أطلق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الثلاثاء، موقعاً إلكترونياً للتواصل مباشرة مع متابعيه، بعد أشهر من حظره في مواقع للتواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك، وقبل يوم واحد من اتخاذ الأخير قراراً بشأن التعليق الدائم لحساب الرئيس.
وتبدو المنشورات على المنصة الجديدة التي حملت اسم "فروم ذا الديسك أوف دونالد ترمب"، كمجموعة من البيانات الصحافية التي أصدرها الرئيس خلال الأيام الأخيرة عبر قنواته الأخرى مثل لجنة العمل السياسي التابعة له "Save America".
ويتصدر المنصة فيديو من 30 ثانية عن الإطلاق، يروج للمشروع باعتباره "منارة للحرية" و"مكاناً للتحدث بحرية وأمان".
ويستطيع زوار الموقع الإعجاب برسائل ترمب، وإعادة نشرها على فيسبوك وتويتر، لكنهم لا يستطيعون التعليق عليها أو التفاعل مع المنشورات.
ونقلت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية عن مصدر مطلع على ظروف إنشاء الموقع، أن "المنصة هي مجرد وسيلة للتواصل باتجاه واحد"، لافتاً إلى أنها "تسمح لترمب بالتواصل مع متابعيه".
ووفقاً للشبكة، تأتي المنصة الجديدة بعدما كشف مستشارون للرئيس السابق أن ترمب يخطط للمضيّ قدماً لتأسيس منصة تواصل اجتماعي خاصة به، وذلك إثر حظره من فيسبوك وتويتر وإنستغرام ويوتيوب وسناب شات، عقب أحداث اقتحام مبنى الكونغرس الأميركي في يناير الماضي.
وأشارت الشبكة إلى أنه من غير الواضح ما إن كانت هذه المنصة جزءاً من هذه الخطط أم أن هناك مشروعاً منفصلاً يجري الإعداد له.
"مدونة بيانات"
وقالت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، إن المنصة "أقرب ما تكون إلى مدونة أو مجموعة من البيانات الصحافية التي ينشرها العديد من السياسيين على مواقعهم الرسمية، منها إلى منافس حقيقي لعمالقة التكنولوجيا الذين اعتاد ترمب وحلفاؤه التنديد بهم".
ويزعم المحافظون أن شبكات التواصل الاجتماعي منحازة ضدهم، وحاولوا إقامة بدائل لها، يعتقدون أنها أكثر تسامحاً مع حرية التعبير.
وأعلن مجلس الإشراف على فيسبوك، الاثنين، أنه سيصدر قراره الأربعاء المقبل، بشأن التعليق الدائم لحساب الرئيس السابق دونالد ترمب.
وفرضت منصة فيسبوك ومنصات تواصل أخرى حظراً على الرئيس الأميركي السابق، معتبرة أن الملياردير الجمهوري حرّض حشداً من مناصريه على اقتحام مقر الكونغرس في واشنطن في السادس من يناير خلال جلسة المصادقة على فوز جو بايدن في انتخابات نوفمبر 2020.
وبرَّرت فيسبوك وتويتر قراريهما بأن الرئيس السابق، الذي كان يحظى بصفة شخصية عامة، "انتهك قواعد استخدام منصتيهما"، لكن خبراء ومسؤولين ندّدوا بخطوة المنصتين، معتبرين أنها تشكل "مساساً بحرية التعبير، وفرض رقابة".
وكان المجلس سمح للعامة بالإبلاغ عن آرائهم في هذه القضية التي أثارت جدلاً كبيراً، معلناً أنه تلقى أكثر من تسعة آلاف تعليق في هذا الشأن.
ويعتبر مجلس الإشراف على فيسبوك هيئة مستقلة تشَبَّه أحياناً بـ"محكمة عليا"، وهو مخوّل بالبتّ في قرارات متنازع بشأنها، تتعلق بحذف محتويات من أكبر منصة تواصل اجتماعي في العالم.
وكثف ترمب، مؤخراً، من ظهوره العلني سواء عبر البيانات الصحافية الصادرة عن مكتبه، أو عبر المقابلات التي يمنحها لشبكات إعلامية محافظة مقربة منه.
وتعهد الرئيس السابق بأنه سيبقى صانع قرار داخل الحزب الجمهوري، دون أن يستبعد ترشيح نفسه للمرة الثالثة للسباق على البيت الأبيض.