الاستخبارات الأميركية: لا مرشح مفضل للصين في سباق بايدن وترمب

واشنطن وبكين تستعدان لفترات أكثر توتراً بغض النظر عمن سيفوز بانتخابات الرئاسة الأميركية

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة مركبة تجمع الرئيسين الأميركيين الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترمب. - AFP
صورة مركبة تجمع الرئيسين الأميركيين الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترمب. - AFP
دبي-الشرق

تعتقد وكالات الاستخبارات الأميركية أن قادة الصين لا يرون فائدة كبيرة أو أي فائدة على الإطلاق لبلادهم من المواجهة الانتخابية المقبلة بين الرئيس جو بايدن وسلفه دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر. 

وقبل أول مناظرة لحملة الانتخابات الرئاسية الأسبوع المقبل، تُقيّم وكالات الاستخبارات الأميركية أن الصين ليس لديها تفضيل واضح بين المرشحين، وفقاً لما نقلته بلومبرغ عن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة تقييمات غير علنية. 

وتشير هذه النتيجة إلى أن المسؤولين في بكين، مثل نظرائهم في واشنطن، يعتقدون أن العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم ستستمر في مسارها التنازلي طويل الأمد على الرغم من الزخم الذي تشهده الاجتماعات رفيعة المستوى التي توصف بأنها جهود لإدارة الخلافات.

وفي السنوات الماضية، تصادمت الدولتان حول كل شيء، من التكنولوجيا إلى حقوق الإنسان وبحر الصين الجنوبي. 

ويتطابق التقييم الأميركي مع مقابلات أجريت مع مسؤولين صينيين تحدثوا أيضاً بشرط عدم الكشف عن هويتهم. ويقولون إن الرأي في بكين هو أن كلا المرشحين يهدفان إلى احتواء الصين وتعطيل صعودها. 

وقال قاو زهيكاي، الدبلوماسي الصيني السابق الذي كان يعمل مترجماً للزعيم الراحل دنج شياو بينج: "لا أحد منهما مرشح مثالي".  

وأضاف: "بايدن محارب في الحرب الباردة، لا يهتم إذا دفع العالم نحو الصراع، بينما ترمب ربما يفرض عقوبات ورسوماً جمركية على الصين في سعيه لأجندة أميركا أولاً". 

ورفض المتحدثون باسم مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية التعليق على تقييمات الاستخبارات حول كيفية نظر الصين إلى انتخابات عام 2024.

وعند سؤاله عن الانتخابات الأميركية، قال ليو بنجيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، إن الصين لا تعلق على "الشؤون الداخلية الأميركية". 

حرب تجارية ورسوم جمركية

وفي فترة ولايته الأولى، أعلن ترمب حرباً تجارية على الصين، وزاد من الروابط رفيعة المستوى مع تايوان وأشرف على إعادة توجيه استراتيجية الجيش الأميركي لمواجهة بكين. وبحلول نهاية فترة ولايته، أصبح من المعتاد أن يشير المسؤولون في بكين وواشنطن في جلسات خاصة إلى العلاقات بين البلدين على أنها حرب باردة جديدة. 

وقال مسؤولون أميركيون وصينيون إن المسؤولين الصينيين يعتقدون أن إدارة ترمب الثانية ستتميز على الأرجح بتصريحات استفزازية وصنع سياسات لا يمكن التنبؤ بها ودفع متجدد لاتخاذ إجراءات مناهضة للصين.

وخلال حملة ترمب، طرح بالفعل فكرة زيادة الرسوم الجمركية بنسبة 60% على السلع الصينية. 

وذكر ليو، المتحدث باسم السفارة الصينية، أن رفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية سيزيد من تكلفة السلع، "مما يتسبب في خسائر أكبر للشركات والمستهلكين الأميركيين" بينما يلحق الضرر بسلاسل التوريد العالمية. 

ويعتقد المسؤولون الصينيون أن الجانب الآخر من هذه المخاوف هو أن رئاسة ترمب يمكن أن تضعف علاقات واشنطن مع حلفائها، مما يفتح الفرص أمام بكين.  

واتسمت فترة ولاية الرئيس السابق الأولى في منصبه باحتكاكات متكررة مع الحلفاء الأوروبيين حول الإنفاق الدفاعي، فضلاً عن الشكاوى الدورية حول تكلفة الحماية التي توفرها الولايات المتحدة لليابان وكوريا الجنوبية.  

وقال مسؤول صيني لبلومبرغ إن ترمب قد يثبت أيضاً أنه أكثر قابلية لعقد صفقات من بايدن، مما يشير إلى أن التنازلات الصينية بشأن التجارة يمكن أن تفتح الطريق أمام تنازلات أميركية بشأن قضايا حساسة للصين مثل تايوان. 

تحالفات إقليمية وإجراءات رادعة

وسيكون الشاغل الرئيسي لصانعي السياسة الصينيين هو دفع بايدن المحتمل لتعزيز الشراكات الإقليمية للرد على التحركات الصينية القوية في آسيا والمحيط الهادئ، وفقاً لمسؤولين أميركيين وصينيين. 

وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، نددت الصين بشكل روتيني بجماعات مثل "كواد" التي تتألف من الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان و"أوكوس"، وهي اتفاقية دفاعية بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، باعتبارها جهوداً لاحتواء الصين.

وفي منتدى دفاعي عقد مؤخراً في سنغافورة، اتهم مندوب صيني الولايات المتحدة بمحاولة بناء "ناتو آسيوي".  

وقال جيا تشينج قوه، وهو أكاديمي بارز وعضو اللجنة الدائمة لأعلى هيئة استشارية سياسية في بكين، في مقابلة  مع بلومبرغ، إنه في الوقت نفسه، يحتاج بايدن إلى "إيلاء المزيد من الاهتمام لآراء حلفائه، والتي من المرجح أن تدعو إلى الحذر والاعتدال. وقد يكون هذا جيداً للصين" . 

وذكر ليو أن استراتيجية الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ "تتعلق أساساً بالانقسام والمواجهة وتضر بالسلام" وأن هدفها هو "تطويق الصين". 

وحذر قادة الاستخبارات الأميركية وأعضاء مجلس الشيوخ من أن مجموعة من الجهات الفاعلة - بما في ذلك الصين - قد تسعى أيضاً للتأثير على نتيجة الانتخابات.  

وفي أبريل، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لشبكة CNN إن الولايات المتحدة وجدت أدلة على محاولات صينية "للتأثير وربما التدخل" في انتخابات 2024. 

ومع ذلك، قال مسؤولون من مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية، في مؤتمر صحافي، إن بكين اتخذت حتى الآن نهجاً حذراً لمثل هذا التدخل، لأنها تدرك رد الفعل السلبي الذي قد تسببه مثل هذه الجهود.  

وبغض النظر عمن سيفوز في انتخابات نوفمبر، يستعد المسؤولون في واشنطن وبكين لفترات أكثر توتراً. 

وقال قاو، الدبلوماسي السابق: "من وجهة النظر الصينية، نحتاج فقط إلى أن نظل ثابتين، وأياً كان الفائز، تحتاج الصين إلى التعامل معه كما هو، بدلاً من الأمل في ما هو غير واقعي". 

تصنيفات

قصص قد تهمك