"رأس حربة، متحمس للوحدة، منجذب إلى المناقشات الساخنة"، هكذا قدم جيه دي فانس نفسه في مؤتمر الحزب الجمهوري كنائب للرئيس السابق دونالد ترمب ضمن مساعي الفوز برئاسة الولايات المتحدة، حسبما ذكرت شبكة NBC News الأميركية.
وقال فانس لمندوبي المؤتمر الوطني الجمهوري أثناء قبوله ترشيحهم ليكون نائب ترمب: "رسالتي إليكم زملائي الجمهوريين، هي: نحن نحب هذا البلد، ونحن متحدون للفوز. وخلافاتنا تجعلنا في الواقع أقوى".
وصوّر عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو الرئيس السابق ترمب على أنه شخصية مرنة في مواجهة تهم جنائية ومحاولة اغتيال، قائلاً: "لقد اتهموه بأنه طاغية ويجب إيقافه بأي ثمن. ولكن كيف رد؟ لقد دعا إلى الوحدة الوطنية، والهدوء الوطني، وذلك بعد أن كاد قاتل أن ينهي حياته حرفياً، ثم طار الرئيس ترمب إلى ميلواكي وعاد إلى العمل".
وطرح نفسه باعتباره "رأس حربة" الحملة في قطاع الصناعة في ولايات مثل بنسلفانيا وميشيجان وويسكونسن التي يأمل الحزب الجمهوري في انتزاعها من الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن. وقد تلقت جميع الولايات الثلاث إشارات متكررة خلال خطابه.
وقال فانس: "هذه اللحظة لا تتعلق بي، إنها تتعلق بعامل السيارات في ميشيجان، إنها تتعلق بعامل المصنع في ويسكونسن، إنها تتعلق بعامل الطاقة في بنسلفانيا وأوهايو". وأوضح: "الأمر يتعلق بهؤلاء الذين يتساءلون عن سبب فقدان وظائفهم بسبب الساسة، ولا يفهمون استعداد جو بايدن لشراء الطاقة من الدكتاتوريين الصغار في جميع أنحاء العالم بينما يمكنه شرائها من مواطنيه، هنا في بلده".
وذكر البالغ من العمر 39 عاماً، أنه كان في الصف الرابع عندما صوّت جو بايدن، العضو في مجلس الشيوخ آنذاك لصالح اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية، بشكل "خيب آمال العديد من الناخبين بين الطبقة العاملة".
واستند خطاب فانس، خريج كلية الحقوق بجامعة ييل، بشكل كبير إلى طفولته في ميدلتاون بولاية أوهايو، وهي بلدة اشتهرت في فترة سابقة بصناعة الفولاذ، والتي، مثل غيرها، تكافح لمواكبة الاقتصاد المتغير. وفي خطابه، ألقى فانس باللوم على السياسات التي يدعمها بايدن.
وقال فانس، الجندي السابق في مشاة البحرية خلال حرب العراق: "في كل خطوة داخل المدن الصغيرة، مثل مدينتي في أوهايو أو المجاورة في بنسلفانيا، أو في ميشيجان وولايات أخرى في جميع أنحاء بلدنا، تم تحويل الوظائف إلى الخارج وتم إرسال الأطفال إلى الحرب".
نشأة مضطربة
وتحدث فانس عن نشأته المضطربة، بما في ذلك معركة والدته مع المخدرات والتي تطرق إليها في مذكراته المنشورة عام 2016 Hillbilly Elegy.
وشارك فانس الذي حصل فيلم لـ"جلين كلوز" مقتبس من مذكراته على ترشيح لجائزة الأوسكار لجلين كلوز، التي جسدت دور جدة فانس.
وذكر فانس: "لقد ربتني جدتي بينما كانت والدتي تكافح الإدمان. كانت جدتي في نواح كثيرة امرأة ذات تناقضات عديدة. لقد أحبت الرب، وكانت امرأة ذات إيمان مسيحي عميق".
وتابعت والدة فانس، بيفرلي أيكينز، من مقصورة الأصدقاء والعائلة، خطاب ابنها مما أدى إلى واحدة من أكثر اللحظات العاطفية خلال الحدث.
وقال فانس: "حركتنا تتعلق بالأمهات العازبات مثل أمي، اللاتي كافحن مع المال والإدمان ولكن لم يستسلمن أبدًا"، وتابع: "أنا فخور بأن أقول إن والدتي هنا الليلة، 10 سنوات دون تعاطي". أضاف: "أحبك يا أمي"، بينما انفجر الحشد في هتافات.
وتم تقديم فانس من قبل زوجته أوشا التي تحدثت عن قصتها، وشاركت معلومات تهدف إلى إضفاء الطابع الإنساني على زوجها، وقالت: "خلفيتي مختلفة تماماً عن جيه دي"، وأوضحت: "لقد نشأت في سان دييجو في مجتمع من الطبقة المتوسطة، مع والدين محبين - كلاهما مهاجران من الهند - وأخت رائعة".
وأردفت: "إن حقيقة أن فانس وأنا تمكنا من الالتقاء، ناهيك عن الوقوع في الحب والزواج، هي شهادة لهذا البلد العظيم".