بدأ رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب العمال كير ستارمر، الجمعة، تشكيل الحكومة الجديدة والتي ضمت وزراء من مختلف التوجهات، بينهم وزير من أصل جوياني، وعاملة ونقابية سابقة، وخبيرة اقتصادية، وزميل دراسة لرئيس أميركي سابق، وفيما يلي من تولوا حقائب وزارية في الحكومة الجديدة حتى الآن.
اختار ستارمر، راشيل ريفز، لوزارة الخزانة، كأول أمرأة تتولى هذا المنصب، وكان ستارمر كلّف ريفز (45 عاماً) وهي خبيرة اقتصادية سابقة في بنك إنجلترا، عام 2021 بمهمة إعادة بناء الثقة المالية والاقتصادية لحزب العمال، بعد أن شهد عهد الزعيم السابق للحزب، جيريمي كوربين، توتراً مع مجتمع الأعمال.
وتعهدت الوزيرة الجديدة بتحقيق الاستقرار الاقتصادي، كما رفعت شعار "الاستقرار هو التغيير"، مشيرة إلى أنها تعتزم استخدام الاستثمار الحكومي لجذب استثمارات القطاع الخاص في قطاعات مثل التكنولوجيا الخضراء، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.
وعيّن رئيس الوزراء كذلك أنجيلا راينر (44 عاماً) نائبة له ووزيرة للإسكان. ووفقاً لوكالة "رويترز"، سبق انتخابها عام 2020 نائبةً لزعيم الحزب، وهي غالباً ما تكون صريحة في هجماتها ضد حزب المحافظين، كما يُنظر إليها على أنها حلقة وصل مهمة مع القاعدة الشعبية للحزب بسبب حياتها المهنية السابقة كعاملة في مجال الرعاية، ونقابية قبل انتخابها نائبة في البرلمان عام 2015.
الخارجية والدفاع
وكلف ستارمر، ديفيد لامي، بتولي وزارة الخارجية، وولد لامي في لندن وهو في الأصل من جمهورية جويانا المستعمرة البريطانية السابقة الواقعه في أميركا الجنوبية، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز" التي أشارت إلى أن الوزير سبق له أن زامل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في جامعة هارفارد.
وكان لامي حدد 3 مبادئ من شأنها أن تدعم سياسة حزب العمال الخارجية وهي: "إعادة ربط بريطانيا بالعالم"، و"تقديم الأمن والازدهار على دعم الأيديولوجية"، و"جعل السياسة الخارجية تعمل لصالح الجمهور الأوسع بدلاً من مصالح الشركات والمصالح التجارية".
ويقود وزارة الدفاع البريطانية جون هيلي (64 عاماً) الذي دخل البرلمان لأول مرة عام 1997، وتولى العديد من المناصب الوزارية منها وزارتي الإسكان والخزانة.
ويتولى لامي وهيلي المسؤولية في وقت يشهد العالم فيه صراعات وأزمات عدة، فيما تعهدا بالحفاظ على استمرار دعم أوكرانيا خلال حربها ضد روسيا، والضغط من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وزار الوزيران العاصمة كييف، في مايو الماضي، وقال هيلي حينها، إن "حكومة حزب العمال مصممة على الوقوف مع أوكرانيا لمواجهة العدوان الروسي، وملاحقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على جرائم الحرب التي يرتكبها".
وشمل التشكيل الحكومي تولي ويس ستريتنج (41 عاماً) حقيبة الصحة، في وقت تشهد فيه الخدمات العامة تدهوراً، خاصة خدمة الصحة الوطنية التي تعاني من الإضرابات، وهي واحدة من أكبر القضايا التي شغلت الناخبين والرأي العام قبل الانتخابات.
وانتخب ستريتنج الذي يتولى المنصب الوزاري في حكومة الظل منذ عام 2021، لعضوية البرلمان عام 2015، فيما كان سابقاً رئيساً للاتحاد الوطني للطلاب، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
أما وزارة الداخلية فتولتها إيفيت كوبر (55 عاماً) التي انتخبت في البرلمان عام 1997 حين حقق حينها الحزب فوزاً ساحقاً خلال عهد الزعيم السابق توني بلير.
ولكن منذ أن خسر حزب "العمال" السلطة عام 2010، تولت كوبر مهاماً في السياسة الخارجية والداخلية، وترشحت عام 2015 لزعامة الحزب لكنها لم تحقق ما كانت تصبو إليه.
ووعدت كوبر بأن يدير الحزب "حكومة قانون ونظام"، داعيةً إلى منح الشرطة صلاحيات أكبر لمعالجة ارتفاع مستوى الجريمة، والسلوك المعادي للمجتمع البريطاني.
واختار ستارمر، إد ميليباند، وزيراً لأمن الطاقة وصافي الانبعاثات الصفرية، وسط توقعات بأن يكون له دور مركزي في تنفيذ خطة جديدة تهدف لجعل بريطانيا "قوة عظمى في مجال الطاقة النظيفة" من خلال تأسيس شركة طاقة مملوكة للقطاع العام تتمتع بصلاحيات الاستثمار في المشروعات الخضراء بالتعاون مع القطاع الخاص.
وسبق أن قاد ميليباند (54 عاماً) "العمال" في انتخابات 2015 التي خسرها الحزب بفارق كبير وغير متوقع، ما أدى إلى استقالته. ومنذ ذلك الحين أعاد بناء حياته السياسية حول القضايا البيئية والمناخية.
وتتولى المحامية السابقة شابانا محمود، وزارة العدل، وهي ثاني امرأة تشغل هذا المنصب بعد رئيس الوزراء السابقة ليز ترس.
وتتولى وزارة التعليم بريدجيت فيليبسون التي انضمت إلى حزب العمال وهي في سن 15 عاماً، وأصبحت عضواً في البرلمان عام 2010 وعمرها حينها 26 عاماً، كما كانت عضواً في الفريق الأعلى لستارمر منذ أن أصبح زعيماً لحزب، بحسب BBC.
ووفقاً لـ"BBC"، اختار ستارمر، جوناثان رينولدز، لوزارة الأعمال والتجارة، وبيتر كايل، لوزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا، ولويز هاي، لوزارة النقل، وليز كيندال، لوزارة العمل والمعاشات.
كان ستارمر وعد الناخبين بأنه سيحقق التغيير، ويوفر الاستقرار السياسي بعد 14 عاماً من عهد المحافظين الذي شهد 5 رؤساء وزراء، وتغيير العديد من الوزراء الرئيسيين، بما في ذلك 10 وزراء للتعليم.
ومن المنتظر أن يشرف رئيس الوزراء البريطاني الجديد على البرلمان الأكثر تعددية على الإطلاق من منظور التنوع العرقي وعدد النساء بين أعضائه، وسيمثل الأعضاء من أصل إفريقي والآسيويون وغيرهم من الأقليات العرقية نحو 13% من مجلس العموم البريطاني مقارنة بنحو 10% بعد الانتخابات البرلمانية السابقة في 2019.