مجزرة "ود النورة" في السودان.. سجال بين الجيش و"الدعم السريع"

time reading iconدقائق القراءة - 5
صورة متداولة عبر منصة "إكس" تظهر ضحايا مجزرة يزعم أن قوات الدعم السريع ارتكبتها في قرية ود النورة التابعة لولاية الجزيرة السودانية. 06 يونيو 2024 - @SudanTrends
صورة متداولة عبر منصة "إكس" تظهر ضحايا مجزرة يزعم أن قوات الدعم السريع ارتكبتها في قرية ود النورة التابعة لولاية الجزيرة السودانية. 06 يونيو 2024 - @SudanTrends
دبي/الخرطوم-الشرق

اتهم مجلس السيادة وحركات سياسية وناشطون في السودان، الخميس، قوات الدعم السريع بمهاجمة قرية ود النورة في ولاية الجزيرة، الأربعاء، وقتل ما لا يقل عن مئة شخص، فيما قالت القوات إنها صدت هجوماً للجيش السوداني، الذي نفى بدوره هذه الرواية.

واتهم مجلس السيادة، في بيان، قوات الدعم السريع بارتكاب "مجزرة بشعة" بحق المدنيين العزل في ود النورة، مؤكداً أن "الجريمة راح ضحيتها عدد كبير من الأبرياء"، فيما دعا المجتمع الدولي والإقليمي لإدانة واستنكار ما قامت به الميليشيا.

والهجوم إن تأكدت تلك التقارير، سيكون الأحدث في سلسلة من عشرات الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع على قرى صغيرة في أنحاء ولاية الجزيرة الزراعية بعد سيطرتها على عاصمتها ود مدني في ديسمبر.

وقالت مجموعة مؤيدة للديمقراطية تعرف باسم "لجان مقاومة مدني" في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي: "شهدت قرية ود النورة في ولاية الجزيرة إبادة جماعية بعد هجوم ميليشيا الدعم السريع على القرية مرتين وقتل ما قد يصل إلى مئة شخص".

بدورها، أصدرت حركة "العدل والمساواة" بياناً أدانت فيه "مجزرة" الدعم السريع، قائلة: "مجزرة جديدة تضيفها ميليشيا الدعم السريع إلى مجازرها اليومية التي ظلت ترتكبها ضد الشعب السوداني منذ العام 2003، حيث استباحت قرية ود النورة، وارتكبت فيها واحدة من أبشع جرائمها".

واتهمت الحركة قوات الدعم السريع باستخدام "أسلحتها الثقيلة والمدافع والراجمات في القرية التي لا يزيد عدد سكانها عن بضعة مئات من الأفراد"، ونهب ممتلكات سكانها، وانتهاك حقوق الإنسان.

وتابع: "استمرت مليشيا الدعم السريع البربرية بارتكاب جرائم القتل والنهب والسلب والاغتصاب والتهجير القسري في مختلف ربوع السودان دون حسيب، واستمرت في قصف الأحياء السكنية في مدينة الفاشر لما يقرب الشهر، قتلت خلاله المئات من المدنيين الأبرياء، ودمرت المرافق الصحية، وحاولت قطع إمداد المدينة بالمياه بإغلاقها المتعمد للأنبوب الرئيسي الذي يمد المدينة بالمياه من خزان (قولو) وحاصرتها من كل ناحية لمنع وصول الإمدادات الغذائية والصحية إليها إمعاناً في قتل مواطنيها، وهكذا ظلت تفعل في مدن وأرياف دارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم منذ 15 أبريل العام الماضي".

وأردف البيان: "لقد أسقطت ميليشيا الدعم السريع بجرائمها القناع عن وجهها، وكشفت زيف ادعاءاتها وشعاراتها الكذوبة، وانكشفت على حقيقتها بأنها لا تعدو كونها جماعات إرهابية تسعى لتدمير السودان ونهب ثرواته ولا علاقة لها بالديمقراطية والحكم الرشيد"، فيما شدد على ضرورة إدانتها دولياً ومحاسبتها وتصنيفها "منظمة إرهابية".

كما أدان "التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية" ما وصفه بـ "الجريمة الوحشية" التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في قرية ود النورة، معتبراً إياها "أكبر جريمة حرب وإبادة وتطهير عرقي للمدنيين الأبرياء".

وحمل بيان التحالف المسؤولية الجنائية الكاملة للدعم السريع والقوة السياسية المدنية المساندة وحاضنتها السياسية، داعياً كافة المنظمات الوطنية والدول والهيئات والمؤسسات الدولية مقاطعة قوات الدعم السريع ومحاصرتها إقليمياً ودولياً وتصنيفها منظمة إرهابية.

وتصدرت المشاهد من قرية ود النورة بولاية الجزيرة حديث السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، حيث انتشرت مقاطع مروعة لعشرات الجثث التي رصت إلى جانب بعضها البعض استعداداً لدفنها.

الدعم السريع تنفي

في المقابل، نفت قوات الدعم السريع ارتكاب أي مجازر، وقالت إنها "صدت محاولة لقوات الجيش بمهاجمة القرية"، وإن "الجيش حشد قوات كبيرة في أكبر 3 معسكرات غرب المناقل، في قرية ود النورة بغرض الهجوم عليها في جبل أولياء بالعاصمة الخرطوم".

وأشارت إلى أنها "هاجمت المعسكرات، التي تضم عناصر من الجيش وجهاز المخابرات العامة وكتيبة الزبير بن العوام التابعة للإسلاميين، في غرب وجنوب وشمال منطقة ود النورة".

وذكرت أنها "هاجمت قواعد للجيش ومجموعات مسلحة متحالفة معه بمنطقة ود النورة"، لكنها لم تعلن سقوط مدنيين.

في المقابل، رد الجيش عبر الناطق باسمه العميد ركن نبيل عبد الله على ذلك قائلاً إن جميع القرى التي تعرضت لها قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة، بما فيها قرية "ود النورة"، لا تضم قواعد عسكرية للجيش، ولا تمثل أهدافاً عسكرية.

وتعهد الناطق باسم الجيش بمعاقبة قوات الدعم السريع جراء ارتكابها لهذه الواقعة.

مستشفى الفاشر

من ناحية أخرى، نفى مدير عام وزارة الصحة بولاية شمال دارفور الدكتور إبراهيم خاطر، أن يكون المستشفى الرئيسي في مدينة الفاشر قد خرج عن العمل.

وقال في تصريحات إن "المستشفى الجنوبي الرئيسي في المدينة لم يخرج عن العمل، وما زال يقدّم خدماته للمرضى والمصابين بصورة طبيعيّة، لكن هناك مخاوف لدى المرضى والزوّار بسبب القصف الذي يتعرّض له".

وكانت تقارير قد تحدّثت، في وقت سابق، عن توقّف العمل في المستشفى، الذي لجأ إليه مئات الجرحى والمصابين جرّاء المعارك المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في المدينة منذ نحو شهر.

تصنيفات

قصص قد تهمك