لوس أنجلوس/ ديترويت/ دبي -الشرقوكالات
بعد أسبوع حافل، يستأنف الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترمب حملات جمع التبرعات خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقبل نحو أسبوعين من مناظرة مرتقبة للمرشحين الرئاسيين للانتخابات الأميركية المقررة في 5 نوفمبر، وجه المرشح الجمهوري المحتمل، تحدياً جديداً لمنافسه الديمقراطي.
وانتقد ترمب المهاجرين بسبب حصولهم على وظائف، أثناء مغازلته للناخبين من ذوي الأصول الإفريقية خلال فعالية لحملة "لنجعل أميركا عظيمة من جديد" (MAGA) في ديترويت بولاية ميشيجان الحاسمة، فيما تعقد حملة الرئيس بايدن آمالها على فعالية برعاية مشاهير هوليوود في لوس أنجلوس.
ومن المقرر أن يتواجه المرشحان لمنصب الرئيس، للمرة الأولى منذ ترشحهما للرئاسة في عام 2020، في مناظرتين رئاسيتين قرر ترمب وبايدن المشاركة فيهما؛ تُبث الأولى في 27 يونيو الجاري على شبكة CNN، والثانية في 10 سبتمبر على شبكة ABC.
والتقى دونالد ترمب ناخبين من أصل إفريقي، السبت، في مسعى للتقرّب من مجتمع دعَمَ قبل 4 سنوات إلى حد كبير منافسه جو بايدن، لكنه يشهد تحولاً في الولاء الانتخابي، قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
وألقى ترمب باللائمة على المهاجرين في "سرقة الوظائف والموارد الحكومية"، بينما كان يتودد إلى مجموعات منفصلة من الناخبين من أصل إفريقي، والمحافظين المتشددين في ساحة المعركة بولاية ميشيجان الحاسمة، بحسب وكالة "أسوشيتدبرس".
واستغل ترمب أول ظهور له، في "الكنيسة 180" في ديترويت، أكبر مدن ولاية ميشيجان التي تعتبر ساحة معركة انتخابية، للإشارة إلى أنه ربما يعين مشرعاً من أصل إفريقي هو بايرون دونالدز (45 عاماً)، نائباً له، وهي استراتيجية تهدف إلى انتزاع دعم الناحبين من أصل إفريقي لبايدن.
وأقر ترمب (78 عاماً) بأن هذا النائب عن فلوريدا هو من بين الأسماء الموجودة في لائحته المختصرة لتولي منصب نائب الرئيس، قائلاً أمام الحشد المبتهج، الذي ضم في صفوفه مئات الأشخاص "هل ترغب في أن تكون نائباً للرئيس؟ أعتقد أنه يود ذلك. أقول لكم شيئاً واحداً، سيكون نائباً جيداً للرئيس أيضاً".
جاءت الطاولة المستديرة لترمب مع القادة المدنيين والدينيين ورجال الأعمال من أصل إفريقي في ديترويت، في وقت أعلنت فيه حملته عن تحالف "الأميركيين من أصل إفريقي من أجل ترمب"، إذ اعتبرت حملة ترمب أن مكاسب مجتمع الأميركيين من أصل إفريقي "البارزة" في ظل إدارة الجمهوريين، تراجعت خلال رئاسة جو بايدن.
ووجه ترمب الرسالة نفسها خلال الطاولة المستديرة، قائلاً: "لقد فعلنا من أجل السكان من أصل إفريقي أكثر من أي رئيس منذ إبراهام لينكولن"، مستشهداً خصوصاً بما وصفه بانتشال ملايين الأشخاص من الفقر، وزيادة في ملكية الأميركيين من أصل إفريقي للعقارات، مضيفاً: "جو بايدن المحتال لم يفعل شيئا من أجلكم سوى الكلام".
وكان ترمب نفى أن يكون "عنصرياً"، مؤكداً في مقابلة بُثت، الجمعة، أن لديه الكثير من "الأصدقاء من أصل إفريقي". وقال لوسيلة الإعلام سيمافور: "لدي كثير من الأصدقاء من أصل إفريقي، ولو كنت عنصرياً لما كانوا أصدقائي. لم يكونوا ليبقوا معي دقيقتين لو كانوا يعتقدون أنني عنصري، وأنا لست كذلك".
وتعرّض ترمب مراراً لانتقادات بسبب تعليقات بشأن الأميركيين المنحدرين من أصول إفريقية، اعتبرها الديمقراطيون، والجمهوريون عنصرية.
ترمب يتحدى بايدن
كما حضر الرئيس الجمهوري السابق أيضاً، السبت، حدثاً انتخابياً آخر في ديترويت في وقت لاحق مع جمهور أكثر يمينية، وهو مؤتمر مجموعة Turning Point Action المحافظة المثيرة للجدل.
واعتبر ترمب، أن الرئيس جو بايدن "ينبغي أن يخضع لاختبار إدراكي"، قبل أن يختلط عليه اسم الطبيب الذي أجرى نفس الاختبار له في الجملة التالية.
وأشار المرشح الجمهوري المحتمل، إلى النائب الجمهوري عن تكساس روني جاكسون، الذي كان طبيب البيت الأبيض خلال فترة من رئاسته، باسم "روني جونسون". جاء ذلك في اللحظة التي كان يشكك في القوة العقلية لبايدن، وهو أمر غالباً ما يفعله في جولاته الانتخابية وعلى منصات التواصل الاجتماعي.
وقال ترمب عن بايدن: "إنه لا يعرف حتى ماذا تعني كلمة (تضخم). أعتقد أنه يجب أن يخضع لاختبار إدراكي، كما فعلت"، وفق وكالة "أسوشيتدبرس".
وتابع بعد ثوانٍ: "الطبيب روني جونسون. هل يعرف الجميع روني جونسون، عضو الكونجرس من ولاية تكساس؟ لقد كان طبيب البيت الأبيض، وقال إنني كنت الرئيس الأكثر صحة، حسب رأيه، في التاريخ، لذلك أحببته كثيراً بالفعل على الفور".
واُنتخب جاكسون لعضوية الكونجرس في عام 2021، وهو واحد من أشد المدافعين عن ترمب في هجمات الكابيتول.
وجعل ترمب، الذي بلغ من العمر 78 عاماً، الجمعة، التشكيك فيما إذا كان بايدن البالغ من العمر 81 عاماً مؤهلاً لولاية ثانية، محور حملته. وكان أجرى اختباراً إدراكياً في عام 2018 بناء على طلبه.
لكن منتقدين عبر الإنترنت، سرعان ما استغلوا زلته الأخيرة، السبت، كما نشرت حملة بايدن، التي تصدت منذ فترة طويلة الانتقادات بشأن الأخطاء اللفظية للرئيس الديمقراطي، مقطعاً من تلك اللحظة بعد دقائق.
بايدن مع نجوم هوليوود
وبعد انتهاء قمة مجموعة السبع في إيطاليا، عاد الرئيس الأميركي جو بايدن للتركيز على مسار حملته الانتخابية، حيث سيشارك في حدث جمع التبرعات في لوس أنجلوس بحضور نجوم هوليوود.
وسيحضر الممثلان جورج كلوني، وجوليا روبرتس، وكذلك الرئيس السابق باراك أوباما الذي كان بايدن نائباً له خلال فترتي ولايته (2009-2017)، الحدث الذي جمع حتى الآن 28 مليون دولار، وفقاً لفريق حملته الانتخابية، وهو رقم قياسي للحزب الديمقراطي.
وبعودته إلى الولايات المتحدة، يكون بايدن اختتم جولة دولية طويلة شملت الاحتفالات بذكرى الإنزال في فرنسا الأسبوع الماضي، وقمة لمجموعة السبع في إيطاليا انتهت، الجمعة، فيما تمثل كامالا هاريس الولايات المتحدة، في قمة حول السلام بشأن أوكرانيا، بدأت السبت في سويسرا.
"استعراض للقوة"
ويأتي الحدث الذي يُقام في كاليفورنيا ووصفته حملة بايدن بأنه "استعراض للقوة"، بعد 4 أيام على إدانة محكمة في الولايات المتحدة هانتر بايدن، نجل الرئيس، "بحيازة سلاح ناري خلافاً للقانون".
وقال الرئيس الأميركي "إنه لن يعفو عن نجله"، مشيراً إلى أنه "لن يخفف العقوبة التي سيصدرها القضاء بحق ابنه".
وسيشهد هذا الحدث لقاء بين جو بايدن وباراك أوباما، يديره الكوميدي ومقدم البرامج جيمي كيميل.
ويُتوقع أن تكون أجواء هذا اللقاء أكثر ودية من تلك، التي تنتظر الرئيس خلال أول مواجهة متلفزة له في 27 يونيو ضد سلفه ترمب المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
تصنيفات
