اللغز المحير لنائب الرئيس.. ما الاسم الذي يُخفيه ترمب عن الجميع؟

3 أسماء على قائمة المرشح الجمهوري.. واحتمالات استبدال هاريس ببايدن قد تغير الحسابات

time reading iconدقائق القراءة - 12
الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي في منتجعه للجولف بولاية فلوريدا- 9 يوليو 2024 - Reuters
الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي في منتجعه للجولف بولاية فلوريدا- 9 يوليو 2024 - Reuters
واشنطن -عزيز عليلو

من هو نائب دونالد ترمب المحتمل؟ لغز تصدّر عناوين وسائل الإعلام الأميركية منذ أشهر، وبقي بدون جواب يقين، إذ لا يزال المرشح الجمهوري يخفي هوية نائبه، رغم إعلانه في يونيو الماضي، أنه حسم اختياره، ليبقى الجواب عن هذا السؤال مؤجلاً حتى انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الأسبوع المقبل.

وعلى عكس حملته الأولى للرئاسة عام 2016، حين أعلن ترمب اختيار مايك بنس نائباً له عبر تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، قبل 3 أيام من انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، فإن ترمب يتمسك هذه المرة بالتكتم على اسم نائبه، حتى موعد مؤتمر الحزب، الذي سينعقد بين 15 إلى 18 يوليو في ميلووكي.

وفيما يستمر الغموض بشأن هوية نائب ترمب، تُجمع معظم تقارير الإعلام الأميركي على أن القائمة القصيرة التي تضم نوابه المحتملين، أصبحت محدودة في 3 أسماء، هم: حاكم ولاية نورث داكوتا دوج بورجوم، والسيناتور عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو، إضافة إلى السيناتور عن ولاية أوهايو جيه دي فانس.

في غضون ذلك، يستغل ترمب، الذي لطالما وصف نفسه بـ"رجل الأعمال العظيم"، الاهتمام المتزايد بهوية نائبه، لجمع التبرعات، إذ أطلق استطلاعاً للرأي يدعو فيه أنصاره لكتابة اسم مرشحهم المفضل لمنصب نائب الرئيس، مع اشتراط تقديم تبرعات نقدية لحملته من أجل المشاركة في الاستطلاع.

ويختلف الجمهوريون والخبراء بشأن المرشح الأوفر حظاً كنائب لترمب، غير أن معظمهم يُجمعون على أن الولاء يبقى المعيار الأول لترمب في اختيار نائبه.

الولاء فوق كل شيء

"يُمثل الولاء عاملاً رئيسياً في كل القرارات التي يتخذها ترمب"، بحسب كيث ناهيجيان، المستشار الاستراتيجي الجمهوري الذي عمل مع فريق ترمب الانتقالي في عام 2017.

وفي حديث لـ"الشرق"، قال ناهيجيان إن من أهم أولويات ترمب كذلك، اختيار شخص يمكنه تولي الرئاسة فيما بعد، موضحاً أن ترمب يريد شخصاً شغل مناصب قيادية في السابق، ويمكنه إدارة ضغوط الرئاسة. لذلك فإن حاكم ولاية نورث داكوتا دوج بورجوم، بخبرته التنفيذية الواسعة، يلبي هذا المعيار بشكل جيد، بالإضافة إلى أنه أثبت وفاءه لترمب، بانسحابه بشكل مبكر من الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري وكان من أوائل داعمي ترمب، عقب سحب ترشحه.

مات شومايكر، المرشح الجمهوري السابق للكونجرس، والذي تربطه علاقات داخل دائرة ترمب، يتفق مع هذا الرأي، وأشار في تصريحات لـ"الشرق" إلى أن ترمب "يُقدر الولاء بشدة. هو يريد شريكاً في السباق لا يطغى عليه، ويتفق مع سياساته. لهذا اختار مايك بنس في 2016".

ولفت شومايكر إلى أن ترمب لديه حسابات دقيقة في اختيار نائبه، قائلاً "ترمب يبحث عن شريك يمكنه المساعدة في تأمين الفوز بالانتخابات، ويكون في الوقت ذاته شخصاً مخلصاً ووفياً له. إنها معادلة دقيقة".

مع ذلك، فإن تصاعد الحديث عن إمكانية اختيار حاكم ولاية نورث داكوتا دوج بورجوم كنائب لترمب هو السبب الرئيسي الذي يجعل شومايكر، يتوقع أن يختار ترمب شخصاً آخر بدلاً منه، موضحاً أنه لا يمكن التقليل من أهمية ميل ترمب للتشويق والإثارة في اتخاذ هذا القرار.

وأضاف "أي شخص يعتقد أنه يعرف ما سيفعله ترمب، فهو حقاً لا يفهمه. إنه رجل يحب المفاجآت والإثارة. لهذا أعتقد أننا قد نرى اختياراً غير متوقع".

لطالما كانت مخالفة التوقعات من السمات التي ميّزت مسار ترمب السياسي، بحسب دونالد نيمان، أستاذ التاريخ السياسي بجامعة بينجهامتون في نيويورك والخبير في السياسة الأميركية الحديثة. وقال نيمان لـ" الشرق" إن "ترمب يريد شخصاً لا يسرق الأضواء منه. لأنه يسعى دائماً إلى أن يكون في مركز الاهتمام".

بريان هيوز، كبير مستشاري حملة ترمب، أكد في بيان لوسائل الإعلام أن أهم معيار لاختيار نائب الرئيس هو أن يكون المرشح "قائداً قوياً، إذ سيصبح رئيساً عظيماً لمدة 8 سنوات، وذلك بعد انتهاء فترة ولايته خلال الأربع سنوات القادمة".

وأضاف هيوز في بيان: "يكذب من يخبرك أنه يعرف من أو متى سيختار الرئيس ترمب نائبه".

فانس.. آلة جمع التبرعات

في الأشهر الماضية، ظل عضو مجلس الشيوخ جاي دي فانس من ولاية أوهايو والبالغ من العمر 39 عاماً، محط تكهنات باحتمال اختياره كنائب لترمب، رغم أنه كان من أشد منتقدي الرئيس السابق في 2016، قبل أن يتحول إلى أحد أوثق حلفائه بمجلس الشيوخ.

ورأى كيث ناهيجيان أن مهارات فانس في جمع التبرعات وقدرته على التواصل مع الناخبين، قد تكون من العوامل الأساسية، التي ساعدته على الإبقاء على حظوظه، لافتاً إلى أن "خلفية فانس العسكرية وخبرته في الأعمال تعتبر مكاسب قوية. يمكنها مساعدة ترمب في جذب الطبقة العاملة وعائلات قدماء المحاربين والعاملين في الجيش".

وأمضى فانس أشهراً في حشد تبرعات الأثرياء في سيليكون فالي بسان فرانسيسكو، لصالح حملة دونالد ترمب، التي كانت تتخلف عن حملة جو بايدن في جمع التبرعات، بحسب ما أفادت تقارير إعلامية.

في السياق، أوضح دونالد نيمان الفائدة الاستراتيجية لفانس بالنسبة لترمب، قائلاً إنها تكمن في  "قدرة فانس على الأداء بشكل جيد في ولايات متأرجحة مثل ميشيجان بسبب انحداره من الطبقة العاملة قبل أن يصبح غنياً، بالإضافة إلى أسلوبه الخطابي الذي يجعل منه أفضل خيار بالنسبة لترمب في مناظرات المرشحين لمنصب نائب الرئيس، ضد كامالا هاريس".

روبيو.. ورقة رابحة أمام الناخبين اللاتينيين

وبالنسبة لعضو مجلس الشيوخ الآخر ماركو روبيو، فإن أبرز نقاط قوته تكمن في قدرته على تقديم الإضافة في السياسة الخارجية وبقدرته على جذب الناخبين اللاتينيين، بسبب أصوله الكوبية وقاعدته السياسية القوية، ما يجعله "خياراً مقنعاً"، على حد تعبير ناهيجيان.

غير أن مات شاوميكر استبعد اختيار ماركو روبيو، نظراً لأن تعيينه نائباً للرئيس سيواجه عقبة دستورية، قائلاً "إن الدستور ينص على ألا يكون الرئيس ونائب الرئيس من نفس الولاية، وبالتالي سوف يتعين على ماركو روبيو أن يغير مكان إقامته إلى ولاية أخرى غير فلوريدا، حيث يقيم ترمب. وإن فعل ذلك، فإنه سيكون مضطراً للتضحية بعضوية مجلس الشيوخ، لأن قاعدته الانتخابية توجد في فلوريدا".

من جانبه، اعتبر ناهيجيان أن نقطة ضعف ماركو روبيو وجي دي فانس الأساسية تكمن في انعدام خبرتهما في الإدارة السياسية، إذ لم يشغلا مناصب في الإدارة، من قبيل حاكم ولاية، بل تقتصر تجربتهما على عضوية مجلس الشيوخ، في وقت يحتاج فيه ترمب إلى شريك متمرس في الحكم، على حد تعبيره.

كما أشار ناهيجان إلى شكوك في كون فانس وماركو روبيو نالا ثقة ترمب الكاملة، بعد أن كان فانس من منتقدي ترمب في السابق، وكان روبيو من منافسيه على بطاقة الترشح عن الحزب الجمهوري في 2016.

بورجوم.. سيف ذو حدين

ولهذه الأسباب، اعتبر ناهيجيان أن حاكم ولاية نورث داكوتا دوج بورجوم "حاكم محافظ، وذو خبرة تتماشى جيداً مع أسلوب إدارة ترمب، والمواصفات التي يريدها". 

ولفت ناهيجيان إلى أنه يمكن لشخصية بورجوم المتواضعة وانعدام تجربته على الصعيد الفيدرالي أن تكون من أبرز نقاط قوته، إذ يسمح ذلك لترمب بأن يبقى الشخصية المهيمنة. غير أن ناهيجيان حذّر من  "تجربة بورجوم التنفيذية المنحصرة في ولاية نورث داكوتا، وعدم توفره على شعبية على المستوى الوطني، إضافة إلى سياسته المحافظة التي قد تجعله سيفاً ذو حدين، وتؤثر على حظوظ ترمب الانتخابية".

غير أن أستاذ التاريخ السياسي بجامعة بينجهامتون يختلف مع هذا الرأي، إذ قال دونالد نيمان إن نواب الرئيس عادة لا يخلقون أي فارق في الحظوظ الانتخابية. وأضاف أن "الاستثناء الوحيد الذي أثر فيه إلى حد ما اختيار نائب الرئيس كان عام 2008، عندما اختار المرشح الجمهوري آنذاك جون ماكين ملكة الجمال والنجمة التلفزيونية سارة بالين لخوض السباق ضد باراك أوباما ونائبه جو بايدن.

وأضاف نيمان أن "لا أحد من بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس قد يؤثر على نتائج الانتخابات، لأن الناخبين سيصوتون لترمب أو ضده، بغض النظر عن نائبه، لأنهم يعرفون أن نائب الرئيس لن تكون له أي سلطات حقيقية أمام الشخصية المهيمنة لترمب، واعتياده على تجاهل النصائح التي لا تعجبه من المقربين".

هل يُحيي بايدن حظوظ هيلي؟

على الرغم من أن ترمب نفى في مايو الماضي، أنه يفكر في اختيار آخر منافسيه في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري نيكي هيلي، فإن اسمها ظل حاضراً حتى الأيام الأخيرة، وسط ضغوط ديمقراطية على جو بايدن للتنحي من السباق الرئاسي وتقارير عن احتمال ترشيح الديمقراطيين لنائبته كامالا هاريس كمرشحة.

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادر بالحزب الجمهوري، أن ترمب أصبح يأخذ احتمال ترشح هاريس بعين الاعتبار في اختيار نائبه المحتمل.

الاستراتيجي الجمهوري ناهيجيان اعتبر أن هذه التطورات لا تُحيي حظوظ نيكي هايلي، لافتاً إلى أن احتمال اختيارها من قبل دونالد ترمب كنائبة له، تبقى ضعيفة جداً وفي حدود 1%، على حد تعبيره.

وأعلنت هيلي، الثلاثاء، أنها لم تتلق الدعوة لحضور المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الأسبوع المقبل، وهو ما يعتبره ناهيجيان، تأكيداً لكونها خارج حسابات ترمب. وقال: "نائب مرشح الحزب للرئاسة يُلقي عادة خطاباً خلال المؤتمر الوطني للحزب، وستكون مفاجأة كبيرة أن يختار ترمب نائبة له، لم يتم دعوتها لحضور المؤتمر".

من جانبه، رأى شاوميكر أن احتمال اختيار نيكي هيلي "يبقى وارداً، بالرغم من أنني أشك في ذلك"، معللاً الأمر بأن "ترمب دائماً يغير رأيه، ولا أحد يمكنه أن يملي عليه قراراته".

وأضاف المرشح الجمهوري السابق أن ترمب يُعاني بالفعل انتخابياً مع نساء الضواحي، وهيلي تحظى بشعبية كبيرة وسط هذه الفئة.

ولفت شاوميكر إلى أنه لم "يسمع من دائرة ترمب خلال الأسابيع الماضية عن أي محاولات من جانب نيكي هايلي لإصلاح علاقتها مع ترمب، وهو ما يجعلني أشك في إمكانية اختيارها"، لكنه أضاف أن "ما يحدث على الجانب الديمقراطي واحتمالات ترشح كامالا هاريس قد يُغير هذه الحسابات".

أما الخبير السياسي دونالد نيمان، اعتبر أن نيكي هايلي تبقى "الخيار الأكثر ذكاءً" بالنسبة لترمب، لكنه استبعد حدوث ذلك. وقال: "ترمب يحب الصفقات، وقد يبرم اتفاقاً مع نيكي هيلي، لكنه كذلك شخصية نرجسية، ولا يسامح بسهولة، وهيلي لم تقم بجهود لافتة من أجل كسب وده، وبالتالي، من غير الواقعي أن يتم اختيارها نائبة للرئيس".

ولفت نيمان إلى أن البديل الأفضل بالنسبة لترمب في حال ترشح كامالا هاريس قد يكون النائبة الجمهورية عن نيويورك إليز ستيفانيك.

ومن المتوقع أن يُعلن ترمب عن اختياره لنائب الرئيس بحلول الـ15 من يوليو، خلال اليوم الافتتاحي للمؤتمر الوطني الجمهوري، على أن يلقي المرشح المختار لمنصب نائب الرئيس خطاباً أمام المؤتمر يوم 17 يوليو.

تصنيفات

قصص قد تهمك