ميلواكي تحت الحراسة.. حضور كثيف وأجواء احتفالية في مؤتمر الحزب الجمهوري

time reading iconدقائق القراءة - 6
رد فعل الحاضرين بعد اختيار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مرشحاً رئاسياً للحزب الجمهوري في اليوم الأول من المؤتمر الوطني للحزب في ميلواكي بولاية ويسكونسن. 15 يوليو 2024 - Reuters
رد فعل الحاضرين بعد اختيار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مرشحاً رئاسياً للحزب الجمهوري في اليوم الأول من المؤتمر الوطني للحزب في ميلواكي بولاية ويسكونسن. 15 يوليو 2024 - Reuters
ميلواكي-محمد شهود

اختار الحزب الجمهوري، الاثنين، رسمياً الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ليكون مرشحه في انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر المقبل، وذلك بعد يومين فقط على نجاته من محاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا.

كما اختار ترمب، السيناتور جي.دي فانس من ولاية أوهايو مرشحاً على منصب نائب الرئيس في الانتخابات الرئاسية.

وتشهد ميلواكي، وهي أكبر مدن ولاية ويسكونسن، تعزيزات أمنية مشددة لتأمين المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي يُعقد على مدار 4 أيام (من الاثنين إلى الخميس) في مجمع "فيسيرف فوروم"، حيث من المتوقع أن يحضر نحو 50 ألف شخص، وفقاً لتقديرات البلدية.

وتزامن بدء فعاليات المؤتمر مع أخبار جيدة بالنسبة لترمب، إذ رفضت قاضية فيدرالية في ولاية فلوريدا الأميركية قضية الوثائق السرية ضد الرئيس السابق، معللة حكمها بأن تعيين المحقق الخاص جاك سميث وتمويل مكتبه للتحقيق في القضية جرى بشكل "غير قانوني".

كيف تبدو الأجواء في ميلواكي؟

أمام البوابة الرئيسية لمقر انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، يزدحم الطريق بسيارات تقف أمام نقطة تفتيش أمنية مشددة، فرضت مدة انتظار تصل إلى ساعة ونصف لبعض الحضور.

وحاصرت المؤتمر حواجز أمنية مشددة، أغلقت الطرق المحيطة بمركز المدينة، ولم يُترك سوى منفذ واحد يمكن من خلاله الوصول إلى قاعة فيسيرف المستضيفة للمؤتمر.

وإلى جانب صور ترمب واللافتات التي كُتبت عليها شعارات حملته الانتخابية المنتشرة في أرجاء المكان، تواجدت عربات لبيع منتجات طُبع عليها صورة الرئيس السابق مع شعار حملته "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" Make America Great Again.

وتدور نقاشات داخل أروقة المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري بين مسؤولي الحزب والمندوبين القادمين من كافة الولايات بشأن مستقبل الحملة الانتخابية للرئيس السابق في أعقاب محاولة اغتياله، إذ يتفق الأغلبية أن رد فعل ترمب الفوري على الحادث كان مسؤولاً ويثبت "أحقيته في القيادة".

وفي وقت سابق الأحد، شدد ترمب على أن "من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نقف متحدين، وأن نُظهر شخصيتنا الحقيقية كأميركيين، ونظل أقوياء وعازمين، ولا نسمح للشر بالفوز"، وهو ما ترجمه الجمهوريون على أرض الواقع باختياره رسمياً ليكون مرشحهم في انتخابات الرئاسة، بالإضافة إلى حضورهم الفعالية بأعداد كبيرة.

وتختلف مشاهد الوحدة والدعم التي يُظهرها الحزب الجمهوري حالياً عما حدث خلال نسخة المؤتمر في عام 2016، حيث كانت هناك بعض الأصوات الغاضبة من ترمب.

وبدا موقف ترمب السياسي أضعف عندما أطلق حملته الانتخابية الثالثة للبيت الأبيض في عام 2022، متأثراً بأحداث اقتحام مبنى الكابيتول في 2021 في أعقاب رفضه الخسارة أمام الرئيس الديمقراطي جو بايدن، إضافة إلى عدد من القضايا ساقته إلى أروقة المحاكم.

لكن ترمب نجح في التغلب على منافسيه من الحزب الجمهوري، كما نجح في تخطّي بعض مشكلاته القانونية، حتى الآن، مستغلاً إياها في تحفيز أنصاره.

وفيما يبدو لم تغيّر محاولة الاغتيال التي وقعت، السبت، من طبيعة فعاليات المؤتمر الذي عادة ما تسوده أجواء احتفالية.

وتحدَّث مسؤولون جمهوريون عن أنهم يريدون تحدي التهديد الذي يواجهه ترمب، والالتزام بخططهم وجدولهم الزمني.

ورغم الحديث عن عدم الحاجة لمزيد من التشديدات الأمنية، إلّا أن مديرة جهاز الخدمة السرية كيمبرلي تشيتل قالت في بيان، الاثنين، إن خطط الأمن الخاصة بالمؤتمر جرى "مراجعتها وتعزيزها في أعقاب إطلاق النار السبت".

وأشار جهاز الخدمة السرية إلى أنه غيّر تفاصيل حماية ترمب الشخصية لـ"ضمان حمايته المستمرة طيلة المؤتمر وبقية الحملة".

دعوات مشتركة للوحدة

وانضم ترمب إلى منافسه بايدن، في الدعوة إلى الوحدة بينما تواجه البلاد انقساماً حاداً، قائلاً لصحيفة "نيويورك بوست" إنه غيَّر نسخة الخطاب الذي سيلقيه، الخميس، لقبول ترشيحه.

ولفت إلى أنه كان يخطط لإلقاء "خطاب شديد" يهاجم فيه "الإدارة الفاسدة والمروعة"، في إشارة إلى إدارة الرئيس جو بايدن، لكنه أعاد التفكير في الأمر.

وأكد ترمب: "أريد أن أحاول توحيد بلدنا، لكنني لا أعرف ما إذا كان ذلك ممكناً".

وبعد ساعات من دعوته إلى الوحدة، أشاد ترمب عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" بإسقاط قضية الوثائق السرية، داعياً إلى إسقاط ما وصفها بـ"كل المطاردات السياسية التي تشنها إدارة بايدن".

ويزعم ترمب أن القضايا والمشكلات القانونية التي يواجهها "من تدبير وزارة العدل الديمقراطية"، في إشارة إلى انتمائها إلى الحزب الديمقراطي، مضيفاً: "دعونا نتحد لإنهاء كل تسليح لنظامنا القضائي".

ولم تمنع محاولة اغتيال ترمب، منظمي الاحتجاجات المناهضة لمؤتمر الحزب الجمهوري من تنظيم مسيراتهم التي كانت قيد التحضير منذ شهور، وسط تواجد العديد من رجال إنفاذ القانون، بما في ذلك ضباط الشرطة على الدراجات، في الحديقة أو بالقرب منها.

وفي حديقة "ريد أرو" Red Arrow Park بوسط مدينة ميلواكي، وتبعد بضع بنايات عن مقر انعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري، تجمَّع عشرات المتظاهرين من أصحاب الميول اليسارية الذين جاؤوا لدعم قضايا متنوعة، بما في ذلك رفْض ما وصفوه بـ"بالإبادة الجماعية في قطاع غزة.. وتورُّط الإدارة الأميركية الحالية أو أي إدارة مستقبلية فيها".

وأدان الحزبان الديمقراطي والجمهوري محاولة اغتيال ترمب، وسط دعوات مشتركة إلى الوحدة.

لكن هذا أدى أيضاً إلى إلقاء بعض الجمهوريين باللوم على بايدن، مشيرين إلى كلماته التي تُظهر ترمب على أنه تهديد للديمقراطية.

كما طالب بعضهم، المدّعين العامّين بإسقاط القضايا الجنائية التي يواجهها ترمب.

إلا أن بايدن اعترف أنه أخطأ في استخدام مصطلح "بؤرة الهدف" في الإشارة إلى ترمب، وفق ما جاء في مقتطف من مقابلته مع شبكة (NBC News).

وجاء في تقرير لصحيفة بوليتيكو، أن بايدن قال للمانحين في مكالمة خاصة قبل عدة أيام من إطلاق مسلح النار على ترمب إنه "حان الوقت لوضع ترامب في بؤرة الهدف".

تصنيفات

قصص قد تهمك