تعاني حملة الرئيس الأميركي جو بايدن من تباطؤ شديد في وتيرة التبرعات، فيما يستعد مسؤولو الحملة لـ"ضربة كبيرة" تتمثل في تراجع حجم الأموال التي تملكها، وسط دعوات في الحزب الديمقراطي لتنحي بايدن عن السباق الرئاسي بعد أسبوعين من مناظرته مع منافسه الجمهوري دونالد ترمب.
وعلى صعيد الكونجرس، ينتظر أن يجتمع الأعضاء الديمقراطيين بمجلس الشيوخ مع كبار موظفي حملة بايدن الانتخابية، فيما يخطط زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز، للقاء بايدن لإبلاغه بمخاوف أعضاء حزبه بشأن قدرته على البقاء في السباق الرئاسي.
وقال مصدر مطلع على جهود جمع التبرعات لحملة بايدن لشبكة NBC NEWS، إن الأمر "كارثي بالفعل"، مضيفاً: "لقد انقطع المال".
وقال مصدران إن وتيرة تبرعات كبار المتبرعين هذا الشهر تتجه للانخفاض بمقدار النصف "أو أكثر كثيراً". وأضاف المصدر: "المتبرعون متوقفون حالياً. أجروا مكالمة مع الرئيس، بدا أنها مدبرة، لا أعتقد أنهم اقتنعوا"، وتابع: "اتصلوا (البيت الأبيض) بأكثر المتبرعين وفاءً لبايدن، والذين لم يوجهوا أسئلة صعبة للرئيس".
وحاولت حملة بايدن رسم صورة مغايرة، واعتبرت أن الحديث عن انخفاض التبرعات "غير دقيق"، وقالت المتحدثة باسم الحملة لورين هيت، إنه على المستوى الشعبي فإن أول أيام يوليو كانت أفضل بداية لشهر منذ بدء الحملة، والعديد منهم كانوا متبرعين لأول مرة، أما على صعيد كبار المتبرعين، كان لدينا بعض المتبرعين ممن استنفدوا الحد الأقصى للتبرعات منذ المناظرة".
وقال مصدر إن المتبرعين الكبار الذين هددوا بالقفز من سفينة بايدن، سيعودون مرة أخرى، حتى ولو كان لذلك لتجنب وصول الرئيس السابق دونالد ترمب إلى السلطة.
وقال مساعدو بايدن، في حوارات خاصة، إنه إذا لم يتلزم كبار المتبرعين، فسنمضي بدونهم.
تحركات في الكونجرس
وينوي زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز نقل مخاوف نواب حزبه إلى الرئيس مباشرة، وفق ما ذكرت مصادر لشبكة CNN.
واستمع جيفريز الذي دعم الرئيس، للديمقراطيين في حزبه خلال اليومين الماضيين، ممن أعربوا عن مخاوفهم بشأن بقاء بايدن في السباق خلال عدة اجتماعات.
واعتبرت CNN أن وعد جيفريز بإبلاغ مخاوف نوابه للرئيس، علامة على أن النواب الديمقراطيين ليسوا موحدين خلف بايدن، رغم أن الرئيس كان حازماً بشأن وجوده في السباق.
ورفض متحدث باسم جيفريز التعليق على الاجتماعات الخاصة مع المشرعين، كما تجنب جيفريز الأسئلة بشأن ما إذا كان بايدن هو المرشح الأكثر فعالية وقال إن لا خطط لديه للقاء الرئيس.
وقال جيفريز نفسه لشبكة CBS، الأربعاء، إن هناك حواراً واضحاً وصريحاً متواصلاً مع النواب الديمقراطيين في الكونجرس.
ومن المقرر أن يلتقي كبار موظفي حملة بايدن الخميس، مع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لمعالجة المخاوف بشأن قدرة بايدن على البقاء في السباق الرئاسي.
ومن المقرر أن يضم الاجتماع مايك دونيلون وستيف ريتشيتي، ومديرة حملة بايدن جين أومالي ديلون، لإبلاغهم بتطورات الحملة.
ودعا زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر موظفي بايدن إلى الاجتماع، حتى يتسنى لهم الحديث مباشرة إلى أعضاء الحزب بشأن المخاوف "غير العادية" بشأن قدرة بايدن على الترشح.
ويأتي وعد بايدن بلقاء الرئيس، بعدما ارتفع عدد الديمقراطيين في مجلس النواب الذين دعوا بايدن إلى التنحي عن السباق الرئاسي إلى 9.
ضغط علني من بيلوسي
والأربعاء، قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي، وأحد أبرز قيادات الحزب الديمقراطي، إن بايدن، يجب أن يعيد النظر في قراره بالبقاء في السباق الرئاسي، في أقوى دعوة له بالتنحي من أحد أرفع أعضاء حزبه.
ورغم المخاوف المتصاعدة بشأن ترشحه لانتخابات الرئاسة والتي قد تكلف الديمقراطيين ليس البيت الأبيض فقط، ولكن غرفتي الكونجرس أيضاً، أصرّ بايدن على نيته السعي لولاية ثانية، قائلاً لأعضاء حزبه في الكونجرس في خطاب الاثنين الماضي، إنه اتخذ قراره وإنه "ملتزم بحزم بالبقاء في السباق".
وبيلوسي حليفة قديمة للرئيس بايدن وأحد أبرز الساسة الديمقراطيين المتمرسين في مجلس النواب الأميركي، وسينظر بقية الأعضاء إلى تصريحاتها على أنها دليل عل الطريق الذي يجب أن يتخذونه.
وذكرت بيلوسي لشبكة MSNBC الأميركية، الأربعاء، أن الرئيس يجب أن يواصل موازنة خياراته، مضيفة: "الأمر يعود للرئيس ليقرر ما إذا كان سيترشح مجدداً، جميعنا نشجعه على اتخاذ القرار، لأن الوقت ينفد".
وأفاد موقع "أكسيوس" بأن شومر أبدى انفتاحه على اختيار مرشح بديل لبايدن، وذكرت مصادر للموقع الأميركي، أن شومر يبدي موقفين مختلفين تجاه ترشح جو بايدن إذ يدعمه علناً، لكن خلف الأبواب المغلقة يشير إلى انفتاحه على تذكرة رئاسية ديمقراطية لا يقودها الرئيس.