تأهّل المرشحان الإصلاحي مسعود بيزشكيان والمحافظ المتشدّد سعيد جليلي إلى جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية في إيران، في ضوء نتائج الجولة الأولى التي تم إعلان نتائجها، السبت.
وأعلن متحدث باسم لجنة انتخابات الرئاسة في إيران، السبت، عن إجراء جولة الإعادة، الجمعة 5 يوليو، بين مسعود بيزشكيان الذي حصل على أكثر من 10 ملايين و400 ألف صوت، وسعيد جليلي الذي حصل على نحو 9 ملايين و473 ألف صوت، وذلك بعد فرز أكثر من 24 مليون و535 ألف بطاقة اقتراع.
وحصل المرشح محمد باقر قاليباف على أكثر من 3.3 مليون صوت، مقابل 2.4 مليون صوت لصالح المرشح مصطفى بورمحمدي.
وقال بعض المطلعين إن نسبة الإقبال على التصويت بلغت حوالى 40% وهو ما يقل عن توقعات القيادة الدينية الحاكمة في إيران، في حين قال شهود لرويترز إن مراكز الاقتراع في طهران وبعض المدن الأخرى لم تشهد أي ازدحام.
ورغم استبعاد أن تؤدي الانتخابات إلى تحول كبير في سياسات إيران، إلا أن نتائجها قد تلقي بظلالها على اختيار خليفة المرشد الإيراني علي خامنئي البالغ من العمر 85 عاماً ويشغل المنصب منذ 1989.
ولم يحصل أي مرشح على 50% على الأقل بالإضافة إلى صوت واحد من جميع بطاقات الاقتراع، ومنها البطاقات الفارغة، الأمر الذي أدى إلى التوجه لجولة إعادة بين أكثر مرشحين حصولاً على أصوات في أول يوم جمعة بعد إعلان نتيجة الانتخابات.
ومن أصل 14 انتخابات رئاسية جرت منذ الثورة الإيرانية عام 1979، وحدها انتخابات 2005 حُسمت في الدورة الثانية.
المتنافسون
وتنافس في هذه الانتخابات، لتولي منصب الرئاسة 4 مرشحين، هم: سعيد جليلي، مسعود بيزشكيان، محمد باقر قاليباف، ومصطفى بور محمدي؛ وذلك بعدما أعلن المرشحان، أمير حسين قاضي زادة هاشمي وعلي رضا زاكاني، انسحابهما من السباق الانتخابي.
وجليلي (58 عاماً) دبلوماسي من غلاة المحافظين فقد ساقه اليمنى في الثمانينيات عندما كان يقاتل في صفوف الحرس الثوري خلال الحرب بين إيران والعراق.
وأعلن جليلي، الحائز على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، أنه من أخلص المؤمنين بما يعرف بنظرية "ولاية الفقيه" أو حكم المرشد، ويؤيد اعتماد نهج متصلّب بوجه الغرب.
وشغل منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي لمدة 5 أعوام بداية من 2007 بعدما عينه خامنئي، وهو المنصب الذي جعله تلقائياً كبير المفاوضين في الملف النووي. كما عمل جليلي لمدة 4 سنوات في مكتب خامنئي وخاض انتخابات الرئاسة في عام 2013 لكنه لم يفز.
وبعد أن شغل منصب نائب وزير الخارجية، عينه خامنئي عام 2013 عضواً في مجلس تشخيص مصلحة النظام، وهو هيئة تضطلع بدور الوساطة في النزاعات بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور.
أما بيزشكيان (69 عاماً) فهو المرشح المعتدل الوحيد الذي قرر مجلس صيانة الدستور أهليته لخوض الانتخابات، كما يتمتع النائب البرلماني الذي تعود أصوله إلى أذربيجان بدعم الإصلاحيين. وتعتمد فرصه على جذب ملايين الناخبين المحبطين الذين لم يشاركوا في الانتخابات منذ عام 2020.
وشغل بيزشكيان، وهو طبيب جراح، منصب وزير الصحة خلال ولاية الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي من عام 2001 إلى عام 2005، ويشغل مقعداً في البرلمان منذ عام 2008.
وجهر بيزشكيان بانتقاده للسلطات الإيرانية بسبب الافتقار إلى الشفافية بشأن وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في عام 2022 التي أثارت اضطرابات استمرت لشهور، ويدعو إلى إحياء العلاقات بين إيران والدول الغربية، وفي طليعتها الولايات المتحدة، من أجل رفع العقوبات التي تكبّل الاقتصاد الإيراني.
وحُرم بيزشكيان من خوض الانتخابات الرئاسية عام 2021.
الإقبال على التصويت
ودعا خامنئي إلى الإقبال بقوة على التصويت لتبديد أزمة تواجه شرعية النظام أججها السخط الشعبي إزاء الصعوبات الاقتصادية وتقييد الحريات السياسية والاجتماعية.
وقال خامنئي للتلفزيون الرسمي بعد الإدلاء بصوته: "متانة وقوة وكرامة وسمعة الجمهورية الإسلامية تعتمد على التواجد الشعبي.. الإقبال الكبير ضرورة قصوى".
ومن غير المتوقع أن يحدث الرئيس المقبل فارقاً كبيراً في سياسة إيران بشأن البرنامج النووي أو دعم الجماعات المسلحة في أنحاء الشرق الأوسط، إذ إن خامنئي هو من يمسك بخيوط الشؤون العليا للدولة ويتخذ القرارات الخاصة بها.
إلا أن الرئيس هو من يدير المهام اليومية للحكومة، ويمكن أن يكون له تأثير على نهج بلاده فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والداخلية.
ومساء الجمعة، أغلقت إيران صناديق الاقتراع في وأعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات محسن إسلامي، "إغلاق أبواب مراكز الاقتراع لانتخابات الرئاسة الإيرانية في الساعة 12 من مساء الجمعة"، لكنه أضاف للصحافيين: "التصويت مستمر في المراكز التي لا يزال ناخبون متواجدين فيها، وبعد إدلاء هؤلاء بأصواتهم ستبدأ عملية فرز الأصوات فيها".
ودُعي حوالى 61 مليون ناخب للتوّجه إلى صناديق الاقتراع الموزّعة على 58 ألفاً و640 مركزاً انتخابياً تنتشر في سائر أنحاء البلاد.