وسط توقعات بفوز تاريخي للعمال.. فاراج يضاعف تحديات سوناك في انتخابات بريطانيا

استطلاعات الرأي ترجح اكتساح حزب العمال وحصوله على 422 مقعداً من إجمالي مقاعد البرلمان البالغة 650

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الفخري للحزب الشعبوي اليميني البريطاني نايجل فاراج خلال مؤتمر صحافي في لندن لإعلان ترشحه بالانتخابات. 3 يونيو 2024 - AFP
الرئيس الفخري للحزب الشعبوي اليميني البريطاني نايجل فاراج خلال مؤتمر صحافي في لندن لإعلان ترشحه بالانتخابات. 3 يونيو 2024 - AFP
لندن/ دبي -وكالاتالشرق

اختار نايجل فاراج، الذي قاد حملة الترويج لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، اللحظة المثالية لتوجيه ضربة قوية لرئيس الحكومة ريشي سوناك، بإعلانه خوض الانتخابات المقررة الشهر المقبل، وقيادة حزب الإصلاح اليميني، وذلك قبل يوم واحد من المناظرة التلفزيونية الأولى في الانتخابات بين سوناك وزعيم حزب العمال كير ستارمر، فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب العمال يقترب من تحقيق فوز تاريخي يؤهله للعودة مجدداً للسلطة بعد سنوات من سيطرة المحافظين.

وأعلن فاراج البالغ من العمر 60 عاماً، خلال مؤتمر صحافي "طارئ" في لندن، الاثنين، عزمه الترشح عن حزبه "إصلاح المملكة المتحدة" في الانتخابات، وهو عكس قرار اتخذه قبل أقل من أسبوعين، إذ أشار إلى مشكلات في الخدمات العامة مثل الرعاية الصحية والطرق.

وفي وقت سابق، قال فاراج إنه "لن يترشح للانتخابات المقررة في الرابع من يوليو المقبل"، لمساعدة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في خوض الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل، لكن فاراج قال إنه "غير رأيه، لأنه شعر بالذنب لعدم وقوفه إلى جانب الأشخاص الذين أحبطتهم السياسة، وكانوا يدعمونه دائماً"، حسبما نقلت "بلومبرغ".

وفي غضون بضع دقائق متلفزة، نجح فاراج في تحويل السياسيين المحافظين، الذين كانوا يائسين بالفعل بشأن فرصهم في قلب تقدم حزب العمال إذ يتقدم على أكثر من 20 حزباً في استطلاعات الرأي، إلى حالة "قريبة من اليأس".

وقال فاراج: "ما أدعو إليه حقاً أو ما أنوي قيادته هو ثورة سياسية"، مشيراً إلى أنه يعتزم الترشح للانتخابات في مدينة كلاكتون الساحلية في شرق إنجلترا، حيث حقق أحد أحزابه السياسية السابقة أكبر نجاح.

ورغم إشارته إلى أن حزب العمال هو من سيفوز بالانتخابات، قال فاراج: "سنكون صوت المعارضة، وأقول لكم، لقد فعلت ذلك من قبل، وسأفعل ذلك مرة أخرى، وسأفاجئ الجميع".

وكان القرار الأولي الذي اتخذه فاراج بعدم الترشح بمثابة نقطة مضيئة مبكرة في حملة رئيس الوزراء البريطاني سوناك، بعد أن فاجأ مراقبي وستمنستر بالدعوة إلى انتخابات مبكرة في 4 يوليو. 

وترشح فاراج للبرلمان، 7 مرات دون جدوى، لكنه ما زال أحد أكثر السياسيين البريطانيين نفوذاً في جيله، ويمارس ضغوطاً على سلسلة من رؤساء الوزراء، لاتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه الاتحاد الأوروبي ومعالجة قضية الهجرة.

مواجهة سوناك وستارمر

في المقابل، من المقرر أن يواجه سوناك وستارمر بعضهما البعض، الثلاثاء، في مناظرة على قناة ITV، وهي الأولى في الحملة الانتخابية. 

ومع تشتيت انتباه رئيس الوزراء إلى جناح أقصى اليمين في حزب المحافظين، يقوم زعيم حزب العمال ببناء حملة تستهدف جذب الناخبين الأكثر وسطية، ساعياً إلى ضم الناخبين من حزب المحافظين، من خلال التأكيد على أوراق اعتماده في مجال الأمن القومي وإدارة الاقتصاد.

ورغم تقدم حزب العمال، الذي يتجاوز في كثير من الأحيان 20 نقطة، فإن العديد من المحافظين يشعرون بقلق أكبر بشأن التهديد الذي يشكله حزب الإصلاح، الذي بلغ قبل عام حوالي خمس نقاط، والآن تشير استطلاعات الرأي، إلى أكثر من ضعف ذلك.

ولهذا السبب ركز سوناك على إعادة الخدمة الوطنية الإجبارية للمراهقين، والضمانات الضريبية للمتقاعدين، وخطة لإعادة كتابة قانون المساواة لتغيير تعريف "الجنس" إلى "الجنس البيولوجي"، والتي تستهدف اليمين السياسي، وفق "بلومبرغ".

وأمضى حزب المحافظين الأسبوعين الأولين من الحملة في محاولة استعادة الناخبين التقليديين الذين تحولوا أو يغريهم حزب الإصلاح (حزب نايجل فاراج)، إذ قالت مصادر، إن سوناك يفكر في تشديد موقف المحافظين بشأن الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، التي تعد مصدر قلق للناخبين اليمينيين الذين يلقون اللوم عليها في كفاح الحكومة لخفض أرقام الهجرة.

وسيضاعف التحول المفاجئ لفاراج، الذي أصبح الآن مقدماً لأحد البرامج التلفزيونية، تحدياً للمحافظين بزعامة سوناك، فيما يتعلق بكسب أصوات الناخبين ذوي الميول اليمينية، وذلك في وقت يتأخر فيه الحزب الحاكم بالفعل كثيراً عن حزب العمال في استطلاعات الرأي.

توقعات بفوز تاريخي للعمال 

في السياق، أعلن معهد "يوجوف" لاستطلاعات الرأي، الاثنين، أن حزب العمال المعارض في بريطانيا، قد يكون في طريقه لتحقيق أكبر فوز انتخابي في تاريخه، متوقعاً حصوله على أغلبية ساحقة تتجاوز 194 مقعداً.

وتوقع الاستطلاع، الذي نظر في تقديرات التصويت في جميع الدوائر الانتخابية في المملكة المتحدة، أن يفوز حزب العمال بـ422 مقعداً من أصل 650 في انتخابات الرابع من يوليو.

ويتوقع أن يحصل حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء ريشي سوناك على 140 مقعداً في استطلاع "يوجوف"، الذي أجري، لصالح قناة "سكاي نيوز".

وسيكون فوز حزب العمال أكبر من أغلبية زعيمه السابق توني بلير عام 1997، وقد يكسب الحزب بقيادة كير ستارمر 222 مقعداً، بعد هزيمته النكراء في الاقتراع الأخير عام 2019.

ويتوقع أن يخسر حزب المحافظين 232 مقعداً في جميع أنحاء البلاد. ويتوقع أن يضاعف حزب الديمقراطيين الليبراليين المعارض الصغير مقاعده أربع مرات لينال 48 مقعداً.

وأظهرت التوقعات أن المقاعد التي شغلتها شخصيات معروفة في حكومة حزب المحافظين مهددة منها، وزيرا المالية جريمي هانت، والدفاع جرانت شابس.

ومن المرجح أن يقدم هذا الاستطلاع الأخير، قراءة قاتمة لسوناك مع استطلاعات الرأي التي تشير إلى تقدم كبير لحزب العمال بعد حملات مكثفة لأسبوعين.

تصنيفات

قصص قد تهمك