يسعى الحزب الديمقراطي إلى عقد اجتماع افتراضي في الأسبوع الأول من أغسطس، لاختيار الرئيس جو بايدن، مرشحاً رسمياً للحزب في الانتخابات المقبلة، وذلك قبل أسابيع من موعد انعقاد المؤتمر الوطني الديمقراطي في وقت لاحق من أغسطس، وذلك رغم الدعوات في الحزب إلى تنحي بايدن عن السباق.
وينظر بعض الديمقراطيين إلى الخطوة على أنها إجراء يهدف للإسراع بالدفع ببايدن كمرشح بشكل رسمي، وقطع الطريق على الدعوات إلى خروجه من السباق، وذلك رغم أن خطة الحزب لعقد التصويت بشكل افتراضي بدلاً من انتظار انعقاد المؤتمر الوطني بشيكاغو، في النصف الثاني من أغسطس، كانت موضوعة مسبقاً وقبل مناظرة بايدن مع منافسه الجمهوري دونالد ترمب في 27 يونيو الماضي، والتي أثار الأداء السيء للرئيس فيها، دعوات تنحيه عن السباق.
وأرسلت اللجنة الوطنية للحزب رسالة إلكترونية إلى أعضائها، صباح الأربعاء، تضمنت دعوة لعقد الاجتماع، الجمعة، وذكرت الرسالة أن الاجتماع، سيبحث آلية التصويت الافتراضي، معتبرةً أن التصويت الافتراضي هو "النهج الأكثر حكمة".
بدورها، ذكرت شبكة CNN أن الرسالة ألمحت إلى التقارير التي تفيد بأن حلفاء بايدن يأملون في تسريع عملية الترشيح، وقالت: "بغض النظر عما يقال، فإن هدفنا ليس اتخاذ المسار الأسرع للترشيح".
وذكرت الرسالة أن التصويت الافتراضي لن يبدأ قبل الأول من أغسطس المقبل.
واعتبرت الشبكة، أن قرار اللجنة الوطنية الديمقراطية بالمضي قدماً في ترشيح بايدن جاء بالتزامن مع حملة ضغط هادئة من قبل بعض حلفاء الرئيس الأميركي لتسريع هذه العملية قبل المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو.
معارضة مبكرة
وفي المقابل، دفعت هذه الخطوة الجديدة، 3 نواب ديمقراطيين في مجلس النواب، الأربعاء، إلى الاتجاه نحو توقيع رسالة احتجاجية على خطة تسريع الحزب لترشيح بايدن بشكل رسمي، بحسب وكالة "رويترز".
وقال ممثلون عن كل نائب اتصلت بهم "رويترز"، إن النواب الديمقراطيين سوزان وايلد ومايك كويجلي وجاريد هوفمان يعتزمون التوقيع على الرسالة.
ونصت مسودة الرسالة التي اطلعت عليها "رويترز" على أن "تضييق الخناق ووقف أي عملية محتملة لتغيير في بطاقة الحزب الديمقراطي من خلال الدعوة لـ(نداء افتراضي) غير ضروري وغير مسبوق خلال الأيام المقبلة فكرة سيئة".
وكان الرئيس الأميركي تعهد، الثلاثاء، بمواصلة مسعاه للفوز بفترة جديدة في الخامس من نوفمبر وهاجم سجل منافسه ترمب كرئيس.
جاء ذلك في أول خطاب سياسي لبايدن منذ محاولة اغتيال منافسه الجمهوري والذي ألقاه أمام المؤتمر السنوي للجمعية الوطنية للنهوض بالملونين في لاس فيجاس، وهي تجمع كبير للناخبين من أصل إفريقي، حيث استُقبل بهتاف "4 سنوات أخرى".
وقال بايدن، إنه ممتن لأن ترمب لم يصب بأذى كبير خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا، السبت الماضي لكنه انتقده بشدة على مجموعة مختلفة من الجبهات منها طريقة تعامله مع الاقتصاد خلال جائحة فيروس كورونا.
وأضاف: "دعوني أكرر ذلك لأن ترمب يكذب بشدة بشأن هذا الأمر، فقد وصلت البطالة بين الأميركيين من أصل إفريقي إلى مستوى قياسي منخفض في ظل إدارة بايدن-(نائبة الرئيس كاملا) هاريس".
ووبخ بايدن ترمب لزعمه في مرحلة ما أن الرئيس السابق باراك أوباما ليس مواطناً أميركياً، ولإشارته إلى "وظائف الأميركيين من أصل إفريقي" في مناظرتهما يوم 27 يونيو.
ودفعت محاولة اغتيال ترمب، السبت، حملة بايدن إلى سحب إعلاناتها التلفزيونية وإلغاء الهجمات اللفظية على الرئيس السابق والتركيز بدلاً من ذلك على رسالة الوحدة، قبل أن تستأنف نشاطها الثلاثاء.
وكانت استراتيجية الحملة في السابق هي التركيز على الانتقادات الشديدة لترمب باعتباره تهديداً للديمقراطية الأميركية وتسليط الضوء على عدم الاعتراف بخسارته في انتخابات عام 2020 وإدانته بارتكاب جرائم.
وهي تحاول الآن التعبير عن رسالة أقل تشدداً لا تزال تقوم على إظهار التناقض بين نهج المرشحين ومواقفهما.