لارا ترمب.. الصعود السياسي السريع لزوجة ابن رئيس أميركا السابق

time reading iconدقائق القراءة - 11
الرئيسة المشاركة للجنة الوطنية الجمهورية لارا ترامب تتحدث في اليوم الثاني من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري RNC في منتدى Fiserv في ميلووكي، ويسكونسن، الولايات المتحدة. 16 يوليو 2024 - Reuters
الرئيسة المشاركة للجنة الوطنية الجمهورية لارا ترامب تتحدث في اليوم الثاني من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري RNC في منتدى Fiserv في ميلووكي، ويسكونسن، الولايات المتحدة. 16 يوليو 2024 - Reuters
دبي-الشرق

الثلاثاء الماضي، وقبل تعرضه لمحاولة اغتيال في بنسلفانيا، كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يقف على المنصة محاطاً بأسرته في تجمع حاشد بمنتجع الجولف الذي يملكه بمدينة دورال بولاية فلوريدا، وأثناء مخاطبته للحشد هتف بأسماء أحفاده وأبنائه الثلاثة، الواحد تلو الآخر، دون جونيور وإريك وبارون، قبل أن يذكر أحد أفراد العائلة الذي لم يكن حاضراً في ذلك اليوم.    

وسأل ترمب الحشد: "أنتم تحبون لارا، أليس كذلك؟"، "فيما يشبه بائعاً يروج لمنتجه"، على حد تشبيه صحيفة "نيويورك تايمز"، مضيفاً عن زوجة ابنه إريك: "لارا ليست سوى رئيسة الحزب الجمهوري"، وتابع: "إنها تنتقل بسهولة إلى مراتب أعلى".

وبرز صعود لارا ترمب السريع، من منتجة تليفزيونية غير سياسية إلى زعيمة حزب، خلال هذا الأسبوع مع اجتماع الجمهوريين في مدينة ميلواكي لترشيح ترمب.  

وكرئيسة مشاركة للحزب، تضطلع لارا بمسؤولية استضافة مهرجان ترمب على مدى 4 أيام.

والاثنين، جلست لارا خلف والد زوجها مباشرة خلال ظهوره الأول منذ محاولة الاغتيال.

والثلاثاء، تحدثت لارا لأكثر من 20 دقيقة، وهي فترة تزيد كثيراً عن الفترة التي أتيحت لمسؤولات منتخبات، من أمثال كريستي نويم، أو جلين يونجكين أو حتى مارجوري تايلور جرين، على المنصة.    

وتوجهت لارا في كلمتها إلى المتشككين بشأن ترمب: "أعلم ما تسمعونه هناك عن دونالد ترمب. ولكن عندما أنظر إلى دونالد ترمب أرى أباً ووالد زوج وبالطبع جداً رائعاً لطفلي الصغيرين لوك وكارولينا".

ومثل هذه الكلمات التي قالتها بحقة خلال جلسات اليوم الثاني للمؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، هي التي ربما دفعت ترمب لدعم لارا زوجة ابنه إريك لتولي منصبها الجديد في مارس الماضي، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز".

وأضافت الصحيفة أنه "منذ ذلك الوقت، أصبحت السيدة ترمب، البالغة من العمر 41 عاماً، واحدة من أبرز المدافعين عن حملة المرشح الرئاسي الجمهوري في وسائل الإعلام، ما أضفى ابتسامة على أحلك الجوانب في حملة والد زوجها للوصول إلى البيت الأبيض".

لكن "وقت العمل الكبير تصاحبه في العادة مخاطر كبيرة، على الأقل في فلك ترمب". فالمساعدون الذين يفشلون في تنفيذ رؤيته يتم إقصاؤهم، والذين ينجحون ينتهي بهم المطاف في قوائم لوائح الاتهام.

ولدى سؤالها بشأن هذه المخاطرة، خاصة وأنها تجمع بين نشاطها الحزبي وكونها زوجة ابن ترمب، في مقابلة مع "نيويورك تايمز"، الأسبوع الماضي، أجابت لارا: "لقد تم رفع الثمن بطرق عديدة".

وأضافت مازحة، بضحكة عصبية: "دائما أقول لإريك، أتمنى أن نفوز. لا أعلم ما سيكون عليه حالي في هذه العائلة".

"القيام بالأشياء التي تخيفك"

منذ 6 أشهر، طلب الرئيس السابق من زوجة ابنه الترشح لمنصب الرئيس المشارك للجنة الوطنية الجمهورية، التي تهيمن على الماكينة الانتخابية للحزب وشؤونه المالية، وتتولى تنظيم المؤتمرات.  

في هذا السياق قالت لارا لـ "نيويورك تايمز": "عندما دعاني (ترمب) وتحدث معي بهذا الشأن، شعرت بصدمة زلزلت أركاني". كانت لارا قد ساعدت في حملات ترمب في الماضي، ولكنها قالت إن "المهمة هذه المرة كانت جسيمة".  

كان هناك صراعاً دائماً على السلطة بين ترمب واللجنة الوطنية للحزب الجمهوري التي كانت تديرها رونا ماكدانييل منذ عام 2017. وكان الرئيس السابق يريد أحد الأشخاص المقربين منه في هذا المنصب، ولكن لارا كانت "مترددة وقلقة".

وتذكرت لارا هذا الموقف قائلة: "قلتُ لا أعرف، هذا كثير في الوقت الحالي"، مضيفة: "قد لا يكون هذا وقتاً رائعاً بالنسبة لي"، نظراً لأن لديها طفلين صغيرين في عمر 4 سنوات و6 سنوات، وفق "نيويورك تايمز".

وطلب منها ترمب أن تفكر في الأمر، قائلاً إنه سيعاود الاتصال بها في غضون يومين. وأشارت لارا إلى أن إيفانكا ترمب وزوجها جاريد كوشنر اتصلا بها لتشجيعها.

وقالت لارا، موضحة الأسباب التي دفعتها إلى قبول هذه المهمة: "ربما يتعين عليك في حياتك القيام بأشياء تخيفك".

وفي مارس الماضي تم إقصاء ماكدانييل وانتخاب السيدة ترمب بالإجماع كرئيسة مشاركة إلى جانب مايكل واتلي، مسؤول الحزب من نورث كارولينا.

وأفاد منتقدو ترمب بأن الرئيس السابق كان يحاول استخدام الحزب "لسداد فواتيره القانونية الشخصية". وقامت لارا وواتلي سريعاً بإقصاء عشرات الموظفين، ودمجا اللجنة بشكل فعال مع حملة ترمب 2024 حتى بات الأمر كله تحت السيطرة.

لم يكن لدى لارا اهتماماً كبيراً بالسياسة حتى ترشح والد زوجها لمنصب الرئيس. في هذا الإطار تنقل صحيفة "نيويورك تايمز" عن لارا قولها : "لم يكن أحد منا في عائلة ترمب مهتماً بالسياسة (...) لقد ترعرعت في مدينة ويلمينجتون، بولاية نورث كارولينا، وأعرف بالتأكيد أن والداي كانا يصوتان لصالح الحزب الجمهوري، ولكن لم يكن هناك نقاش كبير على الإطلاق بهذا الشأن".

"سيدات ترمب"

ودافعت لارا بحماس بالغ عن سيدات ترمب "اللاتي فررن من دائرة الضوء" بمجرد دخولها إليها، إذ قالت إن إيفانكا، شقيقة زوجها، تراجعت عن المشهد السياسي بسبب "تدقيق وسائل الإعلام"، مضيفة: "أعلم أن ذلك الأمر كان عصيباً على أطفالهن. كان هناك جديداً كل يوم.. فقط الكثير من الانتقادات".

وعن ميلانيا ترمب "الغامضة"، قالت لارا: "أعتقد أنها ستخرج من المشهد عندما يكون ذلك مناسباً لها".

وأضافت أن أحد آمال ميلانيا لولاية ثانية لترمب هو "أن تكون مجلات الموضة قد تعلمت الدرس". ولم تظهر ميلانيا على غلاف مجلة Vogue كسيدة أميركا الأولى، في حين ظهرت جيل بايدن 3 مرات على غلاف نفس المجلة، ما اعتبرته لارا "مدعاة للسخرية".

ومع ذلك، قالت لارا إنها تتعاطف مع أم زوجها إيفانا ترمب التي ماتت منذ عامين.

وقالت إيفانا لزوجة ابنها "كل شيء" عن "دورها في منظومة ترمب، ودورها في أتلانتيك سيتي، وفي الكازينوهات، وفي فندق بلازا، وكل تلك الأشياء"، حسبما قالت لارا لـ "نيويورك تايمز".

وأوضحت إيفانا للارا أنها إذا أرادت النجاح كإحدى سيدات ترمب، فعليها أن يبلغ طموحها عنان السماء.

واعتبرت لارا أن هذا "ربما يكون أحد الأسباب التي جعلت زوجي على اتصال وثيق بي وجعلتنا مرتبطين بشكل جيد، لأنهم يقولون إنك تتزوجين والديك بطريقة ما، ولكنني لدي الكثير من تلك الصفات نفسها".

وكان ترمب ينظر إلى عمل زوجته السابقة بشكل مختلف، ووصفه ذات مرة بأنه السبب وراء تداعي زواجهما، حتى أنه أعرب في عام 1994 عن اعتقاده بأن امتهان الزوجة لعمل ما "أمر خطير جداً"، مشيراً إلى أنه "السبب الأعظم الوحيد لما حدث لزواجي من إيفانا".

وبسؤالها عن وجهة نظر ترمب هذه، قالت لارا ببساطة للصحيفة: "حسناً، هناك توازن".

تبني وجهات نظر ترمب

واضطلعت لارا بدورها الجديد بحماسة بالغة، مرددة في أغلب الأحيان مزاعم والد زوجها الزائفة بشأن الانتخابات الرئاسية 2020، أو التحذيرات المشؤومة من الانتقام، ولكن بحدة أقل.

وتكرر سفر لارا عبر البلاد للترويج لما يصفه الحزب ببرنامج "النزاهة الانتخابية"، وهو حزمة الجهود التي تجهز للأعمال الأساسية حال حاول ترمب تقويض نتيجة الانتخابات على غرار ما فعله في عام 2020.

وفي مقابلتها مع "نيويورك تايمز"، لم تذكر لارا مباشرة أن انتخابات 2020 قد سُرقت، ولكنها رددت الشكوك بشأن تزويرها.

وقالت لـ "نيويورك تايمز": "أعتقد أنه إذا تم احتساب جميع الأصوات القانونية، فإن ترمب سيصبح الرئيس الأميركي الـ47 من غير شك"، مضيفة: "إذا كانت هناك انتخابات حرة ونزيهة، وهذا ما نعمل كل يوم على التأكد منه، فلن تكون ثمة مشكلة، ولن يكون لدينا أي شكوك في الجانب الآخر منها".

وأوضح المدعي العام أن نظريات ترمب بشأن سرقة انتخابات 2020 "ليست سوى هراء"، وأن "عمليات التدقيق وإعادة الفرز والتحقيقات لم تجد أي دليل على وجود عملية تزوير ذات مغزى".

وأشارت لارا إلى أن والد زوجها يتصل بها ويرسل لها رسائل نصية "بانتظام" بشأن وحدة نزاهة الانتخابات، قبل أن تضيف أنه أحياناً يتصل فقط ليقول لها إنه يستمع إلى إحدى أغنياتها، فهي، وفق الصحيفة "مغنية هاوية" اشتهرت بإصدارها الجديد لأغنية توم بيتي "لن أتراجع".

كما اضطلعت لارا بدور محوري في أحداث 6 يناير 2021. وقالت لـ "نيويورك تايمز"، إن هذا اليوم يصادف "عيد ميلاد زوجي"، متذكرة كيف غنى له الحشد عيد ميلاد سعيد قبل المسير إلى الكابيتول واقتحام المبنى.

وعن ذلك التجمع قبل الهجوم، قالت لارا لـ "نيويورك تايمز": "كانت تجربة رائعة حقاً أن تقف على تلك المنصة، وكانت الطاقة الإيجابية التي يفيض بها المكان مذهلة".

وأقرت لارا بأنه "يجب محاسبة أي شخص انتهك القانون"، ولكن عندما استعادت ذكريات ذلك اليوم قالت إنها رأت "الآلاف والآلاف من الأشخاص الذين شعروا بالدمار لأن الانتخابات لم تمض في الطريق الذي توقعوه لها".

وتبنت لارا وجهة نظر والد زوجها في موضوعات أخرى أيضاً. وعن تهديدات ترمب باستخدام وزارة العدل للتحقيق في القضايا التي يختارها، قالت لارا إن وزارة العدل يجب أن تشهد "تغييراً كبيراً"، مضيفة أنه "إذا شعر ترمب كرئيس بأن هذا أمر ضروري، فأعتقد أنه يتعين عليه القيام به".

وفي أبريل، وعدت لارا بـ "4 سنوات من العمل بلا كلل إذا استعاد دونالد ترمب البيت الأبيض". ولدى سؤالها كيف سيكون الحال على وجه الدقة، أوضحت لارا لـ"نيويورك تايمز"، أن ترمب "كان عليه أن يتعلم أموراً كثيرة" خلال ولايته الأولى.

وأكدت للصحيفة: "أعتقد أنه تعلم سريعاً أنه لا يمكنه الوثوق في الكثير من الأشخاص في العاصمة"، مضيفة أن "الأشخاص الذين اعتقد أنهم أصدقاؤه لم يكونوا كذلك".

تصنيفات

قصص قد تهمك