حذرت الرئيسة السابقة لمجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الرئيس جو بايدن وحملته من المخاطر السياسية التي يواجهها الحزب الديمقراطي حال إصراره على البقاء في سباق انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر، وفق ما نقلته شبكة CNN الإخبارية وموقع "أكسيوس" عن مصادر أميركية مطلعة.
ومن غير الواضح ما إذا كانت بيلوسي قد طلبت من بايدن بشكل مباشر إنهاء حملته الرئاسية، لكنها قد تكون آخر شخص يتمتع بالمكانة والدهاء لإقناع بايدن بالانسحاب من السباق، بحسب الموقع الأميركي.
بحسب CNN، أخبرت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي الرئيس الأميركي بشكل خاص في محادثة هاتفية أن استطلاعات الرأي تظهر أن بايدن لا يستطيع التغلب على دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة، وأن بايدن قد يدمر فرص الديمقراطيين في الفوز بمجلس النواب في نوفمبر إذا استمر في السعي لولاية ثانية، وفقا لأربعة مصادر مطلعة على المكالمة.
وقال أحد المصادر إن الرئيس رد قائلاً إنه رأى استطلاعات تشير إلى قدرته على الفوز بالانتخابات. ووصف مصدر آخر بايدن بأنه أصبح دفاعياً بشأن استطلاعات الرأي.
وتردد صدى تقييم بيلوسي السيئ لمأزق بايدن السياسي طوال حملته الانتخابية وفي المستويات العليا للحزب الديمقراطي، إذ أكد البيت الأبيض أنها أجرت محادثة واحدة فقط مع الرئيس الأميركي في أوائل يوليو الجاري، لكن بعض مستشاري الرئيس يعتقدون أن هناك المزيد من المحادثات بين الطرفين.
ورداً على سؤال حول تقييم بيلوسي لآفاق بايدن ومحادثاتها معه، قال الناطق باسم البيت الأبيض أندرو بيتس: "الرئيس بايدن هو مرشح الحزب.. إنه يخطط للفوز، ويتطلع إلى العمل مع الديمقراطيين في الكونجرس، لتمرير أجندته التي تمتد لـ100 يوم".
ضغوط على بايدن
وكان النائب آدم شيف، الذي يعد أحد أقرب حلفاء بيلوسي في مجلس النواب، دعا بايدن، الأربعاء، إلى إنهاء حملته الرئاسية، وهو القرار الذي أحدث صدمة في الحزب الديمقراطي.
وقرأ كبار الديمقراطيين انتقادات شيف على أنها "إشارة" واضحة من بيلوسي إلى أنها تستعد لزيادة ضغطها العلني على بايدن لاتخاذ قرار.
والأسبوع الماضي، ظهرت بيلوسي في برنامج Morning Joe لتشير إلى أن بايدن "لا يزال لديه الوقت لإعادة النظر في قراره بالبقاء في السباق"، قائلة: "نحن جميعاً نشجعه على اتخاذ هذا القرار، لأن الوقت ينفد".
ومحادثات بيلوسي ليست الأولى، إذ أجرى زعيما الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز والأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، محادثات مع بايدن بنفس الإطار، إذ اقترح شومر على بادن الانسحاب من السباق، وفقاً لشبكة ABC News.
ووجد بايدن دعماً من بعض الديمقراطيين، لكنه تعرض لهجوم من قبل آخرين، فيما قالت اللجنة الوطنية الديمقراطية إنها "لن تجري" تصويتها الافتراضي بنداء الأسماء قبل أغسطس، ما يمنح المندوبين مزيداً من الوقت للنظر في خياراتهم قبل تعيين بايدن رسمياً مرشحاً لحزبهم.
يشار إلى أن البيت الأبيض أعلن إصابة بايدن بفيروس كورونا، وأنه ألغى خطاباً كان من المفترض أن يلقيه أمام منظمة Unidos اللاتينية في لاس فيجاس.
ويأتي الإعلان عن إصابة بايدن بكورونا بعد ساعات من إذاعة إعلان تمهيدي لمقابلة لبايدن مع شبكة أميركية قال فيها إنه سيعيد تقييم موقفه بشأن البقاء في السباق الرئاسي إذا أخبره الأطباء مباشرة أن لديه حالة طبية تجعل تنحيه ضرورة.