بعدما تعرض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، مساء السبت، إلى محاولة اغتيال، خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، حيث أصيب برصاصة في أذنه اليمنى، عاد إلى الأذهان مسلسل العنف السياسي على مدار التاريخ الأميركي، بدءاً من أبراهام لينكولن في عام 1865، وصولاً إلى ترمب في يوليو 2024.
ويعرف الاغتيال على أنه قتل أحد الأشخاص المستهدفين لغرض سياسي، أو عسكري، أو اقتصادي، وعادة ما يقوم بتلك الجريمة شخص يحمل أجندة سياسية أو أيديولوجية.
وفيما يلي بعض أبرز حوادث الاغتيال السياسي في تاريخ الولايات المتحدة:
أبراهام لينكولن 1865
في 14 أبريل 1865، أطلق الرصاص على رئيس الولايات المتحدة السادس عشر، أبراهام لينكولن، أثناء حضوره مسرحية "قريبنا الأميركي" في مسرح "فورد"، بالعاصمة واشنطن، مما أدى إلى وفاته في اليوم التالي متأثراً بجراحه.
في أبريل1861، اندلعت الحرب بين الولايات الشمالية والجنوبية، وادعت الأخيرة أنها تملك حق الانفصال وشكلت كونفيدرالية خاصة بها، أما الشمالية فصممت، بقيادة لينكولن، على وقف العصيان والمحافظة على الاتحاد الأميركي.
ولم ترغب الولايات الشمالية في حرب طويلة، وبعدما بدأت تظهر في الأفق بوادر نصر الشماليين، لم يستجب لينكولن لمطالب مستشاريه بوقف الحرب، وأصر على ضرورة قبول الجنوبيين التعديل الـ13 في الدستور، والذي نص على إلغاء الرق والعبودية، إلا أن الجنوبيين رفضوا!
وتمت تنفيذ عملية الاغتيال من قبل الممثل المسرحي جون ويلكس بوث، في محاولة منه لإحياء قضية الولايات الكونفيدرالية للجنوبيين.
وكان لينكولن الرئيس الأميركي الأول الذي يتم اغتياله، بالرغم من محاولة فاشلة لقتل الرئيس أندرو جاكسون قبل ثلاثين عاماً في 1835.
جيمس جارفيلد 1881
في 2 يوليو 1881، اغتيل الرئيس الـ20 للولايات المتحدة جيمس جارفيلد في واشنطن العاصمة، برصاص أُطلق عليه بواسطة تشارلز جيتو، الذي كان يعارض سياسات إدارته.
وتعرض حينها لإصابات خطيرة، أدت إلى وفاته في 19 سبتمبر من العام نفسه، بعدما أمضى عدة أسابيع يعاني من إصابته في المستشفى.
ويليام مكينلي 1901
في 6 سبتمبر 1901، اُغتيل الرئيس الأميركي الـ25، ويليام مكينلي أثناء تحيته لمؤيديه في حفل استقبال بمعرض لدول أميركا اللاتينية "بان أميركان" في بافالو بولاية نيويورك، وكان يحيي جمهوره عندما أطلق عليه ليون كازلجوسز الرصاص.
وتوفي مكينلي في الرابع عشر من الشهر نفسه، نتيجة إصابته بغرغرينا إثر جروح طلقات الرصاص، مما أدى إلى اعتماد قوانين جديدة لتعزيز تأمين الرؤساء خلال أدائهم لواجباتهم العامة.
جون إف كينيدي 1963
في 22 نوفمبر 1963، اغتُيلَ الرئيس الـ35 للولايات المتحدة جون كينيدي، في دالاس بولاية تكساس، أثناء ركوبه السيارة مع زوجته جاكلين وحاكم ولاية تكساس جون كونالي وزوجته نيلي، في جولة انتخابية.
وأُصيب كينيدي أثناء عبور موكبه بسرعة منخفضة في وسط المدينة بطلقات نارية من قبل جندي مشاة البحرية الأميركية السابق لي هارفي أوزوالد، الذي أطلق النار من مبنى قريب.
وألقت شرطة دالاس القبض على أوزوالد بعد 70 دقيقة من إطلاق النار، وتم اتهامه بموجب قانون الولاية بقتل الرئيس.
مالكوم إكس عام 1965
اغتيل مالكوم إكس في عام 1965، وهو أحد أكثر الزعماء من أصول إفريقية جدلاً في التاريخ الأميركي، إذ كان المتحدث باسم حركة "أمة الإسلام"، وهي حركة دينية قائمة على التيار الانفصالي للسود.
وانشق مالكوم لاحقاً عن الحركة وكوّن جمعية المسجد الإسلامي، إضافة إلى منظمة وحدة الأميركيين الأفارقة في عام 1964، وبدأ العداء بين أتباع مالكوم ومنافسيهم من المسلمين ذوي الأصول الإفريقية في التصاعد، وعقب تلقيه عدة تهديدات بالقتل، هاجم 3 مسلحين، مالكوم وأطلقوا عليه النيران حتى مات في قاعة احتفالات بحي هارلم بنيويورك في 21 فبراير 1965.
مارتن لوثر كينج 1968
اغتيل مارتن لوثر كينج في عام 1968، بعدما أُطلق عليه الرصاص أثناء وقوفه في شرفة حجرته بفندق صغير في مدينة ممفيس بولاية تينيسي، والذي ذهب هناك لدعم احتجاج لعمال الصحة ذوي الأصول الإفريقية، من أجل الحصول على حقوق مساوية لزملائهم البيض.
وكان لوثر كينج الزعيم التاريخي لحركة الحقوق المدنية، وشجع على حدوث تغييرات اجتماعية واسعة من خلال وسائل سلمية.
روبرت ف كينيدي 1968
في 5 يونيو 1968، اغتيل السيناتور الأميركي الراحل روبرت ف كينيدي بعد دقائق من فوزه في الانتخابات التمهيدية من الحزب الديمقراطي في سباق الرئاسة ذلك العام.
وفي تلك الليلة، كان كينيدي في فندق "أمبسادور" بلوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا، وأثناء خروجه من المبنى تعرض لإطلاق النار من قبل سرحان بشارة سرحان، وهو شاب من أصل فلسطيني، مما أدى لإصابته بجروح خطيرة نُقل على إثرها إلى المستشفى، حيث أعلنت وفاته في اليوم التالي.
وأُدين منفذ الحادث بقتل السيناتور الراحل، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة.
رونالد ريجان 1981
تعرض الرئيس الـ40 في تاريح الولايات المتحدة، رونالد ريجان، إلى محاولة اغتيال فاشلة، حيث أطلق جون هينكلي النار على ريجان خارج فندق هيلتون في العاصمة واشنطن.
ومن الطريف أنه عندما تم التحقيق مع منفذ الهجوم، قال إنه أراد إثارة إعجاب الممثلة جودي فوستر، وأصيب ريجان في الصدر وعانى من ثقب في الرئة، لكنه نجا.
جورج بوش الابن
تعرض بوش الابن الرئيس الـ43 للولايات المتحدة، إلى محاولة اغتيال فاشلة، عندما حضر تجمعاً في تبليسي عام 2005 مع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي عندما ألقيت قنبلة يدوية نحوه.
وكان كلا الرجلين خلف حاجز مضاد للرصاص عندما سقطت القنبلة المغلفة بقطعة قماش، على بعد نحو 100 قدم. ولم تنفجر القنبلة ولم يصب أحد بأذى.
وتمت إدانة فلاديمير أروتيونيان بالعملية، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.