وقعت روسيا وفيتنام، الخميس، 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم، فيما أعلن البلدان، في بيان مشترك، اتفاقهما على إنشاء أشكال وآليات جديدة للتعاون وتأييدهما لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وجاء في بيان مشترك للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفيتنامي تو لام، في هانوي، أن فيتنام ترحب بإعادة انتخاب بوتين رئيساً لبلاده لفترة جديدة، وتدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع في قاعة كروكوس، وتعرب عن دعمها لحرب الاتحاد الروسي ضد "الإرهابيين"، بحسب البيان.
وتتضمن البيان اتفاق روسيا وفيتنام على تعزيز التفاعل، بما في ذلك إنشاء أشكال وآليات جديدة للتعاون، وقرارهما تسريع تنفيذ مشروع بناء مركز للعلوم والتكنولوجيا النووية في فيتنام، مع العمل على تكثيف أنشطة مجموعة عمل رفيعة المستوى بشأن المشاريع الاستثمارية ذات الأولوية.
وأكد البيان المشترك أن البلدين يدعمان تعزيز الدور المركزي لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في نظام العلاقات بين الدول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ومعارضتهما لنشر أسلحة في الفضاء.
ونص البيان على أن روسيا تقدر عالياً موقف فيتنام المتوازن والموضوعي بشأن الأزمة الأوكرانية.
روسيا وفيتنام
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، خلال زيارة إلى هانوي، إنه بحث مع الرئيس الفيتنامي القضايا الإقليمية والدولية، مؤكداً أن المواقف والرؤى متطابقة بين البلدين "إلى حد كبير". كما لفت إلى أن موسكو تولي اهتماماً كبيراً لتطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين.
وقال بوتين، خلال اجتماعه مع رئيس وزراء فيتنام فام مينه تشين، إن روسيا مستعدة لتوفير إمدادات مباشرة طويلة الأجل من المواد الهيدروكربونية إلى فيتنام، مشيراً إلى أن حجم التجارة بين روسيا وفيتنام ارتفع بنسبة 33% في الفترة من يناير إلى مايو من العام الحالي.
وأكد أنه يجري تسهيل نمو حجم التجارة الثنائية من خلال تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة لعام 2015 بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وفيتنام.
وشدد بوتين على أهمية التحول المستمر للتعامل بالعملات الوطنية بين البلدين، لافتاً إلى أنه في الربع الأول من عام 2024، بلغت حصة التسويات بالعملات الوطنية لروسيا وفيتنام 60%.
وأضاف الرئيس الروسي: "ننسق أعمالنا على الساحة الدولية، وروسيا تولي أهمية كبيرة لتطوير الحوار مع رابطة دول جنوب شرق آسيا، والتي تعد فيتنام أحد أعضائها البارزين".
كما نوه الرئيس الروسي لنظيره الفيتنامي بأن هذه الأيام تصادف الذكرى الثلاثين لمعاهدة أساسيات العلاقات الودية، مضيفاً: "طوال هذا الوقت، حافظنا على اتصالات سياسية منتظمة وهادفة، بما في ذلك من خلال البرلمانات والوزارات والإدارات والأحزاب والمناطق والمنظمات العامة".
وشهد الرئيسان تبادل بلديهما لما وصل إلى 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم، شملت اتفاقات في مجالات النفط والغاز والعلوم النووية والتعليم.
أمن آسيا والمحيط الهادئ
وعقب اجتماعه مع نظيره الفيتنامي تو لام، قال بوتين: "عند مناقشة الوضع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تم الإعراب عن الاهتمام المشترك بإنشاء بنية أمنية جديرة بالثقة ومحكمة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ على أساس مبادئ عدم استخدام القوة، والتسوية السلمية للنزاعات، حيث تكون هناك حلول سلمية ولا مكان للتكتلات العسكرية السياسية المغلقة".
وأضاف: "مواقف روسيا وفيتنام بشأن القضايا الدولية متطابقة إلى حد كبير أو متقاربة، فالدولتان تدافعان بقوة عن مبادئ سيادة القانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والجهود المبذولة في المنصات الدولية الرئيسية، بما في ذلك الأمم المتحدة وفي إطار الحوار بين روسيا وبلدان رابطة دول جنوب شرق آسيا".
وشكر الرئيس الروسي هانوي، في مقال نشر في صحيفة الحزب الشيوعي الحاكم، على نهجها "المتوازن" بشأن أوكرانيا. وكتب أن روسيا وفيتنام لديهما "القراءة نفسها" للوضع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
روسيا أولوية لفيتنام
بدوره، قال تو لام إن روسيا وفيتنام اتفقتا على تعزيز التعاون، مضيفاً أن هانوي تعتبر موسكو إحدى أولوياتها على صعيد السياسة الخارجية.
ووفق وسائل إعلام روسية رسمية، أعربت موسكو وهانوي عن اهتمامهما ببناء بنية أمنية موثوقة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إلى جانب التركيز على التفاعل التجاري والاستثماري.
ولزيارة بوتين شق اقتصادي أيضاً مع مشاريع تعاون متزايد في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والتربية والسياحة، حسبما ذكرت "فرانس برس".
وتواصل موسكو بيع فيتنام جزءاً كبيراً من أسلحتها وعتادها العسكري في جو من التوتر في بحر الصين الجنوبي حيث يساور هانوي القلق من تطلعات بكين التوسعية.
ووصل بوتين إلى هانوي، ليل الأربعاء الخميس، قادماً من بيونج يانج حيث استقبله الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بحفاوة كبيرة، مؤكداً أنه "أفضل صديق" لبلاده.
ووقع البلدان المتحدان ضد "الهيمنة" الأميركية اتفاقية "شراكة استراتيجية شاملة" تنص على مساعدة متبادلة في حال تعرض أي منها لـ"عدوان" وعلى احتمال تعزيز "التعاون العسكري الفني" على ما أكد بوتين.