عميل سابق في "الشاباك": نتنياهو يدمر إسرائيل.. و"حماس" أكثر ذكاءً من تل أبيب

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستند إلى مروحية عسكرية "بلاك هوك" أثناء زيارته قاعدة جوية قرب ريشون لتسيون بوسط إسرائيل. 5 يوليو 2023 - REUTERS
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستند إلى مروحية عسكرية "بلاك هوك" أثناء زيارته قاعدة جوية قرب ريشون لتسيون بوسط إسرائيل. 5 يوليو 2023 - REUTERS
القدس -أ ف ب

اعتبر العميل السابق في الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية "الشين بيت"، جونين بن إسحاق، الذي بات معارضاً كبيراً لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن رئيس الحكومة "يُدمّر" بلده، فيما أشار العميل السابق لدى "الشاباك"، إلى أن "تل أبيب ظنت حركة حماس غبية، لكنها كانت أكثر ذكاءً".

 وقال جونين البالغ من العمر 53 عاماً، من منزله في موديعين وهي مستوطنة إسرائيلية قرب رام الله: "يُمثّل (بنيامين) نتنياهو فعلاً أكبر خطر على إسرائيل". وأضاف: "صدّقوني، اعتقلتُ بعضاً من قادة الفصائل الفلسطينية خلال الانتفاضة الثانية (...) وأعرف كيف يتصرفون"، معتبراً أن "نتنياهو يقود إسرائيل نحو الدمار".

وعمل بن إسحاق في الماضي، مع مصعب حسن يوسف نجل القيادي في حركة "حماس"، الشيخ حسن يوسف، الذي تحوّل إلى مخبر لجهاز "الشاباك"، لمنع هجمات في الضفة الغربية المحتلة.

وشارك كذلك في عام 2002، في اعتقال القيادي الفلسطيني في حركة "فتح"، مروان البرغوثي، الذي صدرت في حقّه أربعة أحكام بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بتهمة الوقوف خلف سلسلة من العمليات استهدفت الأراضي الإسرائيلية خلال الانتفاضة الثانية.

أمّا اليوم، فيشارك جونين في حركة "وزير الجريمة" Crime Minister الاحتجاجية على سياسات حكومة نتنياهو.

كما عزز تأخر تسليم الولايات المتحدة، الأسلحة لحليفتها إسرائيل، قناعة بن إسحاق بوجوب أن يترك نتنياهو السلطة.

العلاقات مع واشنطن

وقال جونين إن "الرئيس الأميركي جو بايدن هو أكبر داعم لإسرائيل (...) ونتنياهو بصق في وجهه"، مضيفاً أنه "يدمّر علاقات مهمة جداً مع الولايات المتحدة".

ومنذ أشهر، يحتجّ إسرائيليون على إدارة نتنياهو للحرب الدائرة في قطاع غزة ويتجمّع العشرات بانتظام للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة وعودة المحتجزين في قطاع غزة.

وأصبح بن إسحاق الذي التحق بجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي في تسعينيات القرن الماضي، بعد اغتيال رئيس الوزراء إسحاق رابين، شخصية بارزة في التظاهرات المناهضة لنتنياهو.

"تغيير المعادلة" في غزة

ويرى العميل السابق في جهاز "الشاباك"، أن الاستخبارات الإسرائيلية استهانت بـ"حماس"، معتبراً أنه كان بإمكان عميل مزدوج أن يكشف مخطط هجوم السابع من أكتوبر لمنع حدوثه.

وأكد جونين، أن "إسرائيل كانت بحاجة إلى مخبر يتصل بنا على الطريقة القديمة، ويقول إن شيئاً ما ليس على ما يرام.. ويبدو أننا لم نكن نملك ذلك الشخص".
وأضاف: "ظننا أن عدوّنا غبي.. لكن في نهاية المطاف، كانت حماس أكثر ذكاءً".

ورأى أن الوقت قد حان لـ"تغيير المعادلة" في غزة، من خلال وضع حدّ للحرب ثمّ حشد دعم دولي لتولي السلطة الوطنية الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس مسؤوليات إدارة قطاع غزة.

واتهم الناشط، رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ"الرغبة في البقاء في السلطة بأي ثمن"، معتبراً أنه "لا يفكّر إلّا بنفسه وبمشكلاته الإجرامية وبكيفية البقاء سياسياً في إسرائيل".

كما حمل عميل الاستخبارات الإسرائيلية السابق، نتنياهو، مسؤولية السماح لوزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، باستخدام الشرطة كـ"ميليشيا" خاصة به لعرقلة التظاهرات الأسبوعية المناهضة للحكومة في تل أبيب.

وأكد أنه وقف شخصياً أمام خراطيم مياه لحماية المتظاهرين من عنف الشرطة وفق قوله، ما أدى إلى إدانته. غير أن الإدانة ألغيت في مارس الماضي. وتابع: "اليوم إسرائيل مدمّرة من الداخل. إنه (نتنياهو) يدمّر كل شيء".

وأضاف "كلّما أذعن نتنياهو للحلفاء القوميين المتشددين، كلّما ضعف أمن إسرائيل. أصبح كل شيء متفجّر الآن". وأكد: "أقول لنتنياهو (...) استقل وسيكون ذلك أكبر دعم يمكنك تقديمه لشعب دولة إسرائيل".

"نهاية الصهيونية"

بدوره، اتهم الرئيس السابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" عامي أيالون، الاثنين، نتنياهو بقيادة إسرائيل إلى "المكان الخطأ وهو نهاية الصهيونية"، موضحاً أن حكومة نتنياهو "لا تعرف" و"لا تريد" إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ قرابة 9 أشهر.

وأشار أيالون لشبكة CNN الإخبارية، إلى سعي نتنياهو للتأكد من أن الحرب في قطاع غزة "لن تنتهي"، معتبراً أن "رئيس الوزراء لا يمثل اليوم شعب إسرائيل".

وأضاف: "في استطلاعات الرأي الأخيرة، 76% من الإسرائيليين يعتقدون أنه يجب عليه الاستقالة فوراً، و65% يطالبون بإجراء انتخابات اليوم".

 ولفت الرئيس السابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي إلى أن "74% أو 75% يعتقدون أن الطريقة الوحيدة لإنهاء هذه الحرب هي من خلال إنجاز سياسي سيمكننا من إعادة جميع المحتجزين، وإنهاء الحرب، وإنشاء تحالف إقليمي يخلق واقعاً أفضل ومزيداً من الأمان لإسرائيل".

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت حكومة نتنياهو تفقد إسرائيل مكانتها الأخلاقية، أجاب أيالون: "نحن نطلق عليها القيادة السامة أي أن هناك شخصية تتمتع بكاريزما عظيمة، لكنه يقود الناس إلى المكان الخطأ وهو نهاية الصهيونية، وهذا ما يفعله".

وتابع: "عندما ترسل شعبك وشبابك للقتل، سيموت الكثير منهم، وعندما تخبرهم أنه لا يوجد هدف سياسي لهذه الحرب، فتصبح الحرب الغاية وليس الوسيلة"، مبيناً أن حكومة نتنياهو "لا تعرف ولا تريد إنهاء هذه الحرب".

وشدد أيالون على ضرورة أن ترتكز عقيدة إسرائيل الأمنية على "الحفاظ على القوة العسكرية الهائلة، ولكن هذا لن يكون كافياً، ما لم نفهم الدبلوماسية، وما لم نستطع أن نتحدث بلغتين، لن ننعم بالأمن وسوف نفقد هويتنا".

تصنيفات

قصص قد تهمك