قال زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر، السبت، إن المملكة المتحدة لن تكون معزولة عن الساحة العالمية حال وصول حزبه إلى السلطة، رغم صعود الأحزاب اليمينية في أوروبا وأميركا الشمالية، محذراً من أن الأحزاب التقدمية وحدها التي "تمتلك حلولاً" للتحديات التي تواجه العالم.
وفي مقابلة مع وكالة "بلومبرغ"، أقر ستارمر بأن المملكة المتحدة تسير في الاتجاه السياسي المُعاكس لمعظم دول العالم.
وجاءت تصريحاته قبل يوم من إجراء الانتخابات التشريعية الفرنسية، والتي يتوقع أن يتصدرها حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان، وبعد الأداء "الكارثي" للرئيس الأميركي جو بايدن، في المناظرة التي أُجريت الخميس، وجعلت الرئيس السابق دونالد ترمب المرشح الأوفر حظاً للعودة إلى البيت الأبيض.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن بريطانيا تقف على أعتاب ما يُتوقع أن يكون عملية إعادة تنظيم سياسي كبيرة الأسبوع المقبل، إذ يمضي حزب العمال بزعامة ستارمر قدماً نحو حل محل حزب المحافظين الحاكم بعد 14 عاماً في السلطة.
وتُظهر استطلاعات الرأي اقتراب حزب العمال، الذي ينتمي إلى يسار الوسط، من الفوز بأغلبية كبيرة في الانتخابات المقررة يوم 4 يوليو المقبل.
وأضاف ستارمر في حديث للوكالة: "لقد شاهدنا صعود الشعبوية والقومية في جميع أنحاء أوروبا، وجميع أنحاء أميركا، ودول أخرى. من المهم للغاية التأكيد على أن الأحزاب التقدمية الديمقراطية في الحكومة هي وحدها التي لديها حلول للتحديات القائمة".
وفي الولايات المتحدة، أعرب الديمقراطيون عن قلقهم في أعقاب المناظرة التلفزيونية التي أُجريت بين بايدن وترمب، ودعا العديد من المشرعين، علناً وسراً، الرئيس الأميركي إلى الانسحاب من السباق.
وقال مسؤولون في حزب العمال البريطاني خلال محادثات خاصة إن المناظرة الانتخابية الأميركة كانت "مثيرة للقلق". ويرى أحدهم أن فوز رئيس ديمقراطي بالانتخابات الأميركية، الأمر الذي يُفضله حزب العمال، يبدو الآن أقل احتمالاً.
ولفتت الوكالة الأميركية إلى أن تدهور الحالة البدنية والعقلية لبايدن كان أحد الموضوعات التي تناقش بانتظام في المحادثات مع الحلفاء التقدميين في الولايات المتحدة وأوروبا.
وعلّق ستارمر على المخاوف بشأن أداء بايدن في المناظرة قائلاً إنه يتنمى النجاح للرئيس الأميركي، وتابع: "لقد بذل جهداً كبيراً في منصبه. ومن المهم للغاية أن يفوز التقدميون، والحزب الديمقراطي الأميركي حزب شقيق لنا".
وأكد زعيم حزب العمال البريطاني على أهمية أن يكون لدى بلاده "تحالفاً قوياً من الأصوات الديمقراطية التقدمية في جميع أنحاء أوروبا وجميع أنحاء العالم".
وقبل أيام قليلة، أظهرت نتائج استطلاعات الرأي الوطنية، تخلّف حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء ريشي سوناك عن حزب العمال بأكثر من 20 نقطة، وهي فجوة لم تتغير كثيراً عما كانت عليه عندما دعا رئيس الوزراء إلى التصويت في 22 مايو الماضي.