قال الرئيس الأميركي جو بايدن، في لقائه مع NBC NEWS الأميركية، إنه أخطأ حين استخدم مصطلح "مرمى الهدف" (bull's-eye) بحديثه عن ضرورة استهداف المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب، الذي تعرض لاحقاً لمحاولة اغتيال، السبت.
و"مرمى الهدف" (bull's-eye) هو تعبير أميركي عن النقطة السوداء التي تتوسط لوحة الرماية، ومن ينجح باستهدافها، بطلقة رصاص أو رمية سهم أو سكين، يثبت مهارة كبيرة في الرماية ودقة القنص وحدة البصر.
وكشف تقرير لصحيفة "بوليتيكو" أن بايدن قال لمجموعة من المانحين للحزب الديمقراطي في حديث خاص، قبل عدة أيام من محاولة اغتيال ترمب: "عندي مهمة واحدة، وهي أن أهزم دونالد ترمب، وأنا متأكد تماماً من أنني أفضل شخص قادر على القيام بذلك. لذلك، انتهينا من الحديث عن المناظرة، وحان الوقت لوضع ترمب في مرمى الهدف".
وأقر بايدن خلال المقابلة التلفزيونية بخطورة المصطلح الذي استخدمه وقال: "كان من الخطأ استخدام الكلمة (مرمى الهدف)، قصدت التركيز عليه.. التركيز على ما يفعله".
وأوضح الرئيس الأميركي أنه عندما أطلق تلك العبارة "كان هناك القليل من التركيز على أجندة ترمب"، وأضاف: "قصدت التركيز عليه، التركيز على ما يفعله، التركيز على سياساته، التركيز على عدد الأكاذيب التي قالها في المناظرة"، التي جمعتهما في 27 يونيو.
وبرزت خطورة جملة بايدن، التي وصلت إلى حد اتهامه بالتحريض على اغتيال الرئيس السابق، حين تمكن شاب، يبلغ من العمر 20 عاماً ويحمل بندقية من طراز "15 أيه.آر"، من إطلاق النار على ترمب محاولاً اغتياله.
وكان ترمب (78 عاماً) قد بدأ للتو خطابه خلال تجمع انتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا عندما دوى إطلاق النار وأصيبت أذنه اليمنى ولطخت الدماء وجهه، فيما قالت حملته في وقت لاحق إنه "بخير" ولم يتعرض لإصابة بالغة.
بايدن وانتخابات الرئاسة
وعاد بايدن إلى الدفاع عن قراره بالبقاء في سباق انتخابات الرئاسة الأميركية، المقررة في نوفمبر، على الرغم من الدعوات التي تطالبه بالانسحاب، إذ ظهر "عدوانياً" خلال مجريات اللقاء، وقال إنه لن يغادر السباق.
وأضاف: "أنا كبير في السن، لكنني أكبر من ترمب بثلاث سنوات فقط، وثانياً، وقدراتي العقلية جيدة جداً. لقد أنجزت أكثر مما أنجزه أي رئيس منذ فترة طويلة خلال ثلاث سنوات ونصف، أنا على استعداد للحكم على ذلك".
وتابع: "أتفهم لماذا يقول الناس: يا إلهي، عمره 81 عاماً! وماذا سيصبح عندما يبلغ من العمر 83 عاماً أو 84 عاماً؟! إنه سؤال مشروع يتوجب طرحه".
وأكد بايدن على أنه "سيبقى في مكانه" منافساً في السباق الرئاسي، لافتاً إلى أن يستمع إلى الناخبين الديمقراطيين.
وعند سؤاله عن الشخص الذي يطلب مشورته عندما يتعلق الأمر بقضايا مثل البقاء في السباق أو الانسحاب، أجاب بشكل صريح : "لقد كنت أفعل هذا لفترة طويلة". في إشارة إلى أنه يمتلك قراره، وهو المسؤول الوحيد عن تحديد مصير استمراره في السباق الرئاسي من عدمه.
وتعتبر مقابلة بايدن هي الأحدث في ظل سلسلة من الاجتماعات واللقاءات التي أجراها لاستعادة ثقة الناخبين وقادة الحزب الديمقراطي منذ أدائه السيء خلال مناظرته مع ترمب.
وعد بالفوز على ترمب
وكان بايدن قد وصف منافسه ترمب خلال تجمع انتخابي بولاية ميشيجان، الجمعة، أي قبل حادثة الاغتيال، بأنه "تهديد للأمة الأميركية"، متعهداً بهزيمته مجدداً في الانتخابات المقبلة، مشيراً إلى أنه الديمقراطي الوحيد الذي هزمه.
ويحاول المسؤولون والمانحون والناشطون الديمقراطيون تحديد ما إذا كان بايدن هو أفضل رهان لهم لهزيمة الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات 5 نوفمبر، ومدى قدرته على الفوز بفترة رئاسية أخرى مدتها 4 سنوات.
وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز إنه التقى بايدن، الخميس، للتعبير عن آراء الأعضاء الديمقراطيين فيما يتعلق بترشيحه، ولم يذكر جيفريز كيف رد بايدن.
ويشعر الديمقراطيون بالقلق منذ انخفاض معدلات التأييد الشعبي لبايدن، إلى جانب تنامي المخاوف من تقدمه في السن لدرجة تُقوض قدرته على تحمل مهام المنصب، ما قد يُسبب خسارة الحزب مقاعد في مجلسي النواب والشيوخ، ما يفقدهم القبضة على السلطة في واشنطن إذا ما فاز ترمب بالرئاسة.