"انقسام جديد".. نتنياهو يهاجم إعلان الجيش عن "هدنة تكتيكية" في غزة

مسؤول إسرائيلي: رئيس الحكومة أبلغ سكرتيره العسكري بأن "القرار غير مقبول"

time reading iconدقائق القراءة - 5
فلسطينيون يبحثون عن ناجين تحت أنقاض منزل في مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة بعد قصف إسرائيلي. 16 يونيو 2024 - AFP
فلسطينيون يبحثون عن ناجين تحت أنقاض منزل في مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة بعد قصف إسرائيلي. 16 يونيو 2024 - AFP
القدس/ دبي-رويترزالشرق

انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الخطط التي أعلنها الجيش، الأحد، بتنفيذ فترات توقف تكتيكية يومية للقتال على أحد الطرق الرئيسية المؤدية إلى قطاع غزة لتسهيل دخول المساعدات.

كان الجيش الإسرائيلي، أعلن في وقت سابق الأحد، أن العمليات القتالية ستتوقف اعتباراً من الساعة 0500 إلى 1600 بتوقيت جرينتش يومياً حتى إشعار آخر، في المنطقة من معبر كرم أبو سالم حتى طريق صلاح الدين ثم إلى الشمال.

وقال مسؤول إسرائيلي: "عندما سمع رئيس الوزراء التقارير عن هدنة إنسانية لمدة 11 ساعة في الصباح، التفت إلى سكرتيره العسكري وقال إن هذا غير مقبول بالنسبة له".

وأوضح الجيش أن العمليات العسكرية ستستمر كالمعتاد في مدينة رفح، وهي محل تركيز العمليات في جنوب قطاع غزة حالياً، والتي شهدت سقوط 8 جنود إسرائيليين، السبت.

ويسلط رد فعل نتنياهو الضوء على التوتر السياسي إزاء مسألة إيصال المساعدات إلى قطاع غزة حيث حذرت المنظمات الدولية من تفاقم الأزمة الإنسانية.

وندد وزير الأمن الوطني إيتمار بن جفير، الذي يقود أحد الأحزاب الدينية القومية في الائتلاف الحاكم، بفكرة التوقف التكتيكي ووصف من اتخذ هذا القرار بأنه "أحمق" ويجب أن يقال من وظيفته.

انقسامات بين الائتلاف والجيش

وهذا هو أحدث خلاف بين أعضاء الائتلاف الحاكم، والجيش بشأن سير الحرب التي دخلت الآن شهرها التاسع.

وجاء الخلاف بعد أسبوع من استقالة الجنرال السابق بيني جانتس، من الحكومة متهماً نتنياهو بالافتقار إلى استراتيجية فعالة في قطاع غزة.        

واتضحت تلك الانقسامات أكثر، الأسبوع الماضي، خلال تصويت في الكنيست الإسرائيلي على قانون تجنيد اليهود المتزمتين دينياً في الجيش، إذ صوت وزير الدفاع يوآف جالانت، ضده في تحد لأوامر الحزب، قائلاً إنه غير كاف لاحتياجات الجيش.

وتعارض الأحزاب الدينية في الائتلاف بشدة، التجنيد الإلزامي لليهود المتزمتين دينياً، وهو ما يثير غضباً واسع النطاق لدى الكثير من الإسرائيليين وهو غضب يتفاقم مع استمرار الحرب.

وقال الجنرال هرتسي هاليفي، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الأحد، إن هناك "حاجة أكيدة" لتجنيد المزيد من المتزمتين دينياً الذين يزيد عددهم بوتيرة سريعة.

اتهامات متبادلة

وكشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، الأحد، عن حدوث سجال حاد بين نتنياهو، وبيني جانتس، زعيم حزب "معسكر الدولة"، وجادي إيزنكوت، اللذين استقالا من حكومة الحرب، الأسبوع الماضي.

واتهم نتنياهو، جانتس وإيزنكوت، خلال جلسة لمجلس الوزراء في وقت سابق الأحد، بالرغبة في "غسل سمعتيهما بعد قراراتهما الانهزامية".

ورد حزب جانتس على انتقاد نتنياهو، بقوله إن "الانهزامية أن تكون خائفاً من السماح للجيش الإسرائيلي بالمناورة.. في المستقبل سيتم الكشف عن وثائق الحرب وسيعلم الناس من الذي تسبب في إيقاف المسيرة ومن كان يسعى لنصر حقيقي".

وسارع حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو بالرد، قائلاً في إشارة إلى جانتس، إن من هرب من الحرب "لا يجب أن يعطي دروساً لرئيس الوزراء الذي يقود الحرب ويسعى إلى النصر الكامل".

نطاق وفترة الحرب على غزة

وبعد مضى أكثر من 8 أشهر على بدء الحرب على قطاع غزة، يبدو أن التوصل إلى اتفاق لوقف القتال لا يزال بعيد المنال على الرغم من الضغوط الدولية المتزايدة.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قتلت 37 ألفاً و337 فلسطينياً، وأصابت 85 ألفاً و299 حتى الآن، ودمرت الحرب أغلب القطاع وشردت أغلب سكانه.

وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن معظم الإسرائيليين يؤيدون هدف الحكومة المتمثل في القضاء على "حماس"، إلا أن الاحتجاجات الواسعة النطاق المناهضة للحكومة تزداد بسبب إخفاقها في بذل المزيد لإعادة نحو 120 لا يزالون محتجزين لدى "حماس" منذ 7 أكتوبر.

وينذر استمرار القتال في غزة باتساع نطاق الحرب مع تصاعد عمليات تبادل إطلاق النار شبه اليومية عبر الحدود بين القوات الإسرائيلية وجماعة "حزب الله" في لبنان.

وأعلنت حكومة نتنياهو، في وقت سابق الأحد، تمديد الفترة التي ستمول فيها الإقامة بالفنادق ودور الضيافة للسكان الذين تم إجلاؤهم من البلدات الحدودية بجنوب إسرائيل حتى 15 أغسطس، ما يشير إلى أن القتال في غزة ربما يطول.

تصنيفات

قصص قد تهمك