حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت من أن الوزيرين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير "يؤيدان استيطان قطاع غزة وجنوب لبنان"، ولهذا يرفضان وقف الحرب على غزة.
واعتبر أولمرت، في مقال رأي نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الجمعة، أن استمرار طرد الفلسطينيين وضم مناطق في الضفة الغربية يهدد بجعل إسرائيل دولة "أبارتهايد (فصل عنصري) منبوذة ويقاطعها العالم"، محذراً من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقترب من صدور مذكرات اعتقال بحقه بسبب "الجرائم اليومية التي تنفذها" دولة إسرائيل.
وقال أولمرت إن الحكومة الإسرائيلية "تريد حرباً في الشمال من أجل دفع الحلم الكبير قدماً: حرب الجميع ضد الجميع، دمار متبادل"، واعتبر أن المستوطنين "يبررون استمرار القتال في غزة ويدعون إلى توسيعها في الشمال كي يتمكنوا من مواصلة مهمة الهدم والدمار في الضفة الغربية".
وخلص أولمرت إلى أن الهدف هو "تحقيق الحلم الكبير بتحرير مناطق البلاد وطرد الفلسطينيين، تمهيداً لضم المناطق كلها".
وعن تواطؤ الحكومة الإسرائيلية، أشار أولمرت إلى أن العديد من الأماكن، التي يهاجمها المستوطنون في الضفة الغربية، تشهد حضوراً لعناصر حرس الحدود، وأكد أنه "لا يمكن طمس حقيقة أن الكثيرين منهم (حرس الحدود) يغلقون عيناً، وأحياناً اثنتين، عندما تنفذ بقربهم جرائم ينفذها معتدون يهود"، مشيراً إلى أن عدداً صغيراً فقط من هؤلاء المستوطنين يجري اعتقالهم.
مذكرة اعتقال نتنياهو
وحذر أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو من صدور مذكرات اعتقال بحقه بسبب الدور الذي تلعبه الحكومة الإسرائيلية و"الجرائم اليومية التي تنفذها" من خلال "غض النظر المتعمد".
وفي ما يخص الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اعتبر أولمرت أن "بالإمكان الدفاع عن الأحداث في غزة، لأن بالإمكان الادعاء أنها ليست نتيجة سياسة أو أوامر أو نوايا دولة إسرائيل، لكن هذه الادعاءات لن تخدمك" إزاء ما يحدث في الضفة الغربية.
وأضاف رئيس الوزراء السابق: "هنا (الضفة الغربية) تنفذ يومياً جرائم، لا ينفذها جنود وليست ضد مقاتلين، وإنما ينفذها معتدون مواطني إسرائيل، كارهو العرب، بنية واضحة لطردهم من بيوتهم وقراهم التي عاشوا فيها طوال حياتهم".
وتابع: "كرئيس حكومة، أنت تعلم بكل هذه الأحداث. وإذا قررت تجاهل ذلك أيضاً، فلن تتمكن من نفي أنك استمعت لتحذيرات قائد القيادة الوسطى وكبار الضباط في الجيش".
"بلطجة بن جفير"
وحذر أولمرت كذلك وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، الذي وصفه بـ"وزير التهديد والتحريض"، بأنه معني أيضاً بأوامر الاعتقال، بسبب "التحريض والبلطجة" التي يستخدمها ضد قادة الجيش ورئيس الأركان وجهاز الشاباك (الأمن العام) والموساد".
وقال أولمرت في هذا الصدد: "كان من الجدير إصدار أوامر اعتقال ضدك من قبل المستشارة القانونية في إسرائيل، لكن حتى لو أنها لم تفعل ذلك، فإن أوامر الاعتقال ستصل من محكمة الجنايات الدولية، إزاء مسؤوليتك الشخصية التي تتفاخر بها".
ولم يستثن أولمرت في تحذيراته وير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي اتهمه بالعمل على "إطالة الحرب وعرقلة مفاوضات عقد صفقة التبادل للمخطوفين، والذي يشجع الاستيطان في قطاع غزة (..) ويؤيد توطين اليهود في جنوب لبنان ويؤيد الحرب الشاملة في الشمال".
واعتبر أولمرت أن هذه الحرب ستكون نتائجها المتوقعة "التدمير وموت آلاف المواطنين من الطرفين"، وقال مخاطباً سموتريتش: "أيضاً ضدك سيتم إصدار أوامر اعتقال".
وخلص رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إلى أنه رغم أن أوامر الاعتقال ستصدر ضد رئيس الحكومة والزعماء والقادة والوزراء بشكل شخصي، فإن "من ستمثل للمحاكمة في نهاية المطاف هي دولة إسرائيل".