فرنسا.. "تصدعات" في تحالف اليسار بسبب مرشح رئاسة الوزراء

time reading iconدقائق القراءة - 5
زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي فابيان روسيل يتحدث خلال مؤتمر صحفي لتحالف الجبهة الشعبية الجديدة. باريس، فرنسا. 14 يونيو 2024 - Reuters
زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي فابيان روسيل يتحدث خلال مؤتمر صحفي لتحالف الجبهة الشعبية الجديدة. باريس، فرنسا. 14 يونيو 2024 - Reuters
دبي-الشرق

احتدم الخلاف بين الأحزاب اليسارية في فرنسا، الثلاثاء، بشأن اختيار رئيس الوزراء الجديد، ما دفع زعيم الحزب الشيوعي فابيان روسيل إلى التحذير من أنهم يخاطرون "بإغراق السفينة" رغم نجاحهم في الانتخابات، وذلك بعد إعلان حزب "فرنسا الأبية" تعليق مشاركته في المشاورات. 

وقبل الرئيس إيمانويل ماكرون استقالة الحكومة الحالية بقيادة جابرييل أتال الذي ينتمي لتيار الوسط، لتمكين الوزراء الذين نجحوا في الانتخابات من الانضمام للبرلمان عندما ينعقد، الخميس.

وتأسست "الجبهة الشعبية الجديدة"، وهي تحالف يضم الاشتراكيين والخضر والحزب الشيوعي وحزب "فرنسا الأبية" المنتمي لأقصى اليسار، على عجل قبل الانتخابات المبكرة التي جرت على جولتين في 30 يونيو والسابع من يوليو، وتصدرت الانتخابات بشكل غير متوقع. لكنها لم تفز بالأغلبية المطلقة، وعادت سنوات من التوترات بين أحزابها إلى الظهور بشأن من يمكنه رئاسة حكومة يسار محتملة.

وما يزيد الأمور تعقيداً في ثاني أكبر اقتصادات منطقة اليورو، أن الرئيس إيمانويل ماكرون دعا الأحزاب الرئيسية إلى تشكيل تحالف لتأليف حكومة، وهو خيار قد يشمل بعض أعضاء "الجبهة الشعبية الجديدة"، لكنه يستبعد حزب "فرنسا الأبية".

"ستغرق السفينة"

وقال زعيم الحزب الشيوعي فابيان روسيل لتلفزيون BFMTV: "إذا لم نتمكن من إيجاد حل في الساعات والأيام المقبلة، فستغرق السفينة"، واصفاً حالة المحادثات بأنها "مؤسفة".

واعتبر روسيل أن عدم التوصل إلى توافق بشأن اسم مرشح، سيكون "قلة احترام للناخبين الذين أعربوا عن رغبتهم في تغيير الأمور"، كما طالب حزب "فرنسا الأبية" بعدم عرقلة المناقشات.

وطلب زعيم الحزب الشيوعي من نواب "فرنسا الأبية" العودة إلى طاولة المناقشات لتقديم مقترح باسم رئيس الوزراء الجديد الذي سيحقق التوافق، وقال: "دعونا نمضي قدماً، دعونا نتأكد من أن هناك اقتراح مشترك لرئاسة الجمعية الوطنية وقيادة الحكومة".

وتابع: "لكن قبل كل شيء، دعونا نتأكد من أننا لن نخيب آمال الفرنسيين، وأن نتمكن بسرعة من الإجابة على أسئلتهم المتعلقة بقدرتهم الشرائية، والفواتير، ومعاشات التقاعد"، مؤكداً أنهم "يتوقعون ذلك منا، وبالتالي هناك حاجة ملحة".

وطرح كل حزب في تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة"، التي تغلبت على الوسط بزعامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان في الانتخابات المبكرة، عدداً من الأسماء لرئاسة الحكومة، لكن تم رفضها من قبل عضو واحد آخر على الأقل في التحالف.

وقال روسيل إنه إذا أراد حزب "فرنسا الأبية" ترك تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة"، فإن ذلك سيكون "مسؤولية ثقيلة سيتحملها"، واصفاً هذا الخيار بـ"الخطير"، وأضاف: "لكن ربما يفضل حزب فرنسا الأبية أن يكون في المعارضة، وهو تموقع أكثر راحة بكثير، يتيح له انتقاد كل شيء، وقول لا على كل شيء والتصويت على مقترحات الرقابة".

وخلص روسيل إلى أنه "من الأصعب بكثير قبول المسؤوليات والبناء"، وأضاف: "أتساءل عن خيارهم الحقيقي: يريدون البناء و تلبية توقعات الفرنسيين، أو إيجاد ذريعة للمغادرة والبقاء في المعارضة، وهو أمر أكثر راحة".

"فرنسا الأبية" يعلق مشاركته

وأعلن حزب "فرنسا الأبية" الذي يقوده جان لوك ميلانشون والمنضوي في تحالف "الجبهة الوطنية الجديدة"، أنه سيعلق المناقشات مع أحزاب تحالف اليسار المتعلقة بتشكيل الحكومة، واعتبر أن الأولوية الآن هي ضمان ترشيح وحيد لرئاسة الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي).

ويقول حزب "فرنسا الأبية"، إن الرئيس إيمانويل ماكرون "يريد اختطاف انتخابات رئاسة الجمعية الوطنية في 18 يوليو لمحو التحالف المنتصر في صناديق الاقتراع"، وذلك عبر"اتفاق ضمني مع حزب الجبهة الوطنية". 

ودعا الحزب إلى "إحباط" هذه "المناورة" بشكل عاجل من خلال التوصل إلى اتفاق فوري على "ترشيح واحد للجبهة الشعبية الجديدة لرئاسة الجمعية الوطنية".

وذكر الحزب في بيان صحافي: "نحن نقبل مقدماً ألا يكون هذا الترشيح من حزب فرنسا الأبية، إذا كان هذا هو الشرط غير العادل لتقديم مرشح واحد". وأضاف: "في الأيام المقبلة، سنركز كل جهودنا على هذا الأمر".

وجاء هذا بعد عرقلة الاشتراكيين لترشيح أوجيت بيلو لمنصب رئاسة الوزراء. 

واعتبر "فرنسا الأبية" أن خيار عدم دعم رئيسة المجلس الإقليمي لريونيون "غير مفهوم"، وأن اختيار الحزب الاشتراكي استخدام "حق النقض ضد أي ترشيح من الجبهة الشعبية الجديدة، هدفه الوحيد هو فرض ترشيحه الخاص، بحجة أنه سيكون الوحيد المقبول لدى ماكرون".

وأضاف الحزب في بيانه أن الحزب الاشتراكي يجعل من الرئيس الفرنسي "صاحب القرار في تحالفنا، رغم أنه تم تشكيله ضده وضد سياساته".

وقدم أتال استقالته إلى ماكرون بعد خسارة الانتخابات مباشرة. ورفض ماكرون في البداية استقالته، لكنه قبلها الثلاثاء، على أن تستمر الحكومة في تسيير الأعمال حتى تشكيل الحكومة الجديدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك