قال القيادي في حركة "حماس" أسامة حمدان لشبكة CNN الأميركية إن لا أحد يعلم عدد المحتجزين الإسرائيليين الأحياء في قطاع غزة، مشدداً على أن أي صفقة لإطلاق سراحهم يجب أن تتضمن ضمانات بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة، وسط تشاؤم بشأن فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع.
وأضاف حمدان في مقابلة مع الشبكة الأميركية بالعاصمة اللبنانية بيروت، إن مقترح وقف النار الأخير على الطاولة، وهو المقترح الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن الشهر الماضي ووصفه بأنه "خطة إسرائيلية"، "لا يلبي مطلب الحركة بإنهاء الحرب".
وذكر أن حماس بحاجة إلى موقف إسرائيلي واضح بقبول وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وأن تدع الفلسطينيين يقررون مستقبلهم بأنفسهم، وإعادة الإعمار، ورفع الحصار، مضيفاً أن الحركة "مستعدة لمناقشة صفقة عادلة بشأن تبادل المحتجزين".
وتكثفت وتيرة المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل على مدار الأيام الماضية لمناقشة مقترح بايدن، وقدمت حماس ردها على المقترح بعد 12 يوماً من تسلمها إياه، وطلبت فيه إجراء تعديلات على المقترح.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء، لـNBC NEWS إن واشنطن تعتقد أن حماس "تملك مفاتيح المفاوضات"، مضيفاً أن "المساومات يجب أن تتوقف"، داعياً زعيم الحركة في غزة يحيى السنوار إلى "إنهاء الحرب".
وأعرب بلينكن عن إحباطه من قرار حماس بـ"طرح عدد من التغييرات"، واصفاً بعضها بأنها "تتجاوز أموراً وافقت عليها حماس مسبقاً"، وقال: "بعض التغييرات ممكنة، وبعضها الآخر، ليس كذلك".
بدوره، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إن بعض التغييرات التي طلبتها الحركة "طفيفة"، ولكن بعضها الآخر "يحيد عن اتفاقات سابقة"، لوقف النار.
حمدان: مدة وقف النار "قضية أساسية
وقال حمدان لـCNN إن مدة وقف إطلاق النار هي "قضية أساسية" لحماس، التي تخشى من أن إسرائيل لا توجد لديها نية للذهاب إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، الذي ينص في مرحلته الأولى التي تستمر لمدة 6 أسابيع، على وقف إطلاق النار على نحو "كامل وشامل" وانسحاب القوات الإسرائيلية من "جميع المناطق المأهولة بالسكان" في غزة و"إطلاق سراح عدد من المحتجزين بمن في ذلك النساء وكبار السن والجرحى في مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين".
وشدد على أن إنهاء الأعمال العدائية، يجب أن يكون دائماً، وأن إسرائيل يجب أن تنسحب من غزة بشكل كامل.
وأضاف: "الإسرائيليون يريدون وقفاً للنار لمدة 6 أسابيع فقط، وبعد ذلك يريدون العودة للقتال، أعتقد أن الأميركيين لم يقنعوا الإسرائيليين حتى الآن، بقبول وقف كامل لإطلاق النار، وعلى واشنطن إقناع إسرائيل بهذا الأمر كجزء من الصفقة".
ولم تعلن إسرائيل التزامها بالمقترح علناً حتى الآن، رغم أن البيت الأبيض كرر مراراً أن المقترح هو "خطة إسرائيلية قبلتها حكومة تل أبيب".
ورغم ذلك، كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يواجه ضغوطاً لإعلان قبوله للمقترح، تصريحاته بأن الحرب لن تنتهي حتى "القضاء على حماس".
وقال بلينكن لشبكة NBC NEWS إن نتنياهو جدد تأكيده له خلال لقائهما قبل أيام، بأن إسرائيل تدعم المقترح، وأنها مستعدة للموافقة عليه، وألقى بلينكن باللوم في تعطل المفاوضات على "حماس" وحدها.
وخلال مؤتمر صحافي بالدوحة الأربعاء، قال بلينكن إن "حماس لا تستطيع تقرير مستقبل المنطقة، ولن يُسمح لها"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستطرح خلال الأسابيع المقبلة مقترحاتها بشأن "اليوم التالي" للحرب على غزة، لافتاً إلى أن "الحلول التي تم التوصل إليها مستدامة وليست مؤقتة".
وأشار الوزير الأميركي إلى أن "هناك أفكاراً ملموسة بشأن كيفية إدارة قطاع غزة والأمن وإعادة الإعمار"، مؤكداً أن "هذه الخطة هي أمر ضروري لتحويل الهدنة إلى وقف دائم للحرب ولتحويل انتهاء الحرب إلى سلام عادل ودائم واستخدام ذلك السلام كأساس لبناء منطقة أكثر تكاملاً واستقراراً وازدهاراً".
حماس تطالب بالضغط على إسرائيل
وطالبت حماس بلينكن، بالضغط على إسرائيل التي تصر على استكمال "مهمة القتل والإبادة"، مع تعثر محاولات التوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار في غزة، فيما قال مسؤولون إسرائيليون، إن فرص التوصل لاتفاق بشأن غزة "باتت معدومة".
وقالت مصادر مطلعة لـ"الشرق"، إن التغييرات التي قدمتها "حماس" للوسطاء مصر وقطر، على المقترح الأخير، تتركز على وقف إطلاق النار، وسرعة الانسحاب الإسرائيلي من كامل قطاع غزة، ورفض أي تحفظ إسرائيلي على أي من أسماء الأسرى، الذين تطالب "حماس" بإطلاق سراحهم، ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وأضافت المصادر، أن "الحركة طالبت بأن يجري الانسحاب خارج التجمعات السكانية، بمحاذاة الحدود، بما في ذلك معبر رفح ومحور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، بحلول اليوم السابع من المرحلة الأولى"، ويشمل ذلك الانسحاب من شارعي "الرشيد" و"صلاح الدين"، بما في ذلك إزالة المنشآت العسكرية، التي أُقيمت في المنطقة.
وشددت "حماس"، في ردها على "خطة بايدن"، على رفض أي تحفظ إسرائيلي على أي أسير تطالب الحركة بإطلاق سراحه مقابل المحتجزين والأسرى الإسرائيليين.
وقال مسؤول في الحركة لـ"الشرق": "ندرك أن إسرائيل ترفض أن تشمل صفقة التبادل نحو 100 أسير فلسطيني محكوم بالسجن مدى الحياة، ونحن نرى أن لا معنى لأي صفقة دون هؤلاء المئة"، مشيراً إلى أن إسرائيل كانت رفضت إطلاق سراحهم في صفقة (الجندي الإسرائيلي جلعاد) شاليط عام 2011.