تعرضت السفارة الأميركية في العاصمة اللبنانية بيروت، الأربعاء، لإطلاق نار على يد مجهولين، تصدت لهم قوة من الجيش اللبناني، ما أسفر عن إصابة أحدهم والقبض عليه.
وقال الجيش اللبناني إن "السفارة الأميركية في منطقة عوكر تعرضت لإطلاق نار من قبل شخص يحمل الجنسية السورية، وإن عناصر الجيش المنتشرين في المنطقة ردوا بإطلاق النيران ما أسفر عن إصابته".
وأضاف الجيش، في بيان عبر منصة "إكس"، أنه تم القبض على مطلق النار ونقله إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج وتحديد ملابسات الحادثة.
وقال الجيش، في بيان لاحق، إن وحداته المنتشرة في محيط السفارة الأميركية في عوكر تجري عملية تفتيش للبقعة المحيطة، وتعمل على تنفيذ الإجراءات الأمنية اللازمة لحفظ أمن المنطقة.
نصرة لغزة
وقال النائب العام التمييزي اللبناني جمال الحجار لـ"الشرق" إن مطلق النار سوري الجنسية، وتم نقله إلى المستشفى، مؤكداً وجود عمليات بحث عن مسلحين آخرين ووصف ما حدث بـ"الخطير".
وأفاد مصدر قضائي وكالة "فرانس برس" بأن مطلق النار، الذي أصيب بجروح خطيرة، قال إنه "نفذ العملية نصرة لغزة"، حيث تدور حرب منذ ثمانية أشهر بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.
وقال المصدر إن القوات الأمنية أوقفت شقيق مطلق النار الذي يقطن مع عائلته في منطقة البقاع في شرق لبنان.
من جانبه، تابع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الواقعة خلال اجتماعه مع وزير الدفاع اللبناني موريس سليم. كما أجرى سلسلة اتصالات مع قائد الجيش العماد جوزيف عون وقادة الأجهزة الأمنية.
وأبلغ المسؤولون رئيس الحكومة أن "الوضع مستتب، والتحقيقات المكثفة بوشرت لجلاء ملابسات الحادث وتوقيف جميع المتورطين".
كما أجرى رئيس الحكومة اللبنانية اتصالاً بالمعنيين في السفارة الأميركية للاطمئنان على الوضع والعاملين في السفارة، علماً بأن السفيرة الأميركية ليزا جونسون خارج لبنان في الوقت الحالي.
السفارة الأميركية والجيش اللبناني
وبعد الواقعة، أكدت السفارة الأميركية في لبنان أن جميع منشآتها آمنة وكذلك عامليها "بعد إطلاق نار من أسلحة خفيفة" بالقرب من مدخل السفارة.
وذكرت السفارة، في بيان عبر منصة "إكس"، أنه "تم الإبلاغ عن إطلاق نار من أسلحة خفيفة بالقرب من مدخل السفارة الأميركية عند الساعة 8:34 صباحاً".
وأضافت: "بفضل ردّ الفعل السريع للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وفريقنا الأمني، السفارة والعاملين فيها بخير، والتحقيقات جارية".
وتحدثت وسائل إعلام محلية عن أن 3 أشخاص شاركوا في الهجوم، الذي لم يتضح أنه أسفر عن أي أضرار.
تحذيرات أميركية
يشار إلى أن السفارة الأميركية في بيروت تعرضت لحادثين، إحداهما في 18 أبريل 1983، عندما دخلت شاحنة صغيرة مجمع السفارة، وتوقفت تحت الرواق أمام المبنى وانفجرت، ما أسفر عن سقوط 63 شخصاً والسائق، وانهيار واجهة المبنى.
إلى جانب السّياح والمارة، أدى الانفجار إلى سقوط 4 جنود أميركيين و8 عملاء لوكالة المخابرات المركزية، بما في ذلك رئيس محطة وكالة المخابرات المركزية كينيث هاس وكبير محللي الوكالة في المنطقة، روبرت أميس، فيما أعلنت منظمة "الجهاد الإسلامي"، مسؤوليتها عن الهجوم.
وفي 20 سبتمبر 1984 نفذت جماعة "حزب الله" اللبنانية تفجيراً انتحارياً بسيارة مفخخة استهدف مرفق سفارة الولايات المتحدة في بيروت الشرقية بلبنان، ما أسفر عن سقوط 24 شخصاً.
ومؤخراً في يناير، رجح مسؤولون أميركيون، في تصريحات لمجلة "بوليتيكو"، أن تستهدف جماعة "حزب الله" المدعومة من إيران "الأميركيين في منطقة الشرق الأوسط أولاً".
وتعرضت القوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط بالفعل إلى هجمات من قبل العديد من الجماعات الأخرى التي تعمل بالوكالة عن إيران، ومن بينها "حركة النجباء"، وهي جماعة عراقية شبه عسكرية.