يدلي الناخبون في سلوفاكيا بأصواتهم السبت في اليوم قبل الأخير من انتخابات البرلمان الأوروبي، فيما لا تزال محاولة اغتيال رئيس وزرائهم روبرت فيكو الشهر الماضي ماثلة في الأذهان.
وهزت محاولة الاغتيال التي استهدفت فيكو في 15 مايو، البلد الذي يعد 5,4 ملايين نسمة، وأحدثت صدمة في أنحاء الأوروبي.
وقبل ساعات على بدء مرحلة الصمت الانتخابي، نشر فيكو مقطع فيديو قال فيه إن مهاجمه "كان مجرد رسول للشر والكراهية السياسية التي طورتها المعارضة".
وأضاف في التسجيل الذي بلغت مدته 14 دقيقة "لم تكن المعارضة قادرة على تقييم (...) إلى أين قادت سياساتها العدوانية والكراهية قسماً من المجتمع، وكانت مسألة وقت فقط قبل أن تحدث مأساة".
ويعارض حزبه الذي وظف الهجوم في حملته الانتخابية، إمدادات الأسلحة الأوروبية لأوكرانيا، ويقول إنه "حزب السلام" ويهاجم "دعاة الحرب" في عاصمة الاتحاد.
وسُجلت حوادث اعتداء في أماكن أخرى في التكتل، إذ تعرضت رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن الجمعة، "للضرب" على يد رجل في ساحة بكوبنهاجن، وفق مكتبها.
ولم تتعرض لإصابة بالغة بحسب شهود عيان، واعتقلت الشرطة المهاجم الذي لم تعرف دوافعه على الفور.
ولقي الاعتداء على رئيسة الوزراء إدانات محلية وخارجية. وشجبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "عملاً دنيئاً يناقض كل ما نؤمن به وندافع عنه في أوروبا".
لكن إطلاق النار على فيكو، كان الحادث الأخطر قبيل الانتخابات. وفي أعقاب محاولة الاغتيال، ارتفعت نسبة التأييد لحزبه اليساري الشعبوي "سمير" (SMER) ليتقدم بفارق كبير على منافسه الليبرالي الرئيسي في استطلاعات نوايا التصويت.
غير أن سلوفاكيا عادة ما تشهد نسبة مشاركة منخفضة في الانتخابات القارية. وفي 2019، بلغت نسبة الاقتراع 22% فقط من الناخبين.
ميلوني صانعة الملكات؟
وأصبحت إيطاليا السبت أول دولة كبرى تصوت ضمن الانتخابات لاختيار أعضاء البرلمان الأوروبي، في اقتراع يشكل اختباراً لمدى قوة موقع رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني وهي من اليمين المتطرف، في الداخل وتأثيرها في المستقبل داخل التكتل.
وترجح الاستطلاعات أن يأتي حزبها إخوة إيطاليا في الطليعة مع 27% من الأصوات، ما سيعكس توسعاً لمكاسب التكتلات اليمينية المتطرفة في أنحاء الاتحاد الأوروبي.
ومن شأن ذلك أن يجعلها صانعة ملوك محتملة، أو بالأحرى صانعة ملكات... فدعمها قد يكون حاسماً في منح الألمانية المحافظة أورسولا فون دير لاين ولاية ثانية على رأس المفوضية.
وبدأت فون دير لاين (يمين الوسط) وزعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبين الساعية لإنشاء تكتل من الأحزاب اليمينية المتطرفة في الاتحاد الأوروبي، بالتقرب من ميلوني.
ولم تكشف ميلوني عن خططها، لكنها أكدت أن هدفها سيكون إقصاء الأحزاب اليسارية في الاتحاد الأوروبي إلى مقاعد المعارضة.
في الداخل يمكن أن يسهم أداء قوي لميلوني في تعزيز هيمنتها على مشهد سياسي مضطرب في إيطاليا.
وكانت رئيسة الوزراء حاضرة بشدة في وسائل الإعلام المحلية قبيل الانتخابات، ولا سيما من خلال تصويرها نفسها حصناً ضد الهجرة غير الشرعية.
وأدّى تصاعد الخطاب المناهض للهجرة إلى زيادة حظوظ اليمين المتطرف في الاتحاد الأوروبي. وكان ذلك أحد الأسباب الرئيسية التي جاءت بميلوني إلى السلطة في 2022.
وعلى المستوى العام، أشارت استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات إلى احتمال فوز الأحزاب اليمينية المتطرفة بنحو ربع مقاعد البرلمان الأوروبي المقبل البالغ عددها 720.
وفي هولندا ،حيث جرت الانتخابات الخميس، حلّ الحزب المناهض للهجرة بزعامة اليميني المتطرف خيرت فيلدرز في المرتبة الثانية، بحسب استطلاعات الرأي أمام مراكز الاقتراع. والحزب عضو في الائتلاف الجديد الحاكم.
وحقيقة أن أداء الأحزاب الهولندية المؤيدة لأوروبا كان أفضل من المتوقع، جاء بمثابة دعم للوسطيين الذين يأملون في وقف صعود اليمين المتطرف.
ويُتوقع أن يكون "حزب الشعب الأوروبي" المحافظ بزعامة فون دير لاين و"التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين" من يسار الوسط أكبر قوتين سياسيتين في البرلمان.