يعتزم زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر، الترويج لحزبه باعتباره "حزب الأمن القومي"، في محاولة للضغط على حزب المحافظين الذي يتزعمه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، مع استعداد المتنافسين للمواجهة في مناظرة انتخابية، الثلاثاء.
وذكرت "بلومبرغ"، أن ستارمر سيؤكد خلال اجتماعه، الاثنين، مع محاربين قدامى في شمال غرب بريطانيا، التزام حزب العمال تجاه الدفاع عن البلاد من خلال "برنامج الردع النووي الثلاثي".
وأعلن حزب العمال في بيان، اختيار 14 عسكرياً سابقاً للترشح في الانتخابات المقررة في 4 يوليو المقبل. وقال ستارمر، الذي قاد حزب العمال إلى تحقيق تقدم كبير في استطلاعات الرأي منذ توليه رئاسة الحزب في عام 2020، في البيان: "الحفاظ على أمن بلادنا هو الركيزة الأساسية لتحقيق الاستقرار الذي يتوقعه الشعب البريطاني من حكومته".
وأضاف: "رسالتي لهم واضحة: حزب العمال تغير. لم يعد حزب العمال حزباً احتجاجياً، بل أصبح حزباً للأمن القومي".
الردع النووي
ويحاول ستارمر الفوز بالانتخابات من خلال الترويج لانتقال حزب العمال إلى التيار السياسي الوسطي، ومن خلال إظهار تحول الحزب منذ الانتخابات العامة التي أُجريت في عام 2019، عندما قاد الزعيم اليساري جيريمي كوربن الحزب إلى هزيمة تاريخية.
ويمثل الدفاع جزءاً أساسياً من هذا التحول، نظراً لموقف كوربن المتناقض تجاه البرنامج النووي البريطاني والعضوية في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
واعتبر ستارمر، زعيم حزب العمال، أن الردع النووي "أساسي" و"جزء حيوي من دفاعنا"، مضيفاً بشأن ما إذا كان سيستخدم السلاح النووي حال أصبح رئيساً للوزراء: "بالطبع، هذا يعني أننا يجب أن نكون مستعدين لاستخدامه"، وأضاف أن "أي زعيم مرشح لمنصب رئيس الوزراء لن يوضح الظروف التي قد يستخدم فيها الأسلحة النووية"، "لكنها جزء حيوي من دفاعنا"، وفق شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.
ويلتزم حزب العمال البريطاني، بإنفاق 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، لكنه لم يحدد متى أو كيف.
وشهدت نهاية الأسبوع الماضي أمثلة أخرى على استراتيجية ستارمر، إذ أعلن خططاً لمنع أصحاب العمل الذين ينتهكون قانون العمل بتوظيف عمال من الخارج، في إطار وعده بتقليص عدد المهاجرين الذي ارتفع خلال حكم المحافظين المستمر منذ 14 عاماً.
وفي مقابلة مع صحيفة "التايمز" البريطانية، قال ستارمر تكوين الثروات في بريطانيا سيكون "المهمة الأولى" لحزب العمال في الحكومة، في محاولة واضحة جديدة لكسب تأييد الشركات والناخبين من الطبقة المتوسطة.
توترات داخلية
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن "تحرك ستارمر للتخلص من نهج كوربن، لا يزال يسبب التوتر في حزب العمال"، بالإضافة إلى "الخلاف بشأن إمكانية السماح للنائبة المخضرمة ديان أبوت بالترشح مرة أخرى".
وأكدت أبوت، الأحد، أنها ستخوض الانتخابات. ويأمل ستارمر أن يعيد ذلك التركيز إلى الحملة الانتخابية للحزب بشكل عام.
وأصبح ستارمر، الشهر الماضي، أول زعيم لحزب العمال منذ ثلاثة عقود يزور مدينة بارو إن فورنيس بشمال غرب بريطانيا، حيث يتم بناء الغواصات النووية.
ومن المقرر أن يتم استبدال الغواصات الحالية من فئة "فانجارد" بغواصات أكبر من فئة مدرعة بحرية في العقد المقبل، وقد تم تخصيص ما يصل إلى 41 مليار جنيه إسترليني لبرنامج الاستبدال.
ويقول رئيس الوزراء سوناك، إن المحافظين سيحققون هدف 2.5% للإنفاق الدفاعي بحلول عام 2030. وأكد ستارمر أن ذلك سيحدث "في أقرب وقت ممكن" في ظل حكومة حزب العمال، عندما تسمح الظروف الاقتصادية بذلك.
ومن الواضح أنه يعتقد أن أداء المحافظين في مجال الأمن القومي ضعيف، على الرغم من وضع سوناك هذا الملف ضمن المحاور الرئيسية لحملته.
ومن المقرر أن يعرض ستارمر "برنامج الردع الثلاثي" الخاص بحزبه، والذي يتضمن بناء 4 غواصات نووية جديدة، والحفاظ على قوة ردع دائمة في البحر، وضمان إجراء التحسينات اللازمة للدوريات في المستقبل.