حلف شمال الأطلسي يختار الهولندي مارك روته أميناً عاماً

رئيس الوزراء السابق يتولى المنصب اعتباراً من أكتوبر المقبل وسط ترحيب أوروبي ودولي

time reading iconدقائق القراءة - 5
الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي مارك روته خلال مؤتمر صحافي في بروكسل. 26 يوليو 2024 - Reuters
الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي مارك روته خلال مؤتمر صحافي في بروكسل. 26 يوليو 2024 - Reuters
بروكسل/ دبي -الشرقوكالات

اختارت دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الأربعاء، رئيس الحكومة الهولندية المنتهية ولايته مارك روته (57 عاماً) أميناً عاماً جديداً، وذلك في فترة حساسة للتكتّل الدفاعي مع استمرار الحرب في أوكرانيا.

وقال الحلف في بيان: "قرّر مجلس شمال الأطلسي تعيين رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الأمين العام المقبل لحلف شمال الأطلسي خلفاً للنرويجي ينس ستولتنبرج الذي يشغل المنصب منذ 10 سنوات".

ومن المقرر أن يتولى الأمين العام الجديد للناتو منصبه، رسمياً، في الأول من أكتوبر المقبل، بحسب البيان نفسه.

وكتب ستولتنبرج على منصة "إكس"، بُعيد الإعلان "أعلم أنني سأترك الناتو في أياد أمينة"، مضيفاً "مارك هو مناصر حقيقي للعلاقات بين دول الحلف وقائد قوي وصانع للتوافق".

من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، موجهة حديثها إلى الأمين العام الجديد للناتو، إن "قيادتك وخبرتك مهمتان للحلف خلال هذه الفترة الصعبة"، معربة عن تطلعها لـ"العمل معه لتعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي".

ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتعيين روته، مضيفاً: "حسه القيادي وتمسكه بالمبادئ الديمقراطية حيويان لمستقبلنا المشترك".

وضمن رئيس الوزراء الهولندي المنتهية ولايته، الفوز بمنصب الأمين العام المقبل لحلف شمال الأطلسي، بعد انسحاب منافسه الوحيد الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، ليصبح رابع هولندي يقود حلف شمال الأطلسي منذ خروجه من الحرب العالمية الثانية.

ورغم ما يحظى به مارك روته من إشادة واسعة في صفوف أعضاء حلف الناتو، ونهجه المنحاز لمواصلة الدعم الغربي السخي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، بما في ذلك الجهود الهولندية الأخيرة في تدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة طائرات F-16، إلا أن القائد الجديد لحلف الناتو، أمامه قائمة من التحديات.

أول هذه التحديات هي احتمالات عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى منصبه في الانتخابات الأميركية المقررة في نوفمبر من العام الجاري، مع تمسكه بموقفه المناهض للدعم الأميركي لأوكرانيا في حربها مع روسيا، وتشكيكه في جدوى حلف شمال الأطلسي.

الإنفاق الدفاعي لدول الناتو

وعلى صعيد الإنفاق الدفاعي، يرث مارك روته من تركة سلفه ينس ستولتنبرج، مهمة إقناع أعضاء الناتو بالوفاء بنسبة الإنفاق الدفاعي بواقع 2% من الناتج المحلي الإجمالي؛ فرغم إعلان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي المنتهية ولايته وفاء أكثر من 20 عضواً بهذه النسبة، بل وتجاوز هولندا عتبة الـ2% هذا العام بعد سنوات من التقصير، إلا أن نحو ثلث أعضاء الحلف، لم يصلوا إلى هذه النسبة بعد.

وفي الجهة الشرقية من أوروبا، تنتظر الهولندي مارك روته تحديات من نوع مختلف؛ إذ تمثل الدول المتاخمة لروسيا معارضة شديدة للأمين العام الجديد لحلف الناتو، فقد سبقت أن عبرت عن امتعاضها من انخفاض الإنفاق الدفاعي الهولندي، كما عبروا عن انزعاجهم بشكل خاص من أن الدور القيادي في حلف شمال الأطلسي كان يذهب دائماً إلى دول أوروبا الغربية أو الشمالية، على الرغم من أن دول الجانب الشرقي ظلت في الحلف لمدة ربع قرن.

وتعد إحدى المهام الأولى لروته كأمين عام لحلف شمال الأطلسي، هي تسمية نائبه، ومن المرتقب أن يواجه ضغوطاً لتعيين شخص من دولة من الجناح الشرقي للحلف.

أحزاب اليمين المتطرف

إلى جانب ذلك، لن يكون ترمب وحده، هو الذي سيتعين على روته إقناعه بإبقاء الناتو "على قيد الحياة وبصحة جيدة"؛ ففي مختلف أنحاء أوروبا، تزدهر الأحزاب اليمين المتطرف المتشككة في الحلف، في ظل النتائج المسجلة خلال الانتخابات الأوروبية الأخيرة.

فرنسا، على سبيل المثال، على أعتاب انتخابات برلمانية يمكن أن تشهد مكاسب كبيرة للتجمع الوطني اليميني المتطرف، مما أجبر ستولتنبرج على تقديم نداء نادر إلى باريس "لإبقاء الناتو قوياً" في مقابلة مع "بوليتيكو". 

وفي تصريحات سابقة، قال روته إنه تقدم لتولي المنصب الأعلى في الناتو، عندما أصبح من الواضح أن حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية الذي ينتمي إلى يمين الوسط سيخسر الانتخابات الهولندية أمام حزب اليمين المتطرف من أجل الحرية بقيادة خيرت فيلدرز، وهو ما حدث في وقت سابق.

وعندما سُئل فيلدرز، العام الماضي، عن وجهة نظره في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال لقناة RT الروسية: "أحييه كما أشيد بالسيد ترمب لكونهما زعيمان يقفان نيابة عن الشعبين الروسي والأميركي".

تصنيفات

قصص قد تهمك