن شاهد وجود انقسامات حادة داخل مجلس الحرب، وبين المؤسسة الأمنية والعسكرية من جهة، ورئيس الوزراء من جهة أخرى.

وأضافت المصادر: "أميركا قدّمت نصيحة لإسرائيل مفادها بأن تبادر إلى الإعلان أنها قد حققت أهدافها في الحرب، وتنسحب إلى الحدود، في نهاية العملية التفاوضية، وتقيم منظومات أمنية ودفاعية متطورة تكفي لردع أي طرف في غزة عن مهاجمة إسرائيل الآن، أو في المستقبل".

وأضافت: "إسرائيل دمّرت قطاع غزة، على نحو يجعل أي طرف في القطاع يفكر مليون مرة قبل أن يعود إلى القيام بأية هجمات على أهداف إسرائيلية".

وقالت المصادر إن الإدارة الأميركية سعت، منذ اليوم الأول للحرب، إلى مساعدة إسرائيل في وضع هدف سياسي قابل للتحقيق لهذه الحرب، وتجنب إعادة احتلال القطاع بصورة دائمة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولأسباب سياسية وشخصية، أبقي الأمر عائماً، ما يهدد بحدوث عملية احتلال دائم وحرب استنزاف لا تنتهي.

تحركات إسرائيلية داعمة لوقف الحرب

وظهرت في الأسابيع والأيام الأخيرة العديد من التحركات الداخلية في إسرائيل الداعمة لوقف الحرب، منها عريضة تضم أعداداً كبيرة من أهالي الجنود العاملين في غزة تطالب بوقف الحرب، وإعادة أبنائهم، بعد أن اتضح لهم وجود أسباب شخصية وراء قرار استمرار الحرب.

ومنها أيضاً إعلان عضوا مجلس الحرب، بيني جانتس وجادي أزنكوت عزمهم الانسحاب من المجلس في حال عدم تحديد الهدف السياسي للحرب.

كما طالب وزير الدفاع يوآف جالانت، في مؤتمر صحافي سابق، نتنياهو بالإعلان عن هدف سياسي للحرب. ويضاف إلى ذلك المظاهرات المتنامية لأهالي الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين.

ويرى مراقبون في إسرائيل، أن هذه التحركات ستتزايد في حال أفشل نتنياهو الجهود الأميركية الجارية لوقف الحرب، والذي قد يخلق استقطاباً حاداً يؤدي في النهاية إلى ضغوط لوقف الحرب من دون تحقيق أي من الأهداف المعلنة لها.

تصنيفات

قصص قد تهمك