قال مسؤولون أميركيون إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيتخذ مجموعة قرارات جديدة بشأن دعم طويل الأمد لأوكرانيا، من بينها إرسال مسؤول مدني كبير يختص بتنسيق العمليات هناك، وذلك خلال القمة السنوية الـ 75 المقرر انعقادها في واشنطن، الأسبوع المقبل، وفق "وول ستريت جورنال".
وذكرت الصحيفة أن حلف "الناتو" يعمل على إنشاء قيادة جديدة في مدينة فيسبادن بألمانيا لتنسيق توفير المعدات العسكرية لكييف وتدريب القوات الأوكرانية، مشيرة إلى أن من المنتظر مشاركة قرابة 700 عنصر من قوات الحلف في العملية.
وأوضح مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون أن الخطوات الجديدة ستمكن التحالف من تنسيق جهود الدول الغربية بشكل أفضل لتزويد أوكرانيا بالدعم العسكري، وبينوا أن المسؤول المدني الكبير في كييف سيعمل على متطلبات تحديث القوات المسلحة الأوكرانية على المدى الطويل، بالإضافة إلى الدعم غير العسكري وربطه بقيادة "فيسبادن" في ألمانيا ومقر الناتو في بروكسل.
"تحول مهم"
وتشير الخطوات الجديدة إلى تحول مهم في وضع التحالف الذي حافظ في البداية على مسافة بعيدة عن الحملة العسكرية في أوكرانيا، لتجنب اتهامات المشاركة في الصراع، لكن التغييرات التنظيمية تعني أن الاتحاد مستعد الآن للقيام بدور أكبر في مساعدة كييف على محاربة روسيا، بحسب الصحيفة.
وأرجع سفير الولايات المتحدة لدى حلف الناتو بين عامي 2009 و2013، إيفو دالدر، السبب الرئيسي لهذا التغيير إلى الرغبة في حماية جهود مساعدة أوكرانيا حال وصول الرئيس السابق دونالد ترمب إلى حكم الولايات المتحدة، موضحاً أنه "بدلاً من أن تكون واشنطن مسؤولة عن إدارة التدريب والمساعدة، سيكون الناتو هو المسؤول، لذلك، حتى لو خفضت واشنطن دعمها، فلن تتلاشى الجهود تماماً".
من جانبه، قال دوجلاس لوت، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى الناتو بين عامي 2013 و2017، إن الخطوات الجديدة "توفر المتانة في مواجهة التغييرات السياسية الوطنية المحتملة، سواء كان ذلك نتيجة للانتخابات في الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو حتى في الاتحاد الأوروبي".
ونبهت "وول ستريت جورنال" إلى أن خطوات الناتو تأتي وسط صعود سياسي يميني في جميع أنحاء أوروبا، فضلاً عن تزايد توقعات عودة الرئيس الأميركي السابق ترمب إلى البيت الأبيض وما قد ينتج عن ذلك من تقليص الدعم الأميركي الموجه إلى كييف.
وذكرت الصحيفة أن مبادرات الناتو كانت قيد التطوير منذ أشهر، مشيرة إلى أنها اكتسبت إلحاحاً جديداً، بعد الأداء الضعيف للرئيس جو بايدن في مناظرته المتلفزة مع ترمب، الخميس، والتي شهدت انتقادات من المرشح الجمهوري للأموال التي أنفقتها الولايات المتحدة على أوكرانيا.
وتابعت "وول ستريت جورنال": "مع اكتساب الأحزاب اليمينية المتطرفة دعم الناخبين في فرنسا وهولندا ومختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي، فإن إضفاء الطابع المؤسسي على دور الحلف قد يجعل المساعدة العسكرية لأوكرانيا أقل عرضة للتقلبات السياسية".
وقال دبلوماسيون في الناتو إن أعضاء الحلف "يأملون في أن تتفق قمة الناتو أيضاً على تعهد مالي سنوي بتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، رغم أن الشروط لا تزال قيد التفاوض".
وفي حين يقول العديد من أعضاء الناتو إن الحلف يجب أن يدعو أوكرانيا للانضمام، وبدء عملية قد تستغرق سنوات، فإن الولايات المتحدة وألمانيا تعارضان اتخاذ مثل هذه الخطوة في قمة الأسبوع المقبل.