إسرائيل أمام "حرب استنزاف طويلة الأمد".. مقاتلو غزة يعيدون تجميع صفوفهم

"وول ستريت جورنال": معركة الشجاعية تؤكد صعوبة تحقيق هدف تل أبيب المعلن من الحرب

time reading iconدقائق القراءة - 6
الدخان يتصاعد من وسط غزة. 27 يونيو 2024 - REUTERS
الدخان يتصاعد من وسط غزة. 27 يونيو 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

شن مقاتلون فلسطينيون واحدة من أكبر الهجمات ضد إسرائيل منذ أسابيع ما دفع الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إلى الاشتباك مع عناصر من حركة "حماس" في حي الشجاعية بمدينة غزة التي سبق أن دخلها، في مؤشر على إمكانية أن يتحول الصراع إلى حرب استنزاف طويلة الأمد وسط استمرار الفلسطينيين في إعادة تنظيم صفوفهم وتسليح أنفسهم من جديد، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

وأعلنت حركة "الجهاد" الفلسطينية إطلاق صواريخ على جنوب إسرائيل في هجوم قال الجيش الإسرائيلي إنه تم اعتراضه إلى حد كبير، ولم يتسبب في أضرار، مشيراً إلى أنه لم تقع إصابات جراء إطلاق نحو 20 صاروخاً.

لكن عملية الإطلاق تظهر أن المقاتلين الفلسطينيين لا يزالون يمتلكون قدرات صاروخية رغم مرور 9 أشهر تقريباً على بدء هجوم إسرائيل الذي تقول إنه يهدف إلى تحييد التهديدات، بحسب وكالة "رويترز".

ويكشف توغل الجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية، الذي بدأ، الأسبوع الماضي، عن مدى صعوبة تحقيق تل أبيب لهدفها المعلن من الحرب وهو "القضاء على (حماس)"، بحسب "وول ستريت جورنال".

وتعد عملية الشجاعية الأحدث في سلسلة من الغارات التي اضطرت فيها القوات الإسرائيلية إلى العودة للمنطقة التي سبق أن انسحبت منها، بسبب أن "حماس" أعادت تجميع صفوفها، كما أعادت تأكيد بعض السيطرة.

وأوضحت "حماس"، أنها تقاوم في الشجاعية، كما نشرت، الأحد، مقطع فيديو قالت إنه يظهر قواتها وهي تطلق قذائف "هاون" على القوات الإسرائيلية في المنطقة.

"خطر الانغماس"

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شدد على أنه لن ينهي الحرب دون "انتصار كامل" على "حماس"، فيما وصف الجيش الإسرائيلي، الشهر الماضي، مسألة تدمير الحركة بشكل كامل بأنها "هدف غير قابل للتحقيق".

وعادت القوات الإسرائيلية إلى مناطق عدة في غزة سبق أن اجتاحتها، بما في ذلك جباليا في شمال القطاع، وكذلك مستشفى الشفاء، الذي قال عنه الجيش إنه مركز قيادة وتحكم لحركة "حماس".

وقال محللون أمنيون لـ"وول ستريت جورنال"، إن إسرائيل تواجه "خطر الانغماس في صراع طويل الأمد" مع "حماس" التي أثبتت قدرتها على البقاء كـ"جماعة متمردة"، مستمدة بعض الدعم من السكان في غزة. 

ووصف جوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجموعة الأزمات الدولية المنطقة بـ"المستنقع"، مشيراً إلى أنه "سيكون صراعاً منخفض الحدة لفترة طويلة". 

وتابع هيلترمان: "يمكنك استخدام العمليات العسكرية لدفع (حماس) إلى جيوب مختلفة في غزة، لكن في النهاية يعودون عبر الأنفاق أو براً، كما أنهم يكتسبون المزيد من المجندين الجدد كل يوم، وسينضم إليهم الشباب الذين فقدوا عائلاتهم". 

ويأتي القتال في الشجاعية وهي حي كبير في مدينة غزة، في الوقت الذي أشار فيه مسؤولون عسكريون إسرائيليون إلى أنهم "يقتربون من إنهاء العمليات القتالية الرئيسية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة".

واعتبر نتنياهو خلال الأشهر الماضية، أن "عملية رفح ضرورية لرؤيته للنصر الكامل"، فيما من المتوقع أن ينتقل الجيش بعد ذلك إلى مرحلة جديدة ستشهد قتالاً أقل حدة يشمل تنفيذ غارات ضد أهداف ذلك بناء على معلومات استخباراتية.

وقال مسؤول عسكري رفيع لـ"وول ستريت جورنال"، إن "العملية العسكرية في الشجاعية تهدف إلى منع (حماس) من إعادة تجميع صفوفها هناك".

وأضاف المسؤول من داخل الشجاعية: "سنناور مراراً وتكراراً أينما رأينا أن هناك محاولة لإعادة تجميع الصفوف أو لإعادة الحكم أو لجلب جميع أنواع الأسلحة"، لافتاً إلى أن "(حماس) تحاول مهاجمة إسرائيل بإطلاق قذائف الهاون والصواريخ من فوق وتحت الأرض وعبر أنفاق هجومية". 

وذكر أن "الغارة الأخيرة استندت إلى معلومات استخباراتية، ولم أكن لأذهب إذا لم تكن لدي معلومات".

قتال عنيف

وشهدت الشجاعية قتالاً عنيفاً في وقت سابق من الحرب التي شنتها إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، وكانت موقعاً لواحد من أكثر الحوادث دموية على الجانب الإسرائيلي وذلك عندما سقط 9 جنود خلال ديسمبر الماضي في كمين نصبه مسلحون، كما تم احتجاز رهائن في المنطقة، بحسب "وول ستريت جورنال".

وفي 15 ديسمبر الماضي، أطلق الجيش الإسرائيلي النار عن طريق الخطأ، وقتل 3 محتجزين معتقداً أنهم مسلحين.

وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه قتل نحو 14 ألف مسلح في القطاع، أي نحو نصف مقاتلي "حماس" الذين يعتقد أنهم كانوا يعملون في غزة منذ بداية الحرب، لكن الحركة لا تزال قادرة على تجنيد مقاتلين.

ويقول محللون عسكريون للصحيفة الأميركية، إن "حماس" نقلت قواتها من مكان إلى آخر، وتجنبت في كثير من الأحيان الاشتباك المباشر مع الجيش الإسرائيلي للبقاء على قيد الحياة، كما شنت حملة "حرب عصابات" باستخدام تكتيكات الكر والفر. 

وقال العميد عساف أوريون، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد: "لا أعتقد أن (حماس) تبحث عن معركة واسعة وضارية حيث تكون جميع قواتها بالميدان في انتظار أن نقضي عليها". وتابع: "إنهم يتحركون ويتجنبون الاتصال بالمعنى الواسع لأنهم يعملون على الحفاظ على القوة".

تصنيفات

قصص قد تهمك