إيران.. بدء عملية فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية

time reading iconدقائق القراءة - 7
إيرانيون ينتظرون دورهم للتصويت في الانتخابات الرئاسية بأحد مراكز الاقتراع في العاصمة طهران. 28 يونيو 2024 - AFP
إيرانيون ينتظرون دورهم للتصويت في الانتخابات الرئاسية بأحد مراكز الاقتراع في العاصمة طهران. 28 يونيو 2024 - AFP
دبي/طهران-الشرقوكالات

أغلقت إيران، مساء الجمعة، صناديق الاقتراع في انتخابات رئاسية مبكرة في ظل انقسام معسكر المحافظين، وتعويل مرشح إصلاحي على تعدّد منافسيه لتحقيق "اختراق"، وسط تصاعد الإحباط الشعبي، والضغوط الغربية.

وأعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات محسن إسلامي، "إغلاق أبواب مراكز الاقتراع لانتخابات الرئاسة الإيرانية في الساعة 12 من مساء الجمعة"، لكنه أضاف للصحافيين: "التصويت مستمر في المراكز التي لا يزال ناخبون متواجدين فيها، وبعد إدلاء هؤلاء بأصواتهم ستبدأ عملية فرز الأصوات فيها".

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" ببدء عملية فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية، فيما أوضحت وكالة "مهر" أن عملية فرز ستتم بحضور المشرفين والمراقبين وممثلي المرشحين في مراكز الاقتراع، وبعد إعداد محضر الاجتماع، وموافقة مجلس صيانة الدستور ستقوم وزارة الداخلية بإعلان الإحصائيات الرسمية.

جاء ذلك بعدما عرض التلفزيون الرسمي اصطفاف ناخبين داخل مراكز اقتراع في عدة مدن، وأعلن تمديد فترة التصويت 3 مرات لمدة 6 ساعات إضافية بسبب وجود "أشخاص ينتظرون من أجل التصويت"، لكن "عادة ما يتم تمديد فترة التصويت حتى منتصف الليل"، بحسب وكالة "رويترز".

ولم تدل السلطات الإيرانية التي ذكرت أنها ستعلن عن النتائج، السبت، بأي معلومات بشأن نسبة المشاركة، علماً أن حوالي 61 مليون ناخب تمت دعوتهم إلى صناديق الاقتراع الموزّعة على 58 ألفاً و640 مركزاً انتخابياً.

وأظهرت لقطات بثتها وسائل الإعلام الرسمية طوابير منفصلة للرجال والنساء وهم ينتظرون، حاملين هوياتهم، قبل الإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع في المساجد أو المدارس.

وتعيّن تنظيم هذه الانتخابات على عجل بعد مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث طائرة هليكوبتر في 19 مايو الماضي.

وتحظى هذه الانتخابات بمتابعة دقيقة في الخارج، إذ تتزامن مع تصاعد التوتر في المنطقة بسبب الحرب بين إسرائيل وكل من حليفتي إيران حركة "حماس" في غزة، وجماعة "حزب الله" في لبنان، فضلاً عن زيادة الضغوط الغربية على طهران بسبب برنامجها النووي الذي يحقق تقدماً متسارعاً.

ويتنافس في الانتخابات 4 مرشحين، جميعهم رجال في الخمسينيات أو الستينيات من العمر وهم: مصطفى بور محمدي، ومسعود بزشكيان، وسعيد جليلي، ومحمد باقر قاليباف؛ وذلك بعدما أعلن المرشحان، أمير حسين قاضي زادة هاشمي، وعلي رضا زاكاني، انسحابهما من السباق الانتخابي.

وإذا لم يحصل أي من هؤلاء المرشحين على الغالبية المطلقة من الأصوات، تُجرى جولة ثانية في الخامس من يوليو المقبل، وهو أمر لم يحدث إلا مرة واحدة في 2005، منذ قيام الجمهورية قبل 45 عاماً، في حين يُتوقع صدور أولى التقديرات لنتيجة التصويت، السبت، على أن تصدر النتائج الرسمية في موعد أقصاه الأحد، بحسب "رويترز".

ويأمل المرشح الإصلاحي الوحيد مسعود بيزشكيان في أن يحقق مفاجأة في هذا السباق الانتخابي، وهذا النائب البالغ 69 عاماً كان شبه مغمور عندما سمح له مجلس صيانة الدستور المعني بالإشراف على الانتخابات، بالترشح.

وبيزشكيان، الطبيب المتحدّر من أصول أذرية، والمتحفظ في مظهره والصريح في كلامه، أعطى الأمل للمعسكرين الإصلاحي والمعتدل اللذين همّشا بالكامل في السنوات الأخيرة من قبل المحافظين، والمحافظين المتشددين.

وفي مواجهته، ينقسم أنصار السلطة الحالية بين المرشح المحافظ محمد باقر قاليباف الذي يرأس حالياً البرلمان، والمرشح المحافظ المتشدد سعيد جليلي، المفاوض السابق في الملف النووي والمعادي للتقارب مع الغرب.

وتشكّل نسبة الإقبال على التصويت رافعة أساسية لحظوظ بيزشكيان في الفوز، حيث يأمل في أن تشهد نسبة التصويت ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالانتخابات الأخيرة التي قاطعها حوالي نصف الناخبين.

وفي الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2021 بلغت نسبة المشاركة في التصويت 49% فقط، لكن يومها لم يُسمح لأيّ شخصية بارزة من المعسكرين الإصلاحي أو المعتدل بالترشّح، ويومئذ أطلق معارضون، ولا سيما أولئك المقيمين في الخارج، دعوات لمقاطعة الانتخابات.

وأيّاً تكن نتيجة الانتخابات فإن تأثيراتها ستظلّ محدودة نظراً لأن صلاحيات الرئيس هي أساساً محدودة، وتقع المسؤولية الأولى في الحكم على عاتق المرشد الإيراني الذي يعتبر رأس الدولة، أما الرئيس فهو مسؤول على رأس حكومته عن تطبيق الخطوط السياسية العريضة التي يضعها المرشد.

وبالنسبة للمرشد الإيراني علي خامنئي فإن "المرشح الأكثر أهلاً" لمنصب الرئيس هو "الشخص الذي يؤمن حقاً بمبادئ الثورة"، ويسمح لإيران "بالتقدم دون الاعتماد" على الدول الأجنبية، لكنه شدد في الوقت نفسه على أنه لا ينبغي لبلاده أن "تقطع علاقاتها مع العالم".

وخلال المناظرات، انتقد سعيد جليلي، المحافظ المتشدد، المعتدلين لتوقيعهم الاتفاق النووي مع القوى العظمى في عام 2015، والذي "لم يفِد إيران إطلاقاً".

ورداً عليه سأل بيزشكيان "هل يُفترض أن نكون معادين لأميركا إلى الأبد أم أننا نطمح لحل مشاكلنا مع هذا البلد؟"، داعياً إلى إحياء الاتفاق النووي من أجل رفع العقوبات الصارمة التي ينوء تحتها الاقتصاد الإيراني.

علاوة على ذلك، برزت في الحملة الانتخابية قضية حساسة جداً وهي مسألة الحجاب، وطريقة تعامل الشرطة مع النساء اللواتي يرفضن الامتثال لقواعد اللباس الصارمة.

وزادت حساسية هذه المسألة منذ اندلعت قبل عامين تقريباً حركة احتجاج واسعة عقب وفاة الشابة مهسا أميني، إثر توقيفها لعدم التزامها بقواعد اللباس في إيران.

وفي المناظرات المتلفزة، نأى المرشحون بأنفسهم عن اعتقالات الشرطة، القاسية أحياناً، للنساء اللاتي يرفضن وضع الحجاب في الأماكن العامة.

تصنيفات

قصص قد تهمك