بدأت الحكومة التايوانية في إعداد جدول يتضمن خططاً لطريقة عمل الخدمات العامة والبنية التحتية، حال نشوب حرب مفتوحة "محتملة" مع الصين، إذ سيُقدم إلى الرئيس لاي تشينج تي، الخميس، تمهيداً للموافقة عليه.
ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، عن مسؤولين حكوميين، قولهم إن جدول الإصلاح يتضمن مقترحات لتعزيز القوى العاملة في الدفاع المدني، وبناء مخزونات من الغذاء والطاقة والقدرة الطبية الطارئة وتعزيز البنية التحتية للاتصالات.
وقال مسؤول كبير في الإدارة: "باختصار، إذا كانت هناك حرباً في تايوان، فسيتعين على جيشنا القتال، لكننا نريد أن يكون المجتمع قادراً على البقاء والعمل بشكل طبيعي قدر الإمكان".
وأضاف: "المناورات الحربية وغيرها من تقييمات استعدادات تايوان الدفاعية، سلطت الضوء مراراً على الافتقار إلى التنسيق بين مختلف الإدارات الحكومية والبيروقراطية المدنية والعسكرية".
في السياق، قال مسؤولان حكوميان، للصحيفة، إن الخلاف بين الحكومات المركزية والمحلية حول توزيع الأقنعة واللقاحات خلال جائحة فيروس كورونا "قدم دروساً لزمن الحرب".
وقال أحد كبار المسؤولين: "إننا نناقش مراجعة آليات إدارة الكوارث لدينا من أجل بناء سلسلة قيادة أكثر وضوحاً، والحصول على نظام واحد يمكنه العمل في أوقات السلم ووقت الحرب".
وتقع مسؤولية الاستجابة للكوارث الحاسمة ومهام الدفاع المدني بشكل أساسي، على عاتق وزارة الداخلية في وقت السلم، ولكنها تنتقل إلى وزارة الدفاع في وقت الحرب بناءً على أمر طارئ من الرئيس.
تفاصيل الخطط
ومن بين المقترحات، تخصيص قاعات المدارس كملاجئ، إذا أصبح الأشخاص الذين يعيشون بالقرب منها بلا مأوى في أي هجوم، إضافة إلى توسيع قدرة طحن الأرز وزيادة مخزونات المواد الغذائية الأساسية وحفر المزيد من الآبار لضمان إمدادات المياه.
كما أن الخطط تتضمن اكتشاف طرق لتطبيق نظام التقنين الغذائي، إذ أن أحد الخيارات قيد النظر تتمثل في استخدام المتاجر الصغيرة المنتشرة في كل مكان في تايوان والتي تعمل على مدار 24 ساعة، لتوزيع الإمدادات.
وتجري الحكومة دراسات جدوى للخدمات التي تعتمد على الأقمار الاصطناعية ذات المدار الأرضي المنخفض، على غرار "سترالينك" التابعة للملياردير إيلون ماسك، والتي ساعدت في إبقاء أوكرانيا متصلة بالإنترنت.
وستمارس تايوان هذا الشهر، إجراءات الإخلاء من الغارات الجوية، كجزء من تدريب سنوي للدفاع المدني، وسيتضمن لأول مرة رسائل نصية تحذر جميع السكان من الصواريخ القادمة وتنصحهم بالبحث عن مأوى على الفور.
ورغم التركيز على بناء القدرات، قال مسؤولون حكوميون وخبراء دفاع إن "التحدي الأكبر يتمثل في إصلاح الهياكل والإجراءات البيروقراطية".
وقالوا إن الحكومة أدركت الآن أنه "كان من الخطأ وضع وكالة التعبئة الدفاعية الشاملة، وهي هيئة أنشئت في عام 2022 للإشراف على تعبئة قوات الاحتياط ومهام الدفاع المدني، تحت إشراف وزارة الدفاع، ما يمنحها أي سلطة لتسليم الأوامر إلى الوزارات الأخرى".
وتطالب الصين بتايوان كجزء من أراضيها وتهدد بإخضاعها بالقوة العسكرية، إذا رفضت تايبيه الخضوع لسيطرة بكين إلى أجل غير مسمى، وتزايدت المخاوف من أن يفي الحزب الشيوعي بوعده بالسيطرة على تايوان يوماً ما "بالقوة إذا لزم الأمر"، خلال السنوات الأخيرة بسبب نزوع الرئيس الصيني شي جين بينج إلى اتخاذ "إجراءات عدائية" على نحو متزايد تجاه الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، وفق شبكة CNN.