
عادت حوادث قتل المتظاهرين في العراق إلى الواجهة مجدداً، وهذه المرة من باب مدينة كربلاء جنوب البلاد، إذ وقع هجوم مسلح فجر الأحد، أسفر عن مقتل الناشط العراقي البارز إيهاب الوزني أمام منزله.
وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، خلال اجتماع حكومي، الأحد، إن "قتلة الناشط الوزني موغلون في الجريمة، وواهم من يتصور أنهم سيفلتون من قبضة العدالة، سنلاحق القتلة ونقتص من كل مجرم سولت له نفسه العبث بالأمن العام".
ووجه الكاظمي أجهزة وزارة الداخلية بـ"سرعة الكشف عن قتلة الناشط"، مؤكداً أن "المجرمين أفلسوا من محاولات خلق الفوضى، واتجهوا إلى استهداف النشطاء العزّل، لكن القانون سيحاسبهم مثلما سقط آخرون في قبضة العدالة من قبل".
من جهته، دان السفير البريطاني في العراق، ستيفن هيكي في تغريدة على "تويتر"، بشدة مقتل الناشط العراقي، مؤكداً أن الإفلات من العقاب في العراق منذ أكتوبر 2019، أدى إلى "المزيد من القتل".
ناشط بارز
وعُرف إيهاب الوزني، رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء، جنوب بغداد، بأنه من أبرز الأصوات المناهضة للفساد وسوء إدارة الدولة، والمنادية بالحد من نفوذ إيران والجماعات المسلحة في كربلاء.
ونجا الوزني من محاولة اغتيال في ديسمبر 2019، عندما أطلق مسلحون يستقلون دراجة نارية، النار على فاهم الطائي عند ترجله من الدراجة النارية التي كان يستقلها برفقة الوزني، كما صرّح الأخير لموقع "العربية" في وقت سابق.
وخرجت تظاهرات في كربلاء ومدن أخرى، بينها الناصرية والديوانية، في جنوب العراق، احتجاجاً على عملية الاغتيال، وفق "فرانس برس".
قتلة مجهولون
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، مثلما حدث مع هجمات سابقة.
وقال ناشط مقرب من الوزني متحدثاً في الطبابة العدلية في كربلاء: "إنها ميليشيات إيران، اغتالوا إيهاب وسيقتلوننا جميعاً، يهددوننا والحكومة صامتة"، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
وأعلنت "خلية الإعلام الأمني"، أن شرطة محافظة كربلاء، استنفرت كل جهودها، بحثاً عن "العناصر الإرهابية التي نفذت الهجوم في شارع الحداد وسط كربلاء". وشكلت أجهزة الأمن فريق عمل مختص لجمع الأدلة والمعلومات المتعلقة بالحادث.
حوادث سابقة
وشهد العراق، منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في أكتوبر 2019، حملة واسعة من الاغتيالات والخطف والتهديدات، التي طالت منظمي الاحتجاجات.
وتوفي حوالى 30 ناشطاً، منذ ذلك الوقت، في بلد تتعدد فيه الجماعات المسلحة وشهد حرباً مدمرة مع تنظيم "داعش". ولعل جريمة اغتيال الناشطة رهام يعقوب في أغسطس الماضي في محافظة البصرة، بعدما أطلق مسلحون يركبون دراجة نارية النار على سيارتها، من أبرز هذه الجرائم.
وكما قتل في الشهر ذاته، الناشط تحسين أسامة بعدما أطلق مجهولون النار عليه في البصرة، وأصيب في اليوم ذاته لوديا ريمون وعباس صبحي بجروح إثر محاولة اغتيال نفذها مجهولون في المحافظة.
وفي يوليو الماضي، اغتيل الباحث العراقي هشام الهاشمي في بغداد، واعتُبر ذلك رسالة موجهة إلى الكاظمي، إذ كان مقرباً من رئيس الحكومة، وعمل على ملف الشبكات التنظيمية والمالية لـ "الحشد الشعبي".