لقاء مودي وبوتين "يحبط" إدارة بايدن.. والهند: لمواجهة تقارب روسيا والصين

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يتعانقان خلال اجتماعهما في روسيا. 8 يوليو 2024 - reuters
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يتعانقان خلال اجتماعهما في روسيا. 8 يوليو 2024 - reuters
دبي-الشرق

قال مسؤولون أميركيون إن الزيارة التي أجراها رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي إلى روسيا، ولقاء الرئيس فلاديمير بوتين، أحبط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وأثار جواً من عدم الارتياح، في وقت بررّ مسؤولون في نيودلهي ذلك، بمواجهة التقارب المتصاعد بين موسكو وبكين، وفق ما أوردت "بلومبرغ".

وعبر المسؤولون في البيت الأبيض عن إحباطهم من العلاقات الوثيقة التي أظهرها مودي وبوتين، من خلال احتضان بعضهما بعضاً، وذلك عشية قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في واشنطن، إذ لطالما عملت أميركا على جعل العلاقات مع الدولة الآسيوية حجر زاوية في سياستها الخارجية.

وخلال الزيارة، تبادل مودي وبوتين العناق، وأشاد رئيس وزراء الهند بالزعيم الروسي ووصفه بأنه "صديق"، فيما أسفرت الرحلة عن تعاون نووي مدني أعمق بين البلدين، فضلاً عن الإعلان عن توسيع الوجود الدبلوماسي للهند في روسيا.

وفي السياق، قال مسؤولون في إدارة بايدن، إن الزيارة الأولى لرئيس وزراء الهند إلى روسيا منذ 5 سنوات "قدّمت تبريرات للمجموعات السياسية، داخل وخارج الإدارة الأميركية، التي تنتقد تعزيز العلاقات مع حكومة مودي"، وذلك في وقت تعهّدت الولايات المتحدة بالتعاون مع الهند في مجال التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، والتزمت بالإنتاج المشترك لتقنيات الدفاع الحساسة.

وأضاف المسؤولون لـ"بلومبرغ"، أنهم واثقون من أن العلاقة الأميركية- الهندية ستتغلب على هذه الأزمة من خلال المحادثات الصريحة المستمرة، لكنهم وصفوا هذه الزيارة بأنها "غير مريحة" لفريق بايدن. 

مشكلة لواشنطن

وأعرب المسؤولون الأميركيون عن هذه المخاوف خلال سلسلة من الاجتماعات والمكالمات الهاتفية مع نظرائهم في الهند، خلال الأسابيع الماضية.

وخلال إحدى هذه المكالمات، أعرب نائب وزير الخارجية كيرت كامبل عن قلقه بشأن زيارة قام بها وزير الخارجية الهندي فيناي موهان كواترا إلى موسكو، موضحاً أن توقيت تلك الزيارة "كان يمثل مشكلة بالنسبة لواشنطن".

ومع ذلك، قال كامبل لنظرائه إن "الولايات المتحدة تدرك أن الهند تربطها علاقات طويلة الأمد مع روسيا، ورحبت بتعيين سفير جديد للبلاد في واشنطن".

ويُنظر إلى كامبل على أنه مدافع قوي عن علاقات دبلوماسية وأمنية أقوى مع الهند.

بدورها، قالت ليزا كيرتس، المسؤولة السابقة في البيت الأبيض والزميلة البارزة في جامعة هارفارد: "يُظهر توقيت الزيارة تجاهلاً واضحاً للمصالح الأميركية، وهو أمر مثير للقلق إلى حد ما، بالنظر إلى مدى التقدم الذي تم إحرازه في العلاقات بين البلدين خلال العام الماضي". 

وأضافت: "تقوم الهند بعملية توازن بين روسيا والولايات المتحدة، ولكن هذه المرة يبدو أن التوازن يميل في اتجاه روسيا أكثر".

وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة "شجّعت الهند مراراً على دفع بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، كما سلّطت الضوء على المجالات التي تدعم فيها الصادرات الهندية أو التعاون التجاري آلة الحرب الروسية".

ووصف مسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي، الهند بأنها شريك استراتيجي، وقال إن "البلدين يشاركان في حوار صريح، بما في ذلك حول علاقتها مع روسيا".

وقدمت الحكومة الهندية إشعاراً مسبقاً للولايات المتحدة بشأن زيارة مودي إلى موسكو.

الهند: الصين هي السبب

وأفادت "بلومبرغ" بأن المسؤولين في الهند أبلغوا الأميركيين أن زيارة مودي إلى موسكو وتواصله مع بوتين، سببها الصين، إذ اعتبروا أن هذه الاتصالات قد تساعد في الإبقاء على مسافة بين موسكو وبكين.

وتشهد العلاقات الهندية الصينية توتراً مستمراً، ووصلت عند أدنى مستوياتها في السنوات الأخيرة، عند اندلاع نزاع حدودي وتحوله إلى أعمال عنف في عام 2020، رغم اتفاق الجانبين على إجراء محادثات لحل الخلاف.

وتراقب الهند بعناية اقتراب روسيا من الصين، التي يعتبرها الغرب بمثابة شريان حياة اقتصادي ودبلوماسي لموسكو، وسط العقوبات المفروضة بعد غزو أوكرانيا. 

وخلال قمة أمنية عقدت في كازاخستان الأسبوع الماضي، وصف بوتين العلاقات مع الصين بأنها "الأفضل في التاريخ".

من جانبها، تنظر الولايات المتحدة إلى الهند كشريك في تنافسها مع الصين، لكن العلاقة أحبطت واشنطن في بعض الأحيان، إذ رفض مودي إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا.

وإدراكاً لثقلها الاقتصادي المتزايد ونفوذها المتزايد في نظام جيوسياسي متغير، أصرّت الهند في عهد مودي على رسم مسارها الخاص، واتبعت سياسة الاستقلال الاستراتيجي، بما يتماشى مع سياستها التي استمرت لعقود من الزمن، والتي تقضي بعدم الانجرار إلى تحالفات رسمية.

وتعد الهند مشترياً رئيساً للنفط الروسي بالإضافة إلى المعدات العسكرية، لكن علاقتها الطويلة الأمد مع روسيا، والتي لها جذور تاريخية في حقبة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي، تمثل موازنة صعبة بالنسبة لمودي، الذي يسعى أيضاً إلى تعزيز الاستثمار والتكنولوجيا مع الولايات المتحدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك