مسعود بيزشكيان.. "جراح قلب" يقود الإصلاحيين في انتخابات رئاسة إيران

time reading iconدقائق القراءة - 6
مسعود بيزشكيان عضو البرلمان الإيراني الذي يمثل تبريز يصل مقر وزارة الداخلية في طهران لتقديم طلب الترشح للانتخابات الرئاسية. 01 يونيو 2024 - AFP
مسعود بيزشكيان عضو البرلمان الإيراني الذي يمثل تبريز يصل مقر وزارة الداخلية في طهران لتقديم طلب الترشح للانتخابات الرئاسية. 01 يونيو 2024 - AFP
دبي-الشرق

حصل مسعود بيزشكيان، المرشح المدعوم من التيار الاصلاحي الإيراني، على موافقة مجلس صيانة الدستور لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 26 يونيو المقبل، إذ يسعى إلى تكرار سيناريو انتخابات 23 مايو 1997، والتي أتت بأول رئيس إصلاحي خارج التوقعات، هو محمد خاتمي.

وقال بزشكيان أثناء تقديم ترشحه: "هناك انطباع حول إيران على المستوى الوطني والدولي بأن الشعب مستاء من صناديق الاقتراع. هدفي من المشاركة في الانتخابات هو زيادة إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع".

ولم يكن بيزشكيان معروفاً على نطاق واسع في المجال العام حتى عام 2001، وتشكيل الحكومة الثانية للرئيس السابق خاتمي، عندما تم اختياره لمنصب وزير الصحة.

ويظهر بيزشكيان، وهو طبيب متخصص في جراحة القلب، كـ"شخصية بارزة في السباق الرئاسي، بفضل خطابه الفريد، ومكانته كمرشح جديد، ودعم الإصلاحيين، الذي ساهم في جاذبيته"، وفق موقع iranwire.

ولم يسبق لمرشح الاصلاحيين أن "تورّط في قضايا فساد"، وفق الموقع، ونظراً لحداثته، فإن تصويته السلبي بين الناخبين "منخفض أيضاً". ومع ذلك، تنقسم الآراء داخل المجتمع الطبي؛ ويختلف معه بعض الأطباء الإصلاحيين، بينما يؤيده بعض الأطباء المحافظين.

وقبل الانتخابات الرئاسية لعام 2001، ظهر اسم بيزشكيان كمرشح محتمل لوزارة الصحة. ولوحظ حينها أنه يختلف عن غيره من الوزراء في المظهر والسلوك الشخصي، بما في ذلك أسلوبه في عدم ارتداء البدلة التقليدية.

ودعم محمد رضا خاتمي، شقيق الرئيس حينها، بيزشكيان لمنصب وزيرة الصحة بسبب خلافاته مع محمد فرهادي، وزير الصحة في حكومة خاتمي الأولى. وأصبح بيزشكيان وزيراً للصحة بعد ذلك في حكومة خاتمي الثانية.

وفي لقاء سابق، قال بيزشكيان، بصفته وزيراً للصحة: ​​"عندما كنت طالباً، كنت أصفع رئيس الجامعة. وعندما أصبحت وزيراً، سأصفع بيل كلينتون على وجهه".

وأدى هذا التصريح إلى إثارة الجدل بين أعضاء البرلمان. كما واجه المساءلة بسبب مشاكل تتعلق بالتعيينات وسياسات الأدوية والتعريفات الطبية والرحلات الخارجية.

وفي عام 2003، حاول البرلمان عزله دون جدوى، مشيراً إلى عدم الكفاءة في تعييناته، والاستخدام غير المناسب للقروض، وقضايا أخرى. وفي وقت لاحق، تم انتخاب بيزشكيان عضواً في البرلمان وترقى ليصبح نائباً لرئيس البرلمان.

وفي مراحله التعليمية، تخصص بيزشكيان الجراحة العامة في جامعة تبريز للعلوم الطبية وبعدها تخصص في جراحة القلب بجامعة إيران للعلوم الطبية، وعُين بعدها رئيسا لمستشفى الشهيد مدني لأمراض القلب في مدينة تبريز.

احتجاجات 2009

بعد الانتخابات الرئاسية في عام 2009 والاحتجاجات التي تلتها، أدى خطاب بيزشكيان الذي انتقد فيه السلوك تجاه المتظاهرين إلى تعطيل جلسة البرلمان لبضع دقائق.

وقال بيزشكيان في كلمته: "لا تقتلوا الناس كالحيوان البري"، في إشارة إلى حملات القمع التي جوبهت بها الاحتجاجات، كما قال: "عندما تستطيع، لا تتدخل بشكل حاد، لا تضرب، لا تضرب".

ولم يشغل بيزشكيان، أي منصب في حكومة محمود أحمدي نجاد. وفي مقابلة لاحقة، ذكر أنه خلال السنوات الأربع لحكومة أحمدي نجاد، كان المسؤولون يحصلون على ما يكفي من العمل لمدة يومين فقط في الأسبوع لشراء منزل وحديقة وإعالة أقاربهم"، وفق iranwire.

وأشار بيزشكيان، إلى ذلك، كأحد أسباب ترشحه للانتخابات البرلمانية الثامنة، قائلا: "هذه الظروف أثرت علي لأنني كنت أعتقد أننا لم نخلق لكسب المال وإنفاقه بهذه الطريقة".

وتم انتخاب بيزشكيان نائباً لرئيس البرلمان العاشر في عام 2016. 

وترشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية السابقة، وتم رفض أهليته من قبل مجلس صيانة الدستور ليعود مجدداً ويُرشح نفسه للانتخابات التي ستجري عقب وفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي.

ونقل الصحافي الإيراني ماهيار بزاني، أن بيزشكيان "هو الوحيد من بين المرشحين الستة الذين لم يتورطوا في أي فضيحة. وقد احتشد الإصلاحيون في إيران حوله بالفعل. وهو خطيب فصيح ومناظر ذو خبرة. كما أنه يتمتع بشعبية كبيرة بين ناخبيه في مقاطعة أذربيجان الشرقية".

وأضاف على منصة "إكس": "لقد فقد زوجته في حادث عندما كان أطفاله صغاراً جداً؛ لم يتزوج مرة أخرى وقام بتربية الأطفال بمفرده. ويقول ابنه إنه حتى عندما كانت والدته على قيد الحياة، كان الأب هو من يطبخ للعائلة. وقام بالتسجيل كمرشح برفقة ابنته".

معارضة فرض الحجاب 

واشتهر بيزشكيان، بانتقاداته الموجهة إلى الحكومة، بشأن مسألة فرض الحجاب. وبعد وفاة مهسا أميني عام 2022 على يد قوات الأمن الإيرانية، قال في أحد المقابلات: "نريد أن يكون أطفالنا محتشمين، لكن إذا كان سلوكنا يجعلهم يكرهون ديننا، فعلينا على الأقل الامتناع عن الاستمرار في هذا الأسلوب".

وخلال جلسات البرلمان كان دائماً ما يرد على زملائه الذين كانوا يهتفون بالموت لبعض الدول بالقول: "نحن بحاجة إلى التسامح مع الآخرين والعمل والتعاون مع العالم". وكان أيضاً من مؤيدي الاتفاق النووي الإيراني.

ومع ذلك، فإن بيزشكيان، على الرغم من إدانته لإدارة رئيسي باعتبارها غير قادرة على حل مشكلات إيران، لم يتجاوز الحدود في الشكوى العلنية من المرشد الإيراني علي خامنئي. كما دافع عن المبادئ الأساسية للنظام المتمثلة في أن الولايات المتحدة هي السبب الجذري للتوتر في المنطقة وأشاد بالتعاون مع روسيا حيث يخضع كلا البلدين للعقوبات، وفق "إيران إنترناشيونال". 

وخلال هذه الدورة، ألمح بيزشكيان، إلى نيته بضم شخصيات مثل ظريف إلى إدارته في حال فوزه. وقد أيده ظريف بدوره. 

تصنيفات

قصص قد تهمك