استبعد المبعوث الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط دينيس روس، أن تؤدي الحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة إلى "القضاء على حركة حماس"، مشدداً على ضرورة ظهور سلطة فلسطينية "قوية" مجدداً في غزة.
وقال الدبلوماسي الأميركي دينيس روس في تصريحات لـ"الشرق"، خلال مشاركته في برنامج "سباق القمة"، إنه "في حال انتخب بايدن لولاية ثانية، "سيقوم بما في وسعه من أجل الوصول إلى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، أما في حال انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترمب، وعودته إلى البيت الأبيض مجدداً، "فلا نعلم ماهي أولوياته بما يخص هذه القضية".
وأضاف روس: "ترمب كان فخوراً جداً بالاتفاق الإبراهيمي (بين دول عربية وإسرائيل)، وربما سيقوم بإبرام اتفاقات مشابهة".
"لا يمكن للقضية الفلسطينية أن تختفي"
دينيس روس الذي لعب أدواراً محورية في معاهدة السلام التي أُبرمت بين الأردن وإسرائيل في عام 1994، واتفاقية "أوسلو الثانية" عام 1995، و"اتفاق الخليل" عام 1997، اعتبر أنه "بغض النظر عن من سيتولى الرئاسة الأميركية، فإن القضية الفلسطينية لا يمكن تجاهلها، ولن تختفي، ولا يمكن تخيّل اختفاء الفلسطينيين أو الإسرائيليين عن الساحة".
وتابع: "لذا لا بد من وجود واقعية جديدة في التعاطي مع هذه القضية، وإدراك الخطوات التي تجعل السلام أمراً واقعاً أكثر من السابق".
وفي حديثه عن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، استبعد دينيس روس أن تؤدي الطريقة الحالية إلى القضاء على حركة "حماس"، بل أنه توقع إعادة بناء الحركة لنفسها "وربما تكرار ما قامت به في هجمات 7 أكتوبر"، وفق قوله.
وأضاف روس: "ومع ذلك أقول إن هناك حاجة لظهور سلطة فلسطينية مجدداً في غزة، لكن ذلك لن يتحقق إلا بعد إجراء بعض الإصلاحات على السلطة الفلسطينية في رام الله، إذ أنها ضعيفة جداً حالياً، ولا بد لها من تأسيس نفسها مرة أخرى، وإعادة بناء روابطها مع شعبها".
وعن حل الدولتين وإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال الدبلوماسي الذي كّلفته الولايات المتحدة بقيادة عملية السلام خلال حكم إدارتَي الرئيسين جورج بوش وبيل كلينتون: "لا نستطيع أن نتحدث عن حل الدولتين أو مخرجاتها ما لم تكن الضفة الغربية وقطاع غزة منضمين سوياً، على الأقل سياسياً، وطالما أن حماس هي التي تتحكم حالياً في الأمر، فهذا يجعل حل الدولتين صعب للغاية، لأن الحركة ترفض أي نوع من السلام مع تل أبيب".
"يجب على أميركا محاسبة الإسرائيليين والفلسطينيين"
وقال دينيس روس إن من الضرورة أن تحاسب الإدارة الأميركية كلا الجانبين، مشدداً على أنه لا يمكن السماح لإسرائيل "اتخاذ خطوات من شأنها جعل حل الدولتين مستحيلاً، مثل استمرار بناء المستوطنات، خصوصاً في المناطق التي تجعل من المستحيل إنشاء دولة فلسطينية متصلة، هذا الأمر يجب أن يتوقف".
أما بشأن الجانب الفلسطيني، فقال روس إن "عليهم الالتزام تجاه مسألة التعايش المشترك، وليس المقاومة".
وأضاف روس، الذي ألف كتاب "العلاقة الأميركية-الإسرائيلية من ترومان إلى أوباما.. محكوم عليها بالنجاح": "على أميركا استخدام نفوذها مع تل أبيب، بحكم علاقتهما القوية، من أجل جعل التقدم في عملية السلام أمراً ممكناً، ونزع فتيل الأزمة من أجل أمل جديد، خصوصاً وأن الفلسطينيين والإسرائيليين يؤمنون اليوم أن الاتفاق مع بعضهم البعض أمر مستحيل".
وفي تعليقه على الضغوط الأميركية "غير الكافية" على إسرائيل لوقف الحرب على غزة، قال روس: "لو لم تكن هناك ضغوط من الولايات المتحدة على إسرائيل، لما دخلت المساعدات الإنسانية إلى غزة.. سنرى بأن الضغط الأميركي على إسرائيل سيرتفع ولن ينخفض"، داعياً إلى "التخلي عن الشعارات من أجل الوصول إلى السلام".