قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، إن الوزير لويد أوستن ونظيره الروسي أندريه بيلوسوف تحدثا للمرة الثانية خلال ما يزيد قليلاً على أسبوعين، الجمعة، وسط توترات إزاء الحرب في أوكرانيا.
وذكرت المتحدثة باسم "البنتاجون" سابرينا سينج في مؤتمر صحافي، أن روسيا هي من أجرت المكالمة، مضيفة أن أوستن شدد على أهمية إبقاء خطوط التواصل مفتوحة خلال الصراع في أوكرانيا وذلك بعد أكثر من عامين من الغزو الروسي واسع النطاق.
ورفضت سينج تقديم مزيد من التفاصيل عن المكالمة.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزيرين ناقشا "قضية منع التهديدات الأمنية والحد من مخاطر نشوب تصعيد محتمل".
وجاء الاتصال بعد ساعات من تعهد وزارة الخارجية الروسية، بالرد عسكرياً على قرار واشنطن وبرلين نشر صواريخ طويلة المدى في ألمانيا.
واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، أن القرار يهدف إلى الإضرار بأمن روسيا، مشيراً إلى أن بلاده سترد عسكرياً.
وأوضح ريابكوف، عندما سئل عما إذا كان قرار نشر الصواريخ الأميركية يمكن أن يكرر تجربة الحرب الباردة: "من الصعب بالنسبة لي أن أحكم على ما يعوّل عليه حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة وألمانيا، في هذه الحالة، كطرفين في الاتفاقية (نشر الاسلحة في ألمانيا)، ويعتزمان تنفيذها. أعتقد أنه من غير المحتمل أن يعتقدوا أنه من الممكن تكرار تلك التجربة بالضبط، فقد تغير الوضع بشكل كبير".
ونقلت و كالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء عن ريابكوف، أن قرار نشر الصواريخ البعيدة المدى هو "مجرد حلقة في مسار التصعيد، وهو أحد عناصر الترهيب، الذي يكاد يكون اليوم العنصر الرئيسي في خط الناتو والولايات المتحدة ضد روسيا".
وفي وقت سابق قالت واشنطن وبرلين، إنهما ستبدآن في نشر الأسلحة، لإظهار التزامهما تجاه الدفاع في حلف شمال الأطلسي "الناتو" وأوروبا.
وفي تفاصيل البيان، ستشمل المنظومة البعيدة المدى "صواريخ SM-6 وتوماهوك وأسلحة تطويرية تفوق سرعتها سرعة الصوت"، إذ يتماشى هذا الإعلان مع خطط الجيش لملء وحداته الخمس في جميع أنحاء العالم.
وتم حظر الصواريخ الأرضية التي يزيد مداها عن 500 كيلومتر حتى عام 2019، بموجب معاهدة القوى النووية متوسطة المدى التي وقعها رئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل جورباتشوف والرئيس الأميركي السابق رونالد ريجان في عام 1987.
وكانت هذه المرة الأولى التي تتفق فيها القوتان العظميان على خفض ترسانتيهما النوويتين والقضاء على فئة كاملة من الأسلحة، وانسجاماً مع الدول الموقعة، قامت ألمانيا والمجر وبولندا والتشيك بتدمير صواريخها في التسعينيات، وتبعتها سلوفاكيا وبلغاريا في وقت لاحق.