لماذا يختلف تاريخ "يوم النصر على النازية" بين روسيا وأوروبا؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
جنود روسيون خلال الاحتفاء بذكرى "يوم النصر" على النازية في الساحة الحمراء بالعاصمة موسكو 9 مايو 2021 - AFP
جنود روسيون خلال الاحتفاء بذكرى "يوم النصر" على النازية في الساحة الحمراء بالعاصمة موسكو 9 مايو 2021 - AFP
موسكو -الشرق

شهدت الساحة الحمراء في العاصمة الروسية موسكو، الأحد، مراسم الاحتفال عسكرية الطابع بـ"يوم النصر" على ألمانيا النازية في ذكراه السادسة والسبعين والذي أنهى الحرب العالمية الثانية، في وقت تحتفل أوروبا بهذا اليوم في الثامن من الشهر. 

صك الاستسلام الألماني

في الثلاثين من أبريل عام 1945، تناول أدولف هتلر سم "السيانيد" وأطلق النار على نفسه، لتتوالى الأحداث منذ تلك اللحظة، وصولاً إلى توقيع "صك الاستسلام الألماني".

ويعتبر صك الاستسلام الألماني وثيقة قانونية تقضي بإعلان الهدنة، وإنهاء الحرب العالمية الثانية، ووُقع من قبل "القيادة العليا للفيرماخت" ممثلة عن الجيش الألماني من جهة، وقوات المشاة التابعة للحلفاء مع القيادة العليا للجيش السوفيتي من ناحية أخرى، بالإضافة إلى شهود من الجانب الفرنسي والجانب الأميركي.

ووُقع صك الاستسلام الألماني في الثامن من مايو في برلين، ووُقعت نسخة استباقية من الوثيقة ذاتها بمدينة ريمس الفرنسية في السابع من مايو، وفقاً للموقع الرسمي لـ"كلية يال للحقوق".

ويأتي توقيع صك الاستسلام الألماني ببرلين، نزولاً عند رغبة الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين، وهي الرغبة التي عدَّها المؤرخ العسكري الإنجليزي أنتوني بيفور صاحب كتاب الحرب العالمية الثانية، "سياسية" حتى لا يستأثر الغرب بالاحتفالية النهائية.

وعلل ستالين رغبته تلك، وفقاً لبيفور، بأن القوات السوفيتية لا تزال في قتال مع القوات النازية في العديد من المناطق. لتدخل ألمانيا، بعد التوقيع، حالة الاستسلام دقيقة بعد منتصف ليل الثامن من مايو، أي في التاسع من الشهر. 

ويفسر ما سبق، احتفال الدول الأوروبية بيوم النصر في الثامن من مايو، فيما يحتفل الاتحاد السوفيتي (وروسيا الاتحادية لاحقاً) بيوم النصر على النازية في التاسع من مايو.

"الحرب الوطنية العظمى"

وواصلت مدن أوروبية الاحتفال بالثامن من مايو بوصفه يوم النصر على النازية، أما موسكو، ووارسو البولندية، فقد سبقتا إلى إعلان التاسع من مايو إجازة وطنية، ويوماً للنصر على ألمانيا النازية، بموجب مراسيم رفيعة المستوى في عام 1945 ذاته، وفقاً لموقع مجلة يوروزين الأوروبية.

وحذت العديد من المدن التابعة للاتحاد السوفيتي حذو موسكو، وتضامنت مع النصر في "الحرب الوطنية العظمى"، المرادف السوفيتي للحرب العالمية الثانية.

ومالت النسخ الأولى من أعياد النصر، لا سيما في الحقبة الستالينية، وفقاً ليوروزين، نحو استعراض القوى العسكرية و"الاحتفاء بالمدن الباسلة"، لكنها لاحقاً اتخذت صورة من صور الولاء والعرفان تجاه المحاربين القدامى الذين سقطوا في الحرب الوطنية العظمى.

أحد أشكال العرفان تلك تتمثل في "الفوج الخالد"، وهي مسيرة تقام سنوياً في روسيا الاتحادية منذ عام 2012، يحمل فيها المشاركون، صور ذويهم الذين شاركوا في الحرب الوطنية العظمى.

وذلك إلى جانب "شرائط سانت جورج" التي بدأ تداولها شعبياً في روسيا بدءاً من عام 2005، بناءً على اقتراح من صحافية روسية حفيدة لجندي روسي مات أثناء الحرب، وانتشرت لاحقاً بين المواطنين كشكل من أشكال الفخر بوطنية قدامى المحاربين.

يذكر أن فرنسا في عام 1975 وتحت قيادة فاليري جيسكار ديستان، أسقطت عيد النصر من روزنامة الإجازات الفرنسية، وذلك على خلفية المصالحة الفرنسية الألمانية، قبل أن يُعيده فرنسوا ميتيران مرة أخرى عام 1981.

الموكب العسكري

وعلى الرغم من اقتران الموكب العسكري بموعد التاسع من مايو، إلا أن الموكب الأول أقيم في الرابع والعشرين من يونيو عام 1945 بالساحة الحمراء بموسكو.

وشارك في الموكب العسكري الأول الجيش النظامي، وقوات البحرية، وحامية موسكو، بناءً على أوامر ستالين الصادرة في الثاني والعشرين من يونيو عام 1945.

وعلى خلفية تفشي فيروس كورونا العام الماضي، والقيود الاحترازية المفروضة للحد من انتشاره، أقيم الموكب العسكري بعد تأجيله في الرابع والعشرين من يونيو، في التاريخ ذاته الذي أقيم فيه لأول مرة.