مقترح ماكرون بشأن لبنان يشعل الخلافات داخل حكومة نتنياهو

جالانت يهاجم فرنسا.. والخارجية الإسرائيلية ترفض "شيطنة باريس"

time reading iconدقائق القراءة - 5
جنود إسرائيليون أمام موقع في الجليل الأعلى سقطت فيه صواريخ تم إطلاقها من جنوب لبنان.  14 يونيو 2024 - AFP
جنود إسرائيليون أمام موقع في الجليل الأعلى سقطت فيه صواريخ تم إطلاقها من جنوب لبنان. 14 يونيو 2024 - AFP
دبي-الشرق

أثار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تشكيل إطار "ثلاثي" يضم فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل لاحتواء التوترات على الحدود بين لبنان وإسرائيل، سجالاً بين وزارتي الدفاع والخارجية الإسرائيليتين.

وبدأ الخلاف عندما أبدى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الجمعة، رفضه مشاركة إسرائيل في "الإطار الثلاثي" لتسوية الوضع على الحدود مع لبنان.

وقال جالانت على منصة "إكس"، إنه "بينما تخوض إسرائيل الحرب الأكثر عدالة في تاريخها، أثبتت فرنسا عداءً وعداوة ضدنا، متجاهلة بشكل صارخ الفظائع التي ارتكبها مخربو (حماس) ضد الأطفال والنساء فقط لأنهم يهود"، وفق قوله.

وتابع: "لن نكون شركاء في اللجنة لتسوية الوضع الأمني على الحدود الشمالية إذا شاركت فيها فرنسا".

وفي المقابل، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن دبلوماسيين بوزارة الخارجية الإسرائيلية رفضهم لهجوم جالانت على فرنسا.

وقال الدبلوماسيون في بيان: "نرفض هجوم وزير الدفاع جالانت على فرنسا، بغض النظر عن الخلافات بين تل أبيب وباريس، فإن التصريحات ضد فرنسا غير صحيحة وغير مناسبة".

وأشار البيان إلى أنه "منذ بداية الحرب، اتخذت فرنسا موقفاً واضحاً من خلال إدانة (حماس) وفرض عقوبات عليها، وتتخذ موقفاً حازماً في ما يتعلق بالعقوبات في الاتحاد الأوروبي ضد إيران ومشروعها الصاروخي والطائرات المسيرة".

ولفت البيان إلى أن "باريس كانت شريكاً في قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن المضي قدماً في عملية فرض العقوبات ضد برنامج إيران النووي".

كما انتقد مصدر بوزارة الخارجية الإسرائيلية تصريحات جالانت "الرافضة للخطة"، وما اعتبره "شيطنة فرنسا"، واصفاً باريس بـ"الحليف القوي والثابت لإسرائيل". 

وقال المصدر لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن بلاده "لم ترفض مقترح ماكرون بعقد إطار ثلاثي لبحث التوترات في شمال البلاد".

وذكر مصدر آخر في الخارجية الإسرائيلية لـ"جيروزاليم بوست"، أن "الفرنسيين غاضبين جداً من هذا الأمر"، موضحاً أنهم "يشعرون كما لو أن جالانت يتهمهم بمعاداة السامية".

واتهم المصدر جالانت بـ"اغتصاب الدور الدبلوماسي المناط برئيس الوزراء ووزير الخارجية".

وأشار المصدر الإسرائيلي إلى أن "فكرة (الإطار الثلاثي) والتي ستضم الحكومة اللبنانية أيضاً، جاءت بهدف إيجاد حل دبلوماسي للهجمات القائمة بين الجيش الإسرائيلي وجماعة (حزب الله) في لبنان"، لافتاً إلى أن "وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني سبق أن أثارها خلال زيارته إسرائيل في أبريل الماضي".

وأعرب المصدر عن اهتمام إسرائيل بالمقترح، لكنه أكد أنه "لا يزال في مراحله الأولى"، مشدداً على "ضرورة مشاركة الحكومة اللبنانية أيضاً"، كما "لا يزال يتعين على الولايات المتحدة قبوله رسمياً".

فرنسا: تفاجئنا من التباين

وبعد تصاعد السجال بين الوزارتين الإسرائيليتين، قال مسؤول فرنسي لـ"تايمز أوف إسرائيل"، إن بلاده "فوجئت بهذه التصريحات المتباينة من السلطات الإسرائيلية بشأن الجهود الفرنسية لوقف التصعيد في شمال إسرائيل”، مضيفاً: "مستعدون للعمل مع جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة، لتحقيق هذه الغاية".

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن، الخميس، خلال قمة مجموعة السبع، أن فرنسا والولايات المتحدة واسرائيل ستعمل ضمن إطار "ثلاثي" على خارطة طريق فرنسية هدفها احتواء التوترات على الحدود بين إسرائيل ولبنان.

وصرح ماكرون للصحافيين في ختام يوم أول من الاجتماعات بجنوب إيطاليا: "لقد أعربنا جميعاً عن قلقنا حيال الوضع على الحدود مع لبنان، وخصوصاً مع الولايات المتحدة".

وأضاف: "اعتمدنا مبدأ ثلاثية (تجمع) إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا للتقدم نحو خارطة الطريق التي اقترحناها. سنقوم بالأمر نفسه مع السلطات اللبنانية".

وتهدف هذه الآلية إلى تنسيق المبادرات التي تقوم بها باريس وواشنطن، بحسب وكالة "فرانس برس" التي أشارت إلى فرنسا تحاول منذ نهاية يناير الماضي، احتواء المواجهات التي تتسع رقعتها على الحدود بين إسرائيل و"حزب الله".

وكانت باريس طرحت مبادرة أولى، تم تعديلها بداية مايو الماضي بناء على طلب بيروت التي اعتبرت أن "صيغتها تصب إلى حد بعيد في مصلحة إسرائيل".

وتنص الخطة على "وقف أعمال العنف من الجانبين"، و"انسحاب قوة الرضوان التابعة لـ(حزب الله) ومجموعات مسلحة أخرى حتى مسافة 10 كيلومترات من الحدود مع اسرائيل"، بحسب مسؤولين لبنانيين.

وتنص أيضاً على أن تمنح قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" حرية تحرك كاملة في المنطقة، مع تعزيز دور الجيش اللبناني وعديده.

ويرفض "حزب الله" الخوض في أي مفاوضات من هذا النوع، مشترطاً وقفاً دائما لإطلاق النار في الحرب الدائرة بغزة، بحسب وكالة "فرانس برس".

تصنيفات

قصص قد تهمك