أثارت وفاة شرطي بعد أن طعنه لاجئ أفغاني، مخاوف عميقة بشأن العنف السياسي في ألمانيا قبل أيام قليلة من انتخابات البرلمان الأوروبي، التي تجري في الفترة من 6 إلى 9 يونيو الجاري، لاختيار أعضاء البرلمان الأوروبي في الدورة المقبلة.
وتعهد المستشار أولاف شولتز، الاثنين، باتخاذ إجراءات قوية ضد المتطرفين من كل التوجهات السياسية، بعد أن استغل حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، الحادث لإثارة المخاوف ضد المهاجرين.
وأضاف: "سندافع عن سيادة القانون وأمننا بكل الوسائل المتاحة لنا"، وعلى المتطرفين من اليسار واليمين "أن يتوقعوا منا أن نستغل كل الوسائل المتاحة لمواجهتهم".
وقالت الشرطة إن المشتبه به، الذي تم تعريفه فقط باسم، سليمان أ، هاجم عدة أشخاص في مدينة مانهايم بجنوب غرب، البلاد الأسبوع الماضي، خلال حدث نظمته حركة "باكس أوروبا" BPE، التي تقوم بحملات ضد ما يصفه أعضاؤها بـ"الأسلمة الزاحفة" على ألمانيا.
وأصيب 6 أشخاص في الهجوم، من بينهم مايكل ستورزينبيرجر، أحد قادة الحركة. وتعرض شرطي، يُدعى روفين إل، للطعن مراراً وتكراراً في رأسه ورقبته، وتوفي، الأحد الماضي، متأثراً بجراحه.
اليمين المتطرف على خط الأزمة
وقال زعيما حزب "البديل من أجل ألمانيا"، تينو شروبالا، وأليس فايدل، إنهما "قلقان بشأن جميع رجال الشرطة الذين يعرضون حياتهم يومياً للخطر بسبب سياسات الهجرة والأمن الفاشلة في ألمانيا"، مشددين على أن حزب البديل من أجل ألمانيا يريد "حدوداً آمنة وأوروبا حصينة".
وأضافا أن الهجرة من أفغانستان يجب أن تتوقف، وطالبوا بترحيل اللاجئين الأفغان إلى وطنهم. وقالت نانسي فيزر، وزيرة الداخلية، إن مرتكب الجريمة يجب أن "يعاقب على هذا العمل الإجرامي بكل قوة القانون"، حسبما نقلت "فاينانشيال تايمز".
وأضافت: "لا يزال الدافع وراء هذا الهجوم قيد التحقيق، لكن من الواضح أن أجهزتنا الأمنية تراقب المشهد الإسلامي عن كثب، وستكثف هذه المعركة في المستقبل".
والمتهم في حادث الطعن، شاب يبلغ من العمر 25 عاماً، متزوج وله طفلان، وُلد في أفغانستان، وجاء إلى ألمانيا كلاجئ في عام 2014.
ولم تتمكن الشرطة من استجوابه بعد؛ لأنه أصيب في الحادث، وما زال يتلقى العلاج الطبي. وزعمت تقارير إخبارية ألمانية، أن "له صلات بالمشهد الإسلامي في ألمانيا"، لكنه لم يكن معروفاً لدى السلطات باعتباره متطرفاً.
وقال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إنه "شعر بصدمة عميقة" لوفاة الشرطي، قائلاً إن الضابط "تدخل بشجاعة لإنقاذ حياة الناس".
كما أعرب شتاينماير عن قلقه بشأن "وحشية النقاش السياسي" في ألمانيا، و"الاستعداد المتزايد لدى بعض الناس في بلدنا للجوء إلى العنف". وأضاف: "لا يمكن أن يستمر الأمر على هذا النحو".
وذهب زعيم المعارضة، رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي، فريدريش ميرز، إلى أبعد من ذلك، قائلاً إن "جريمة القتل يجب أن تكون لها عواقب وخيمة، بما في ذلك على أولئك الذين يتعاطفون مع مرتكب الجريمة".
ونظم تيار الشباب في حزب "البديل من أجل ألمانيا"، وقفة احتجاجية في مانهايم، الأحد الماضي، تحت شعار: "الهجرة كانت ستمنع هذه الجريمة".
و"إعادة الهجرة" هو مصطلح متطرف يشمل الترحيل الجماعي للمواطنين الألمان ذوي الأصول المهاجرة. وأثار حزب "البديل من أجل ألمانيا"، جدلاً في يناير عندما تبين أن بعض مسؤولي الحزب حضروا اجتماعات سرية مع زعيم عنصري، حيث تمت مناقشة هذا المفهوم.
وفي مانهايم، استجاب السكان المحليون لاحتجاج شباب حزب "البديل من أجل ألمانيا" من خلال تنظيم سلسلة بشرية تهدف إلى "مكافحة الكراهية والعنف".