شدد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الخميس، على ضرورة أن توقف قوات الدعم السريع في السودان هجماتها على قرية "ود النورة" بولاية الجزيرة والتي خلّفت، الأربعاء، أكثر من 100 ضحية، وسط دعوات من الأمم المتحدة بالتحقيق، فيما قال الجيش السوداني إنه سيرد "رداً قاسياً".
وأضاف وزير الخارجية البريطاني على منصة "إكس"، أن "العالم يراقب. وسيتم محاسبة المسؤولين".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريش ندد بشدة بالهجوم.
وذكر دوجاريك في بيان أن "الأمين العام يحث جميع الأطراف على الامتناع عن أي هجمات يمكن أن تلحق الضرر بالمدنيين أو بالبنية التحتية المدنية".
وتابع: "الأمين العام يعبر عن قلقه الشديد إزاء المعاناة الهائلة للشعب السوداني نتيجة استمرار الأعمال القتالية". وشدد على أن الوقت قد حان للطرفين لوضع أسلحتهما في جميع أنحاء السودان والالتزام بالطريق نحو السلام المستدام.
ودعت مسؤولة بارزة بالأمم المتحدة في السودان، الخميس، إلى إجراء تحقيق في حادث الهجوم على القرية، فيما أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في بيان، بأنها تلقت "تقارير تفيد بسقوط ما لا يقل عن 35 طفلاً" في الهجوم الذي وقع على القرية.
ونقل البيان عن مديرة اليونيسف كاترين راسل قولها: "لقد شعرت بالرعب من التقارير التي تفيد بسقوط ما لا يقل عن 35 طفلاً، وإصابة أكثر من 20 طفلاً خلال الهجوم الذي وقع الأربعاء على قرية ود النورة بولاية الجزيرة السودانية".
من جهتها، قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية كليمنتين نكويتا سلامي: "حتى بالمعايير المأساوية للصراع في السودان، فإن الصور التي تظهر من ود النورة تفطر القلب".
واستشهدت سلامي بصور نشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي لجان مقاومة ود مدني التي تتابع مثل هذه الهجمات، ويظهر فيها عشرات الجثامين في أكفانها قبل الدفن.
وقالت اللجان، الخميس، إن 104 أشخاص لقوا حتفهم، وأصيب مئات في ود النورة، وإن قوات الدعم السريع تتقدم نحو قرى أخرى.
وأضافت في بيان، مساء الأربعاء: "شهدت قرية ود النورة التابعة لمحلية 24 القرشي بولاية الجزيرة إبادة جماعية الأربعاء 5 يونيو 2024 بعد هجوم مليشيا الدعم السريع على القرية مرتين وقتل ما قد يصل إلى 100".
والهجوم إن تأكدت هذه التقارير سيكون الأحدث في سلسلة من عشرات الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع على قرى صغيرة في أنحاء ولاية الجزيرة الزراعية بعد سيطرتها على عاصمتها ود مدني في ديسمبر الماضي، بحسب وكالة "رويترز".
"رد قاسٍ"
من جهته، توّعد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الخميس، بالرد على "جرائم" الدعم السريع بحق مواطني قرية ود النورة، مؤكداً أنه "سيكون قاسياً، وسنقاتل مليشيا الدعم السريع الإرهابية للنهاية".
كما طالبت وزارة الخارجية السودانية بإعلان قوات الدعم السريع "جماعة إرهابية"، وقالت في بيان إن "المجزرة تمثل أحد تداعيات تراخي المجتمع الدولي تجاه المليشيا الإجرامية ومرتزقتها الأجانب، ورعاتها الإقليميين".
وكانت قوات الدعم السريع نفت استهداف مواطنين في "ود النورة"، وأكدت أنها "محض افتراء من صنيعة النظام القديم"، في رد على اتهام مجلس السيادة السوداني للقوات بارتكاب مجزرة بحق المدنيين في القرية.
وأشارت إلى أنها "هاجمت المعسكرات، التي تضم عناصر من الجيش وجهاز المخابرات العامة وكتيبة الزبير بن العوام التابعة للإسلاميين، في غرب وجنوب وشمال منطقة ود النورة".
وذكرت أنها "هاجمت قواعد للجيش ومجموعات مسلحة متحالفة معه بمنطقة ود النورة"، لكنها لم تعلن سقوط مدنيين.
في المقابل، رد الجيش عبر الناطق باسمه العميد ركن نبيل عبد الله على ذلك قائلاً إن جميع القرى التي تعرضت لها قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة، بما فيها قرية "ود النورة"، لا تضم قواعد عسكرية للجيش، ولا تمثل أهدافاً عسكرية.
وتعهد الناطق باسم الجيش بمعاقبة قوات الدعم السريع جراء ارتكابها لهذه الواقعة.
واندلعت الحرب بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية في أبريل من العام الماضي بعد خلافات مختلفة منها دمج القوة شبه العسكرية في الجيش.
وسيطرت قوات الدعم السريع على العاصمة الخرطوم ومعظم مناطق غرب السودان. وتسعى حالياً إلى التقدم نحو وسط البلاد، بينما تقول وكالات الأمم المتحدة إن شعب السودان معرض "لخطر مجاعة وشيك".