"طابع بريد فاشي" يضع رئيسة وزراء إيطاليا في مرمى الانتقادات

الطابع يحمل صورة مؤسس نادي روما إيتالو فوشي المؤيد للديكتاتور موسوليني

time reading iconدقائق القراءة - 4
أنصار روما يلوحون بعلم يحمل صورة مؤسس الفريق إيتالو فوشي خلال مباراة النهائي للدوري الأوروبي بين إشبيلية وروما في ملعب بوشكاش في بودابست. 31 مايو 2023 - AFP
أنصار روما يلوحون بعلم يحمل صورة مؤسس الفريق إيتالو فوشي خلال مباراة النهائي للدوري الأوروبي بين إشبيلية وروما في ملعب بوشكاش في بودابست. 31 مايو 2023 - AFP
دبي -الشرق

أثارت حكومة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني اليمينية، جدلاً جديداً بشأن وجهات نظرها حول ماضي إيطاليا الفاشي، من خلال إصدار طابع بريد يحمل صورة أحد المؤيدين البارزين للديكتاتور بينيتو موسوليني، وفق "فاينانشيال تايمز".

وتم إحياء ذكرى إيتالو فوشي، مؤسس نادي روما لكرة القدم في عام 1927، من خلال طابع تم الكشف عنه، الخميس الماضي، خلال حفل أقيم في وزارة الصناعة حضره لاعبون سابقون وحاليون وبعض من أحفاد فوشي. واحتفل النادي بالطابع باعتباره "مصدر فخر"، وفق الصحيفة البريطانية.

وسارعت المعارضة اليسارية، إلى اتهام حكومة ميلوني بتمجيد الفاشي الذي استمر ولائه لموسوليني، حتى وفاة الديكتاتور حليف الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر. وقالت ميشيل فينا، عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي الذي يمثل يسار الوسط، إن القرار "مخز".

بدوره قال كارلو جيوفاناردي، عضو مجلس الطوابع الذي يراجع ويوافق على جميع الطوابع الاحتفالية، إنه لا يتذكر أن المجلس اتخذ قراراً بشأن فوشي، وأضاف أن تكريمه "يتعارض تماماً مع مبادئ دستورنا".

وقال جيوفاناردي لصحيفة "فاينانشيال تايمز": "اكتشفت ماضيه كمتشدد، ومعادي للسامية، ومتعاون مع الديكتاتورية، وكل الصفات التي لا ينبغي الاحتفاء بها على طابع".

ولم يحضر الحفل وزير الصناعة أدولفو أورسو، وهو عضو في حزب "إخوة إيطاليا" الذي تتزعمه ميلوني.

وقال المتحدث باسم أورسو، الجمعة، إن الوزير كان على علم بإصدار طابع بريد لتكريم مؤسس نادي روما، لكنه لم يكن على علم بخلفية فوشي الفاشية.

وأضاف: "لقد كان خطأً من قبل المسؤولين الفنيين، فقد ركزوا فقط على الجانب الرياضي، وأهملوا الجانب السياسي". وأشار إلى أن الحكومة لم تطبع سوى 5 آلاف طابع فوشي، مقارنة بعدة مئات الآلاف من الطوابع العادية.

من هو فوشي؟

لكن الكثيرين يشككون في الادعاءات بأن تكريم أحد الموالين لموسوليني كان مجرد سهو عرضي. ويقول المؤرخون إن فوشي، الذي ساعد في إدارة صحيفة تحمل اسم "روما الفاشية"، كان متورطاً في هجمات عنيفة على صحف المعارضة.

وكان فوشي مسؤولاً في جمهورية موسوليني التي دعمتها ألمانيا النازية بعد نزول الحلفاء في صقلية عام 1943، على الرغم من أن المحكمة برأته من ارتكاب أي مخالفات في محاكمة بعد الحرب مباشرة.

وقال ديفيد برودر، مؤلف كتاب "أحفاد موسوليني": "هذه إشارة إلى قاعدة اليمين المتطرف، واستفزاز متعمد يهدف إلى إثارة رد فعل يساري، وطريقة لنشر وجهة نظر غير متسامحة وغير تأملية للتاريخ الإيطالي بين جمهور أوسع".

وحزب "إخوة إيطاليا" الحاكم هو خليفة الحركة الاجتماعية الإيطالية الفاشية التي أسسها الموالون لموسيليني بعد الحرب العالمية الثانية. وخلال الفترة الطلابية، كانت ميلوني وصفت موسوليني خلال تسعينيات القربن الماضي بأنه "سياسي جيد"، معتبرة أن "كل ما فعله، فعله من أجل إيطاليا".

وقبل انتخابها في عام 2022، أصدرت ميلوني، مقطع فيديو، قالت فيه إن اليمين الإيطالي "أودع الفاشية في التاريخ"، بينما أدانت قمع الديمقراطية و"القوانين المناهضة لليهود".

لكن محللين يقولون إن الحكومة تروج الآن لرؤية أكثر غموضاً لماضي إيطاليا، حيث يتم تكريم أولئك الذين لعبوا أدواراً رئيسية في النظام الفاشي لمساهماتهم الإيجابية المزعومة في البلاد.

وقال توبياس جونز، مؤلف كتاب Ultra: The Underworld of Italian Football: "منذ أن تولت ميلوني السلطة، شهدنا إعادة تأهيل خفية وزاحفة للفاشية". وقال إن الهدف هو خلق "ساحة ثقافية يتم فيها الاعتراف باليمين المتطرف، بل وحتى الإشادة به، لدوره في التاريخ".

تصنيفات

قصص قد تهمك