شدد الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الأحد، في كلمة بشأن محاولة اغتيال دونالد ترمب، على حاجة الولايات المتحدة إلى خفض حدة التوتر في السياسة، مؤكداً أنه لا مكان في أميركا لهذا النوع من العنف، دون استثناء، ولا يجب أن تكون السياسة أبداً ساحة للقتل.
وقال بايدن، في كلمته التي ألقاها من البيت الأبيض: "نحن جيران وأصدقاء ولسنا أعداء.. ترمب لم يصب بجروح خطيرة، لكن ما حدث يدعونا جميعاً إلى التراجع".
وأوضح بايدن أن سلطات التحقيق لا تعرف ما إذا كان المتهم بتنفيذ محاولة الاغتيال حصل على مساعدة أو دعم من جهة ما أم لا، كما لا تعرف دوافعه أو توجهه السياسي، مشيراً إلى أن أجهزة الأمن تواصل التحقيق في الحادث.
وتابع بايدن: "أود أن أتحدث عما نعرفه.. الرئيس السابق تعرض لإطلاق نار، ومواطن أميركي قُتل بينما كان يمارس حريته في دعم المرشح الذي يختاره.. لا يمكننا، ولا يجب علينا، أن نسير في هذا الطريق في أميركا".
وواصل: "شهدنا هذا العنف من قبل عبر تاريخنا، والعنف لم يكن أبداً الحل، سواء كان ذلك مع استهداف وإطلاق النار على أعضاء الكونجرس من كلا الحزبين، أو هجوم عنيف على الكابيتول في 6 يناير، أو الهجوم الوحشي على زوج رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، أو التهديدات والتخويف ضد المسؤولين الانتخابيين، أو مؤامرة اختطاف حاكمة الولاية الحالية، أو محاولة اغتيال ترمب".
"حان وقت التهدئة"
وأشار بايدن إلى أن "الخطاب السياسي في هذا البلد أصبح محتداً وحان الوقت لتهدئته نحن جميعاً مسؤولون عن ذلك. نعم، لدينا خلافات عميقة ومشاعر قوية. الأخطار في هذه الانتخابات هائلة. قلتها مرات عديدة إن الاختيار في هذه الانتخابات سيشكل مستقبل أميركا والعالم لعقود قادمة. أؤمن بذلك بكل قلبي، وأعرف أن ملايين من المواطنين يعتقدون ذلك أيضاً، والبعض لديه رؤية مختلفة عن الاتجاه الذي يجب أن تسلكه بلادنا".
واعتبر بايدن أن "الخلاف أمر لا مفر منه في الديمقراطية الأميركية. إنه جزء من الطبيعة البشرية، ولكن يجب ألا تكون السياسة ساحة معركة، السياسة يجب أن تكون ساحة للنقاش السلمي، لاتخاذ القرارات، مسترشدين بإعلان الاستقلال ودستورنا".
وتطرق بايدن إلى المؤتمر الذي يعقده الحزب الجمهوري الاثنين لإعلان ترشيح ترمب، بقوله: "المؤتمر سيبدأ غداً، ليس لدي شك في أنهم سينتقدون إنجازاتي وسيقدمون رؤيتهم الخاصة لهذا البلد. سأقوم بجولة هذا الأسبوع للدفاع عن إنجازاتي ورؤيتي للبلاد، وسأواصل التحدث بقوة عن ديمقراطيتنا، والوقوف للدفاع عن دستورنا وسيادة القانون، والدعوة إلى العمل في صندوق الاقتراع، وليس العنف في شوارعنا. هكذا يجب أن تعمل الديمقراطية".
وتابع: "نحن نتناقش ونختلف، نقارن ونناقش شخصيات المرشحين وسجلاتهم والقضايا والأجندات والرؤية لأميركا، ولكن في أميركا، نحل خلافاتنا في صندوق الاقتراع. تعرفون، هكذا نفعل في صندوق الاقتراع، وليس بالرصاص. يجب أن تكون السلطة في تغيير أميركا دائماً في أيدي الشعب، وليس في أيدي من يحاولون الاغتيال".