بعد تعليق مؤقت.. واشنطن توافق على شحن 1700 قنبلة جديدة إلى إسرائيل

استمرار تأجيل إرسال قنابل زنة 2000 رطل خشية استخدامها في رفح

time reading iconدقائق القراءة - 6
أفراد من البحرية الأميركية يسيرون بجوار القنابل الجوية على متن حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" في جنوب البحر الأحمر. 13 فبراير 2024 - REUTERS
أفراد من البحرية الأميركية يسيرون بجوار القنابل الجوية على متن حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" في جنوب البحر الأحمر. 13 فبراير 2024 - REUTERS
واشنطن/ دبي-رويترزالشرق

أعلنت إدارة الرئيس جو بايدن، الأربعاء، استئناف شحن قنابل زنة 500 رطل إلى إسرائيل، بإجمالي نحو 1700 قنبلة، لكنها قررت استمرار تأجيل إرسال قنابل زنة 2000 رطل بسبب مخاوف إزاء استخدامها في قطاع غزة، حسبما قال مسؤول أميركي لوكالة "رويترز".

وكانت الولايات المتحدة علقت في مايو، شحنة قنابل زنة 2000 و500 رطل بسبب القلق من التأثير الذي يمكن أن تحدثه في غزة خلال الحرب المستمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر.

وكان قلق الإدارة يتمحور بشكل خاص حول إمكانية استخدام مثل هذه القنابل الكبيرة في مدينة رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني، دون خطة واضحة ذات مصداقية لحماية المدنيين.

وسبق أن وصف بايدن عملية رفح بأنها "خط أحمر"، لكنها ليست عملية من شأنها أن تؤدي إلى قطع كامل لإمدادات الأسلحة الأميركية.

وقال مسؤول أميركي تحدث للوكالة شريطة عدم الكشف عن هويته: "أوضحنا أن قلقنا ينصب على استخدام القنابل التي تزن 2000 رطل (نحو 907 كيلوجرامات)، خاصة في عملية إسرائيل في رفح والتي قالوا إنهم بصدد الانتهاء منها".

ويمكن للقنبلة الواحدة من هذا النوع أن تخترق طبقات سميكة من الخرسانة والمعادن ما يخلف انفجاراً واسع النطاق.

وأوضح المسؤول أن القنابل زنة 500 رطل (نحو 227 كيلوجراماً) سبق تجميعها في الشحنة نفسها مع القنابل الأكبر التي تقرر تعليقها مؤقتاً، وبالتالي توقفت.

وأضاف: "كان مصدر قلقنا الرئيسي ولا يزال هو الاستخدام المحتمل للقنابل زنة 2000 رطل في رفح ومناطق أخرى في غزة، ولأن قلقنا لم يكن يتعلق بالقنابل زنة 500 رطل فإنها تمضي قدماً في إطار العملية المعتادة".

وقال مصدر آخر وصفته الوكالة بأنه مطلع، إن الولايات المتحدة أخطرت إسرائيل بأنها ستفرج عن القنابل زنة 500 رطل، لكنها ستبقي على القنابل الأكبر.

وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في يونيو، أن واشنطن تحجب الأسلحة عن تل أبيب، وناشد المسؤولين الأميركيين حل الموقف، فيما أعرب مساعدو بايدن عن خيبة أملهم ودهشتهم من تصريحات نتنياهو.

وزار وزير الدفاع الإسرائيل، يوآف جالانت، الولايات المتحدة في 26 يونيو، وقال خلال تواجده في واشنطن إنه جرى إحراز تقدم كبير في مسألة توريد الذخائر الأميركية إلى إسرائيل.

وعلى الرغم من التعليق المؤقت لشحنة واحدة، إلا أن إسرائيل استمرت في تلقي تدفقات متواصلة من الأسلحة الأميركية.

أكثر من 24 ألف قنبلة إلى تل أبيب

وأفادت "رويترز"، في يونيو، بأنه منذ بداية الحرب على غزة، وحتى نهاية يونيو، شحنت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 14 ألف قنبلة من طراز MK84 زنة 2000 رطل، و6500 قنبلة زنة 500 رطل، و3 آلاف صاروخ هيلفاير جو-أرض دقيق التوجيه، و1000 قنبلة خارقة للتحصينات، و2600 قنبلة صغيرة القطر يتم إسقاطها جواً، إلى جانب عدد آخر من الذخائر.

وتقول الحكومة الإسرائيلية، إنها بحاجة إلى قنابل ثقيلة لتدمير الأنفاق، لكن مسؤولين أميركيين يرون أن هذه الحاجة غير مبررة بسبب مخاوف الولايات المتحدة من حدوث وفيات مدنية محتملة عند استخدام مثل هذه القنابل الكبيرة في المناطق كثيفة السكان.

في السياق ذاته، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الولايات المتحدة قررت شحن القنابل قريباً، وقال مسؤول في الإدارة الأميركية، لم تكشف هويته، إن القنابل "في مرحلة الشحن"، ومن المتوقع أن تصل إلى إسرائيل خلال الأسابيع المقبلة، موضحاً أن القنابل زنة 2000 رطل لا تزال معلقة.

وقال مسؤول آخر، إن إسرائيل أرسلت بالفعل سفينة إلى مدينة تشارلستون في ولاية ساوث كارولينا، لاستلام الشحنة.

وتسبب قرار بايدن بتعليق تسليم القنابل، في تصعيدا التوتر بين إدارته ونتنياهو.

اقرأ أيضاً

تحذير من "انهيار" العلاقات.. تعليق شحنات أسلحة لإسرائيل يفاقم التوتر مع واشنطن

ساهم قرار الولايات المتحدة بتعليق شحنات أسلحة إلى إسرائيل على خلفية مخاوف ترتبط بخطة اجتياح رفح، في تفاقم التوترات بين واشنطن وتل أبيب

وبعد تعليق الشحنة، بدأ مسؤولون أميركيون في الأسابيع اللاحقة، البحث عن طرق لفصل قنابل بوزن 500 رطل لشحنها إلى إسرائيل، ما استغرق أسابيع عدّة، حسب مسؤول أميركي. وكانت الشحنة الأصلية تشمل 1800 قنبلة أثقل وزناً و1700 قنبلة بوزن 500 رطل.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي: "بخلاف الشحنة الوحيدة التي تحتوي على قنابل تزن 2000 رطل والتي تم إيقافها مؤقتاً، تستمر شحنات الأسلحة في التحرك في الوقت المناسب، لكننا لن ندخل في تفاصيل كل شحنة".  

وذكر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في ذلك الوقت أن شحنة القنابل ستستأنف بعد أن قدمت إسرائيل خطة لحماية أكثر من مليون مدني يبحثون عن مأوى في رفح.

وأكدت الإدارة الأميركية منذ ذلك الحين أن عدد وفيات المدنيين في رفح كان أقل بالمقارنة مع العمليات الإسرائيلية السابقة في غزة.

وخلال عمليتها في رفح، سيطرت إسرائيل على حدود قطاع غزة مع مصر، وحققت أحد أهداف الحرب بقطع ما قالت إنه طريق رئيسي لتهريب الأسلحة، وأجبرت العملية غالبية النازحين في رفح على الفرار من المدينة، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين.

إدارة بايدن تتراجع

وقال سيث بيندر، خبير في مبيعات الأسلحة الأمريكية في الخارج ومدير الدعوة لمركز الديمقراطية في الشرق الأوسط، وهو معهد سياسي في واشنطن، إن الإدارة الأميركية تراجعت عن موقفها السابق بشأن رفح.

وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، عن اعتقاده أن عملية رفح تسببت في وفيّات أقل بين المدنيين مقارنة بالمراحل السابقة للحرب.

وأشار مسؤولون إسرائيليون في الأسابيع الماضية، إلى تحول الحرب إلى مرحلة منخفضة الكثافة مع انتهاء العمليات الرئيسية في رفح.

تصنيفات

قصص قد تهمك