تتطلع بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى عقد أول قمة ثنائية على الإطلاق خلال الأشهر المقبلة، وذلك كجزء من محاولة رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر "إعادة ضبط" العلاقات مع بروكسل، بعد خروج بلاده من التكتل (بريكست) في عام 2020.
ولم يعقد الاتحاد الأوروبي قمة رسمية مع بريطانيا منذ أن دخل القرار حيز التنفيذ، وبدلاً من ذلك عمل من خلال اللجان الفنية التي تم تشكيلها بموجب اتفاق التجارة الثنائي.
وقال مسؤولون لصحيفة "فايننشيال تايمز" أن القمة من النوع الذي يعقده الاتحاد الأوروبي بانتظام مع دول ثالثة مثل الهند والصين، ويجري النظر خلالها على الجهود الرامية إلى إعادة ضبط العلاقات الثنائية.
وسيواصل ستارمر جهوده لإعادة بريطانيا إلى المسرح العالمي، خلال اجتماع مقرر الخميس، لنحو 50 زعيماً أوروبياً في قصر بلينهايم البريطاني.
وقال مسؤول بريطاني إن الاجتماع، الذي يستمر يوماً واحداً للجماعة السياسية الأوروبية، يعد مزيجاً من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ودول أوروبية أخرى، ما سيمنح ستارمر فرصة "لتسريع مواعدة" العديد من القادة الأوروبيين.
اتفاقات دفاعية وأمنية
بدوره، رجّح مسؤول في الاتحاد الأوروبي أن يناقش رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل الفكرة مع ستارمر على هامش الاجتماع، خصوصاً أنه أشار في الأيام الأولى من رئاسته للحكومة البريطانية إلى خططه لإعادة التواصل مع مؤسسات بروكسل.
وأجرى ستارمر مكالمة هاتفية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بعد وقت قصير من فوزه في الانتخابات في 4 يوليو، حيث وصفت الحكومة البريطانية العلاقة بينها والاتحاد الأوروبي بأنها "فريدة من نوعها".
ويسعى ستارمر إلى إبرام اتفاقية دفاعية وأمنية واسعة النطاق مع الاتحاد الأوروبي وتخفيف التوترات التجارية في مجالات مثل السلع الزراعية.
وفي هذا الصدد، أجرى وزير العلاقات الأوروبية البريطاني نيك توماس سيموندز، الاثنين، محادثات مع نائب رئيس المفوضية الأوروبية ماروس سيفتشوفيتش، وقالت الحكومة البريطانية: "لقد كانت هناك الكثير من المناقشات المثمرة، لكن هذه الأيام الأولى".
وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي: "إذا عقدنا مؤتمرات قمة مع الولايات المتحدة أو رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، فسيكون من المنطقي تماماً أن نعقد قمة مع بريطانيا، أقرب جيراننا"، من دون استبعاد أي شيء يتعلق بإعادة صياغة علاقة الكتلة مع لندن.
وقال كلاوس فيلي، الأمين العام السابق للبرلمان الأوروبي، إن بروكسل سترحب بأي "محاولة صادقة" لإعادة ضبط العلاقة، مضيفاً: "ليست هناك رغبة في العودة إلى الوضع الذي كان لدينا وقت المفاوضات أو وضع الانتقاء والاختيار".